من المعروف أن أفلام القرش تحظي بشعبية كبيرة، ولها قاعدة عريضة من الجمهور، فمنذ تقديم ستيفن سبيلبرج فيلمه Jaws، عام 1975، جعل هناك شريحة كبيرة من متابعي، ومحبي هذه النوعية من الأفلام، ينتظرون قدوم أي فيلم يحمل بين طياته مشاهد تذكرهم بأفلام الأسماك القاتلة، وأصبحت تلك الأعمال تحقق إيرادات أكبر من أي وقت مضى، وعلى مدار الأربعون عاما الماضية، لم يكن هناك سوى عدد قليل ممن حاولوا تقديم نغمة أكثر جدية من هذه الأفلام، نذكر منهم Open Water عام 2003، و47 Meters Down بجزئيه، وThe Shallows عام 2016
وفي فيلم Great White، حاول المخرج مارتن ويلسون، في أول عمل سينمائي طويل له، تقديم عمل يتميز بالكفاءة الفنية، ويتمتع بإحساس حقيقي بالعمق في هذا الصدد ولكن كانت المحاولة ضعيفة.
تبدأ القصة مع الزوجان كاز (كاترينا بودين)، وتشارلي (آرون جاكوبنكو)، اللذان يديران وكالة سياحة للطائرات الخاصة، يواجه الاثنان مشاكل مالية، مما يضطرهما إلى القيام برحلات بالطائرة المائية إلى جزر مهجورة لتحقيق أي مكاسب مالية، يغتنمان الفرصة عندما يستأجرهما جوجو وزوجته ميشيل لرحلتهما القادمة للوصول إلى تلك الجزر، وسرعان ما يطاردهم اثنان من أسماك القرش العملاقة، وهناك يقع ما لم يكن في الحسبان.يبدو فيلم Great White، فيلما كارتونيا، أو مسلسل للأطفال أكثر من كونه فيلم عادي، وذلك حيث فشل مارتن ويلسون، في تحقيق التوازن بين عناصر الدراما، والحركة، لإنشاء فيلم لهجوم أسماك القرش بشكل مقبول، فبدًء من الحبكات الغير منطقية، التي غطت على أحداث الفيلم بأكمله، والميلودراما وبناء الشخصيات غير الضروري، ومرورا بالتنفيذ والمؤثرات المرئية، التي كانت تجعلنا نغوص في محيط من الكليشيهات، وحتى الآداء التمثيلي الباهت، والتناقضات الشخصية التي يمكن حتى لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات اكتشافها دون صعوبة، وتخلله لقطات متقطعة يمكن التنبؤ بها.
وهنا نلاحظ أن Great White يتجاهل بوعي أي أفكار رائدة حول هذا النوع، ليصبح أسوء فيلم قرش يمكن مشاهدته، ويظهر ذلك من خلال المشاهد اللامنطقية، والتي بدء بها الفيلم حيث يجد تشارلي جثة أحد الأشخاص على الشاطئ في حالة تعفن، وبجواره هاتفه الخلوي، الذي يظهر بوضوح أن الرجل لم يكن بمفرده، وأن الهاتف ما زال يعمل دون أن تفرع البطارية من الشحن كل هذه المدة، وهكذا العثور على السفينة تطفو في الماء، بوسط البحر، دون أن يبحث أحد عن ركابها، أو يتم إنقاذ من كانوا عليها، أيضا الزج بقصة حمل كاز، والتي لم أجد لها أي داعي ولا سبب.
بالطبع كانت هناك لحظات توتر، لكنها أغلبها متشابه، وكانت تتأرجح ما بين شخص يسقط في الماء والقرش يقترب منه، وكان من السهل تخمين من سيموت أولا
أما بالنسبة للتأثيرات المرئية، فكانت جميع الصور باهتة إلى حد ما، وخاصة تلك المشاهد التي كانت تحت الماء، وبعض اللقطات القريبة، وبدت في الواقع وكأنها نوع من الدمي العملاقة التي تسبح في الماء. وكذلك الأمر بالنسبة لطاقم التمثيل، فلم يكن لائق بما يكفي لجعلك تؤمن بالخطر الذي يحيط بهم.
في النهاية إذا كنت تتوقع شيئًا جديدًا وفريدًا عند مشاهدتك Great White، فقد تشعر بخيبة أمل كبيرة، حيث يكرر المشاهد التي سئمنا رؤيتها، مع قرارات وشخصيات لا تفهمها أبدًا، ومؤثرات خاصة عادية تجعل هذا الفيلم مثاليًا لقيلولة، أو لربات البيوت وقت الظهيرة.