Spiral نهاية قوية ومفاجئة تسحب السلسلة بعيدًا

منذ عقدين من الزمن، أصبح Saw رمزًا لنوعية أفلام الوحشية والسادية، وذلك عندما تولى القيادة كلا من جيمس وان، ولاي وانيل، ليستطيعا عقب ذلك أن يحققا نجاح كبير، ويذهب كلاهما ليصبحا صناع أفلام رعب ناجحين.

وابتداءً من عام 2004، تم إصدار أول فيلم رعب من السلسلة المميزة، وحقق نجاحًا كبيرًا، حيث بدأ كفيلم مستقل، ولكن بسبب النجاح والنهاية القوية، تم التخطيط لتكملة، ومنذ ذلك الحين، صدر سبعة أجزاء، وحتى عام 2017، بفيلم Jigsaw.

والآن مرت خمس سنوات، حيث حصلنا على حلقة جديدة من حلقات Saw بعنوان (Spiral: From the Book of Saw). .

يركز (Spiral) على الشرطي الوحيد زيك بانكس (كريس روك)، الذي بعد أن أبلغ عن شريكه منذ عدة سنوات لقتله شاهدًا، ومع تقاعد والده المخضرم ماركوس (صامويل إل جاكسون)، لم يجد أحد بجواره في قسم الشرطة، ولم يرغب أحد في العمل معه، لكن الأمور تتغير قريبًا، حيث يتبدل كل شيء، ويصبح جزءًا من لعبة مريضة وملتوية من قبل Jigsaw على ما يبدو، والذي يستهدف أفراد قوة الشرطة تلك المرة، فيجب عليه أن يتعاون مع الشرطي الحديث ويليام (ماكس مينجلا) للتحقيق في من يقف وراء الموجة الجديدة من الفخاخ الوحشية وإيقافها قبل أن تصبح أيضًا هدفًا للانتقام الظاهر لهذا القاتل المقلد.

وفي فيلمنا الجديد يعود المخرج دارين لين بوسمان إلى السلسلة مرة أخرى، بعد أن ظل خاملا في الغالب عن نوعية هذه الأفلام، وبعد أن أخرج ثلاثة أجزاء: Saw II عام 2005، وSaw III عام 2006، وSaw IV عام 2007، متعاونا هذه المرة مع الكتاب جوش ستولبرج، وبيت جولدفينجر، وبأسلوب ونهج ليس مختلفين كثيرًا عن أفلامه السابقة في السلسلة، حيث يبدأ الفيلم بافتتاح شبيه بـSaw، مما يؤكد للجمهور أنه لن يكون هناك نقص في الدم والأحشاء، ومن هناك ينتقل إلى شخصية روك محقق جرائم القتل، الذي يعيش في جلباب والده رئيس الشرطة السابق ماركوس.

وبالرغم من أننا سنلاحظ من اللحظة الأولى أن (Spiral) لا يفعل الكثير ليتميز عن عدد لا يحصى من أفلام الإثارة البوليسية الأخرى التي صُنعت بشكل أفضل، إلا أن اننا نرى هنا دارين لين بوسمان قادر على تمييز نفسه عن أسلافه من خلال تقديم دوران جديد، وذلك حيث يغامر بوسمان بعيدًا عن الهيكل المبسط لإصدارات Saw السابقة، ليدور حول أكثر من مجرد رجل يقوم بتشويه الأفراد، بل هي لعبة قط وفأر، وما هو أكثر من مجرد رجال شرطة يحاولون العثور على جريمة قتل، فالفيلم يدور حول الدافع وراء ما الذي يجعل شخصًا ما يتولى الوشاح الذي تركه Jigsaw؟

وربما يكون العنصر الأقوى في هذا الإصدار هو أن بوسمان يكون مرحًا قليلاً بالبنية السردية، مما يخلق لحظات تعني أقل مما تبدو عليه، وعندما يبدو واضحًا من وراء كل ذلك، فإنه يسحب البساط من تحتك مباشرة.

