مطر صيف... دراما عفا عليها الزمن

  • نقد
  • 03:22 مساءً - 12 مايو 2021
  • 4 صور



وسط السباق الماراثوني، وتقديم العديد من الألوان الدرامية المختلفة، وما يحمله من وجبات تمثيلية دسمة، قدم لنا المخرج مناف عبدال، مسلسله الجديد مطر صيف، من تأليف ياسر حمداني، كأول عمل درامي له.

يتتبع المسلسل قصة الأب غانم (سعد الفرج)، الذي يُسجن ظلما، ويتهم بقتل زوجته، وعندما يخرج من السجن يقرر جمع أولاده ورعايتهم، وفي نفسه شيء من البحث عن قاتل زوجته، والانتقام منه.

مبدئيا القصة ليست بجديدة كليا، فقد تم تقديمها في أكثر من عمل سابق، سواء في التلفزيون أو السينما، وقد عفا عليها الزمن إلى حد كبير من جميع وجهات النظر، ولهذا فقد فقدت أهم العناصر التي تحتاجها مثل هذه مسلسل الأعمال، التي تحتوي على جريمة قتل، وهما عنصري الإثارة والتشويق، فمنذ الحلقة الأولى ومع المقابلات التي تحدث من الأشخاص الذين يعرفون غانم وعما كان عليه، ثم الحصول على ذكريات الماضي لنرى بالضبط ما حدث خلال حياته المعذبة، تبدأ الحقائق في التكشف حيث تتوقع مع الحلقة الثالثة أن القاتل هو أقرب الأشخاص إليه.

وبالرغم من أن المخرج الكويتي مناف عبدال، اشتهر بتقديم أعمال فنية ذات مضامين مختلفة، وجديدة، وتميز بإبداعاته الدرامية، إلا أنه قدم تلك المرة مسلسل درامي ضعيف ببنية صلبة تؤدي إلى نتيجة غير مرضية.

فالمسلسل مليء بالقفزات غير الضرورية التي تتطلب القليل من الإبداع من خلف العدسة، وهناك عدد قليل من المشاهد في الأجزاء الخارجية والتي لا تفي بالغرض، ولكن غالبية الصورة تفتقر إلى هذه الجمالية، وذلك حيث ترك المسلسل القصة الرئيسية وهي البحث عن القاتل وتبرئة ساحته، إلى حكايات فرعية لا داعي لها،

فمثلا نلاحظ قصة شيخة وزميلها يوسف التي طغت على أحداث المسلسل كله، وكأن التيمة الرئيسية للعمل كانت عن قصة حب نشأت بين طلاب الجامعة، وهو ما جعله يؤدي إلى أشياء استثنائية، لا تعرف معها ما يجب ترجمته إلى الشاشة، مما خلق تجربة مملة للغاية.

وبالرغم من أن العمل يحتوي على كم هائل من النجوم المميزين، ويحظى بدعم التمثيل القوي من بين صفوف الممثلين أمثال سعد الفرج، وعبدالرحمن العقل، والنجمة نور الكويتية، والفنان حسين المهدي، وعبدالله بهمن، وغيرهم من الطاقات الشبابية أمثال حصة النبهان، وروان العلي، ومشاري المجيبل؛ إلا أنه كان هناك نقص في الترابط بين الشخصيات ونقص في التوصيف القوي لجعل الجمهور يهتم إذا ما تعرضوا لفرص أن يكونوا ضحية مثل غانم، فلا توجد شخصية واحدة يمكنك أن تنجذب إليها من أجل الراحة والتعاطف، ولا يوجد ما يكفي في هذا المسلسل للمساعدة في إقناعك بالتجذير ضد الشر.

وبجانب كل هذه الحكايات محور ثالث يتفرع إلى قصة مبارك وزوجته ابتهال (إنتصار الشراح)، التي أجد أنها لا داعي لما حدث بينها وبين ابنتهما، والفتاة حنان ذوي الاحتياجات الخاصة التي عذبتها مها، كلها شخصيات لمسلسل يسير في طريق بالي بروحه المميتة الانتقامية، مثل الهتافات والأفكار المرئية المأخوذة من كثير من الأعمال الدرامية المكررة.

وهذا ما جعل النصف الأخير من قصة غانم مخيبا للآمال تماما، بعد المرور بسرد قصة أنيق في العثور على فكرة سردية أكثر فاعلية لاستخدامها كخاتمة للمسلسل، يبدو تنفيذ النصف الثاني من القصة فاشل في عرض الشخصيات، وفي الحصول أيضا على استكشاف مباشر للقصة.




تعليقات