في يوم وليلة عمل تشويقي من الدرجة الأولى..ولكن

  • نقد
  • 11:57 مساءً - 14 ابريل 2021
  • 4 صور



أحيانًا ما تكون بداية أي عمل جاذبة وتعبر عن فكرة جديدة ولكن هل يحافظ العمل على هذه الجاذبية أم يفقدها ويتحول إلى شريط سينمائي يعود إلى فترة الثمانينات وهذا ما ينطبق على مسلسل "في يوم وليلة" وهو ثاني تجربة للفنان أحمد رزق والذي تخلى عن ثوب الكوميديا للعام الثاني على التوالي بعد نجاح مسلسل "بخط اليد" في العام الماضي فمنذ الإعلان عن برومو العمل والذي يُعطي الانطباع أنك بصدد عمل تشويقي من الدرجة الأولى مُغلفًا ببعض المشاهد الموحية بأجواء الرعب وخاصة مع ظهور الفنانة سوسن بدر في صورة شبح أو عرافة تُعطي إشارات ورسائل محددة لبطل العمل، والواضح منذ الوهلة الأولى أنه يعيش حياة تعيسة ويضع على عاتقه الكثير من الهموم إلى أن تحولت حياته إلى كابوس في غمضة عين بعد ظهور قتيلة في مكتبه، ومن هنا يبدأ الصراع وسؤال يفرض نفسه علينا بعد هروبه من السجن لبدء رحلة البحث عن الحقيقة، فهل رحلة هروبه هو محاولة للبحث عن حياة جديدة بأن يكون شخص أخر في مهنة جديدة يحبها ومع انسانة أخرى ؟ ومن ثم يذهب العمل بخيالك إلى عدة مناطق.

وسرعان ما يتحول النصف الثاني من العمل إلى النغمة الإعتيادية بظهور العصابات والمافيات وعمليات الخطف والضرب والقتل والتي تصاعدت ثم تضاعفت مع نهاية الأحداث حتى تذهب بالمشاهد لعدة متاهات وتصبح لعبة قط وفار أو عسكر وحرامية وشخصيات لا تعرف من أين جاءت ومن الجاني ومن الضحية بالأضافة إلى الشر المبالغ فيه والذي أصبح جزء لا يتجزأ في جميع الأعمال كما لو كان هذا هو الأمر الطبيعي بين البشر مثل شر زوجة شقيق أحمد رزق الفنانة ولاء الشريف والتي كانت واضحة في تصرفاتها منذ الحلقة الأولى بعدما أقنعت زوجها محمد مهران بالتخلي عن والده وعدم مساعدته ماديًا لإجراء عمليته الجراحية ثم تصاعدت وتيرة الشر يومًا بعد يوم من خلال الأحداث حتى فاقت حد التصور بأن تُجرد زوجها من كل أمواله ثم تقوم بتأجير بلطجية لطرده من الشقة مبررة على ذلك أنها تريد أن يكون تحت سيطرتها لأنها لا تُنجب وكذلك زوجة أحمد رزق الفنانة أيتن عامر والتي لا تختلف كثيرًا في شرها عن الأخرى، والتى تتخلى عن زوجها في أول محنة تقابله بعد إتهامه بالقتل والعثور على جثة في مكتبه حتى تحصل على الطلاق من أول جلسة وتتزوج من صديقه المُقرب في فترة وجيزة، كما لو أن الغدر وإنعدام المبادئ والأخلاق أمرًا طبيعيًا في حياتنا.

ومع مرور الأحداث وبالنسبة لهذه النوعية من الأعمال والتي تعتمد بشكل أساسي على النهاية وعنصر المفاجأة لتكتشف أنها نهاية إعتيادية لا تتضمن أي نوع من الخيال أو الغموض وأن النجمة سوسن بدر التي تظهر وتختفي هي والدته والتي تراوده في خياله كنوع من الدعم لتعطيه الدافع لمواصلة حياته، وأن فكرة العمل تتلخص في أمرًا بسيط وأن حياة الانسان من الممكن أن تنقلب رأسًا على عقب في يوم وليلة وتنتقل بك إلى مكان أخر وأن الانسان لابد وأن يستأنف حياته مرة أخرى ويستعيد توازنه سريعًا فهل كانت الفكرة بحاجة إلى هذا الكم من الأحداث والصراعات وعمليات الخطف والعنف والقتل.
وعن الجانب الفني فالعمل لم يكن معيبًا من ناحية سرعة الإيقاع أو رتابة المشاهد بل في سذاجة الكثير من الأحداث التي ليس لها أي قدرًا من المنطق مثل عمليات الخطف المتكررة كما لو كنا في دولة أخرى، وكذلك تجول الفنان أحمد رزق في كل مكان بعد هروبه من السجن وانتقاله من منزل لأخر من جميع المقربين دون أن ينكشف بالأضافة إلى ظهور شخصيات تظهر وتختفي فجأة ليس لها مبرر دراميًا سواء زيادة جرعة التشويق مما أصاب المشاهد بحالة من التشتت، وأما بالنسبة لاداء النجوم فالنجم أحمد رزق لم يكن في أفضل حالاته فهو يمتلك امكانيات أفضل من هذه بكثير، وكذلك بالنسبة للفنانة داليا مصطفى والذي جاء أدائها متوسط المستوى وربما تميز بعض الشىء كلًا من الفنان محمد مهران والفنانة أيتن عامر.




تعليقات