وفي حين أن الفيلم يكرر نفسه بشكل غير ملهم، حيث القاتل هو مجرد لعبة Jigsaw مقلدة ترتدي بدلاً من ذلك قناع خنزير، إلا أنه يتمكن من إضافة تفاصيل مثيرة تحافظ على نغمة قاتمة، وتتمكن من جذب الجمهور لها، وتجد هنا أجواء من ديفيد فينشر مع "Se7en"، والتي تعمل لصالح السيناريو، مضيفا بعض الكوميديا السوداء الخفيفة التي تشتد الحاجة إليها، وبعض العمق لتتقدم القصة بوتيرة ثابتة، وتكشف ما يكفي لجعل الرحلة مقنعة، وغامضة لمعظم وقت الفيلم.

واعتقد إن دارين لين بوسمان، هنا كان أكثر دقة، فلم يفرط في استخدام المرئيات المجنونة مع تطور لائق، والسير في طريق فيلم الإثارة الجريء، على الرغم من أن البعض قد يخمن بسهولة من البداية ما سيحدث، مرتكزا على أن هدف الأشخاص الذين يشاهدون سلسلة Saw ليس القصة بوضوح؛ بل فكرة عن نوع الفخ الذي سيكون هناك.

وهنا يقدم Spiral، ما يكفي من الدم والفخاخ، وجرائم القتل الوحشية لمحبي السلسلة، ومع مشاهد الحياة أو الموت الآسرة بعنف، مع التطوير الفعال للشخصية، والاكتشافات المؤثرة ومع وجود مشاهد الفلاش باك، تمكن بوسمان من نقل القصة إلى أقصى أمكاناتها، مما حول الجو بأكمله إلى قدر هائل من الإبداع، ونهاية قوية ومفاجئة، ليسحب السلسلة بعيدًا عن تصورها المركزي الملتوي إلى شيء جديد وملهم، ويُحسب للفيلم أنه يجرب شيئًا جديدًا (نوعًا ما)

كان التصوير السينمائي لجوردان أورام ذو قوة، ومبدعًا للغاية خلال لحظات "Jigsaw"، والتي كانت في تصوير الفيلم من زوايا مختلفة، مما يخلق هذا الحضور الذي كان دائمًا يشاهد كل حركة في مكانها الصحيح، ويعطيك فكرة أن هذا القاتل كان في كل مكان بطريقة ما.

ويعتبر التمثيل مثيرًا للإعجاب بالنسبة لفيلم Saw دائما، وهنا نلاحظ كريس روك يسرق مع صامويل إل. جاكسون العرض بأنفسهما، وقد حظي روك ببعض اللحظات الرائعة في Spiral، وقدم دورًا رئيسيًا ممتازًا، حيث يُظهر أنه أكثر من قادر على القيام بأدوار درامية وخطيرة، واعتقد روك صنع بعناية كبيرة شخصية بانكس وبشكل مثير للاهتمام، والتي تحمل الفيلم بسهولة وتحافظ على الاستثمار مرتفعًا، كما يقدم ماكس مينجلا أداءً جيدًا باعتباره الصاعد الواعد بالفيلم، ويحاول بذل قصارى جهده لإحداث انطباع لدى شريكه الجديد طوال الوقت، وأثناء التعامل مع بعض الجرائم الرهيبة، في حين يلعب صامويل إل. جاكسون نسخة من نفسه، ويلعب دورًا داعمًا في Spiral ويعمل بمثابة تذكير بأن شخصية زيك كانت تعيش في ظل والده أيضًا.

أخيرا وليس أخيرا نجح Spiral في بناء قصة مثيرة قوية مع رسالة دافئة، واعتقد أن مشهد الذروة والنهاية يوجهان رسالة الفيلم في هذا الاتجاه، فقد يكون هناك المئات من قصص الشرطة الفاسدة. إلا أن تلك المرة كانت بشكل جيد، ومناسب لأحداث السلسلة.

وسواء كنت من محبي السلسلة، الذين سيستمتعون بكل مشهد بها أم لا، فإن هذا الإدخال جديد ومميز، ويبقى أن نرى ما إذا كانت Spiral هي بداية سلسلة جديدة من الأفلام.

---