"Jingle Jangle: A Christmas Journey" .. الإيمان بتحقيق المستحيل في مغامرة استعراضية ممتعة

قامت منصة نتفليكس بإصدار الفيلم الاستعراضي العائلي "Jingle Jangle: A Christmas Journey" في شهر نوفمبر وذلك ضمن مجموعة من الأفلام ذات طابع عائلي من المقرر عرضها خلال الفترة القادمة بمناسبة الاحتفال بأعياد الكريسماس.

تدور أحداث الفيلم في العصر الفيكتوري في بلدة كوبلتون حول المخترع العبقري وصانع الألعاب جيرونيكوس جانجل والذي قام بدوره في مرحلة الكبر النجم الحائز على جائزة الأوسكار فوريست وايتكر، والذي يفقد شغفه لاختراع أشياء جديدة ويصبح متجره الشهير للألعاب مهدد بالضياع وذلك بعد قيام تلميذه جوستافسون الذي قام بدوره في مرحلة الكبر الممثل كيجان مايكل كاي بسرقة أحدث اختراع له وهو دمية مصارع الثيران المتكلمة دون خوان دييجو، والذي قام بالأداء الصوتي له المغني ريكي مارتن بالإضافة لكتاب اختراعاته مما جعل جانجل يبتعد عن ابنته جيسكا وتنقطع علاقته بها. وبعد مرور سنين عديدة تتواصل حفيدته جيرني - مادلين مايلز - به وتأتي لمتجره لقضاء عطلة عيد الميلاد معه فتنشأ بينهما علاقة قوية، حيث تساعده على استعادة إيمانه بقدراته واستكمال اختراعه القديم الذي ظل حبيساً في انتظار من يؤمن به.

منذ المشاهد الأولى نجد أنفسنا مبهورين بطابع الفيلم الاستعراضي، حيث تقع أغلب مشاهد الفيلم في متجر الألعاب الذي كان في البداية يشع بالمرح والسعادة ولكنه بعد قيام جوستافسون بخيانة أستاذه، فقد المتجر سحره وأصبح مكانًا مظلمًا وكئيبًا، إلي أن جاءت الطفلة جيرني وأضافت لمستها الساحرة على المكان وعلى جدها.

قام بإخراج وكتابة قصة الفيلم ديفيد إي. تالبرت والذي قام بعمل فيلم آخر يدور في أجواء عيد الميلاد من قبل وهو "Almost Christmas " ولكنها هذه تجربته الأولى لعمل فيلم استعراضي. ومن الواضح أن تالبرت أراد التركيز على أن يكون أغلب شخصيات الفيلم من السود في محاولة منه لإعطاء منظورًا جديدا لأفلام أعياد الميلاد التي من المعتاد فيها أن يكون أبطالها كلهم من البيض، مما أضاف للفيلم طابع أكثر تميزًا وسحرًا.

أجاد تالبرت في تقديم عمل استعراضي مبهر متكامل العناصر يجعل المشاهد منجذباً للأحداث حتى النهاية وعلى الرغم من مدة العمل التي وصلت لساعتين، يشعر المشاهد برغبته في مشاهدته مرات أخرى للاستمتاع به وملاحظة العديد من التفاصيل الصغيرة التي من الصعب رؤيتها كلها من أول مرة. حيث أن الفيلم يحتوى على عناصر رائعة من حيث الديكورات وتصميم الملابس التي كانت من تصميم مايكل ويلكينسون، إلى جانب أغاني الفيلم الاستعراضية التى تحتوى على عدد كبير من الراقصين الذين يصاحبوا أبطال الفيلم أثناء غنائهم خلال الأحداث.

من المفاجآت السارة أيضأ في الفيلم دور الممثل المخضرم فوريست وايتكر الذي قدم شخصية مختلفة عن الذي اعتدنا عليه منه في أفلامه السابقة، حيث يقوم هنا بالغناء لأول مرة في أداء رقيق ومؤثر، إلى جانب بقية أبطال العمل الذين كانوا رائعين في أدائهم نذكر منهم الوجه الصاعد مادلين مايلز في أول تجربة سينمائية لها، حيث استطاعت بجدارة إثبات قدراتها الغنائية خاصأ في أدائها لأغنية "Square Root of Possible"، إلي جانب أدائها لدور الحفيدة التي تريد توطيد علاقتها بجدها الذي لم تقابله من قبل ولكنها ورثت عنه حبه للعلم والاختراع. هناك أيضأ دور الممثل الكوميدي كيجان مايكل كاي الذي كان مميزًا في دور المخترع الشرير الذي ينسب اختراعات أستاذه له ويسرق منه حلمه. وأجادت أنيكا نوني روز والتي اشتهرت بالأداء الصوتى لشخصية تيانا في فيلم الرسوم المتحركة لديزني الشهير "The Princess and the Frog" دور الابنة التي تشعر بالانكسار عندما قام والدها بالتخلي عنها، وهي أيضأ مطربة ذات صوت قوي ومميز، حيث تميزت في غناء أغنية "Make It Work” بالإشتراك مع فوريست وايتكر. الفيلم أيضاً احتوى على عناصر عديدة لسرد القصة مثل تكنولوجيا إيقاف الحركة، الدمى والرسوم المتحركة التقليدية، مما جعل مشاهدة الفيلم أكثر إمتاعاً، وقد يلاحظ البعض أن اللعبة التي ظهرت في الجزء الأخير من الفيلم - والتي تسمى بادي 3000 - تشبه إلى حد كبير الروبوت في فيلم ديزني الشهير الذي أنتج عام 2008 "WALL-E"

وقد صُور الفيلم في منطقة إيلم هيل التاريخية في نورويتش بإنجلترا، حيث غُيرت المنطقة لتبدو كأنها في فصل الشتاء القارص، وظهر ذلك في مشهد جميل لرمي كرات الثلج بين جيرني وجدها.

وقد يجد البعض أن الفيلم ازدحم بعناصر كثيرة وقصص فرعية مما جعلته مبالغ فيه، ولكن قد يكون المخرج أراد تقديم تجربة سينمائية مميزة تعطي للمشاهدين جرعة مضاعفة من السحر والمتعة. ويعتبر الجانب الغنائي في العمل من أمتع العناصر فيه، حيث يُعطي الشعور كأنه عمل غنائي على مسارح برودواي، وقد قام بتأليف الموسيقى الملحن جون ديبني والذي قام بتأليف الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام من أشهرها :"The Passion of the Christ" و"The Greatest Showman". أما كلمات الأغاني فقد شارك في كتابتها فيليب لورانس والمغني الشهير جون لجند والذي شارك أيضاَ في إنتاج الفيلم، ونجد الأغاني معبرة عن أحداث العمل وحملت معاني مُبهجة وجميلة حول الإيمان بقدراتنا وعدم جعل الصعوبات التي تواجهنا تجعلنا نفقد الأمل.

هناك عدد كبير من أفلام عيد الميلاد تصدر في كل عام، ولكن ما لا يذهب في طي النسيان نسبته قليلة وهنا يأتي فيلم "Jingle Jangle: A Christmas Journey" في أعلى قائمة الأفلام المميزة لما يتركه من شعور رائع عند مشاهدته، وتركيزه على التفاصيل ونجاحه بجدارة في تقديم عمل عائلي مبتكر وغير تقليدي بكل المقاييس.

---