Don't Look Back، قصة مثيرة لظاهرة موثقة جيدا تعود إلى عصور سابقة، ولكنها أصبحت موجودة بشكل يومي، وهي ظاهرة "مكتوف الأيادي" أو اللامبالاة بمعنى أدق، فعندما يكون شخص غريب في مأزق، فإن غالبية الأشخاص قد يقفون حوله ويراقبون ما يحدث دون إبداء أي مساعدة، ومؤخرا أصبحت هذه الظاهرة ينصب عليها غضب الجميع بشكل أكبر، وخاصة عندما يصور المارة ما يحدث على هواتفهم وعرضها على مواقع السوشيال ميديا، غير مبالين بما يحدث لهذا الشخص.
هذا ما تجده كيتلين (كورتني بيل) نفسها عالقة فيه عندما كانت تركض في في سنترال بارك بمدينة نيويورك ذات يوم وتشهد على رجل يتعرض للهجوم، ولا تستطيع فعل أي شيء، وتفاجئ بمجموعة من الأشخاص الذين يشهدون ذلك، لكنهم لا يفعلون شيئًا حياله، غير أنهم يقومون بتصوير المشهد بهواتفهم الشخصية، دون السرعة في تقديم يد المساعدة، حتى لقى الرجل حتفه. يبدأ الفيلم بكيتلين، التي تعرضت إلى صدمة نفسية كبيرة، بعد مقتل والدها بشكل وحشي في منزلهما، وبعد تسعة أشهر، تخشى مغادرة المنزل وتعيش في خوف دائم من المجهول، يقنعها صديقها جوش (سكايلر هارت)، أن مغادرة المنزل والبدء في الخروج هو الطريق إلى الآمان، ولكن عندما تتعرض لموقف أخر شبيه بمقتل والدها، تجد الأمر أصعب.
ومع بدء فيلم Don't Look Back بقوة تحبس معها الأنفاس، يتغير كل شيء حيث لا يحافظ الفيلم على الوتيرة، ويفقد نفسه في التقلبات والانعطافات في طريقه إلى نهاية ضعيفة، وتبدأ في تذكر سلسلة أفلام الرعب الشهيرة والرائعة Final Destination، والتي سرعان ما تربط بين أحداثها وفكرة فيلمنا Don't Look Back، حيث أن كل هذه الأفلام كتبها جيفري ريديك، الذي كتب وأخرج أيضًا لا تنظر إلى الوراء. حيث كان من الممتع أن يتم تصميم هذا الرعب بشكل أكثر إثارة، وبطريقة منمقة أفضل من صياغته بتلك الطريقة، وذلك حيث حاول ريديك توفير أجواء مخيفة تمنحك بالشعور بأن هناك شيئًا ما دائمًا قاب قوسين أو أدنى، ويرجع الفشل في تحقيق ذلك إلى العديد من مخاوف القفز وكيفية مواجهة كل شخصية لمصيرها، ويبقى ريديك الأمور بسيطة بأسلوب اتجاه واضح لا يتجاوز الحدود، ولكنه في نفس الوقت لا يدفع أي حدود إبداعية، أما من الناحية الموضوعية، يكون الفيلم مليئًا بما يكفي من القضايا ذات الصلة للحفاظ على إحساسه بالحداثة، دون دفع الجمهور إلى الخضوع بالملل.
الأداء التمثيلي على درجة عالية من الكفاءة، وتميز رائد مثير للإعجاب مع كورتني بيل، باعتبارها الفتاة المصدومة، وتزخر بالثقة وتحافظ على شخصيتها لتكون قابلة للتصديق حتى عندما تفقد القصة قبضتها، و(سكايلر هارت) في دور الصديق، وويل ستاوت باعتباره الأخ المنتقم، على الرغم من كون شخصياتهما على الهامش قليلاً، إلا أنهم يلعبان هذه الشخصيات بشكل جيد مع الكثير من التعقيد الذي تسمح به القصة.
في النهاية لا يستطيع جيفري ريديك، أن يقرر ما إذا كان يخرج فيلم إثارة خوارق، أم فيلم إثارة غامض، نتيجة لذلك، يتم إنشاء منتج غير نهائي وغير مكتمل، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبقي المُشاهد مهتمًا.