تحذير: هذا المقال يحتوي على حرق لأحداث الفيلم
تعريف الهاكر قد يختلف في الاسم ما بين القرصان أو المخترق وهو الشخص الذي يعد من المُبرمجين المحترفين في مجال الحاسوب والمتمكن من مهارات الحاسوب وتأمين المعلومات وقد يتم وصفه بالهاكر الأسود وأذا كان الهدف منه التخريب أو القرصنة أو الهاكر الأبيض أذا كان متخصصًا في تأمين المعلومات وهو الذي تستخدمه جميع الأجهزة الأمنية وغالبًا ما يكون له اسم حركي مثل فيلم "العارف"، فقد بدأ صناع السينما والدراما الاهتمام بقضية الاختراق وحرب العقول نظرًا لخطورة القضية بعدما سيطرت التكنولوجيا على جميع تفاصيل حياتنا وأصبح أي شخص يمتلك ولو صفحة على أي موقع اجتماعي من الممكن أن تُستباح حياته الخاصة على المشاع ومن الممكن أن تتشكك في أي معلومة تصل إليك، بدأها المخرج تامر محسن في مسلسل "هذا المساء" ليكشف لنا المسكوت عنه وأن الهاكر ليس من المفروض أن يكون محترفًا في مهنة معينة أو من جهة أمنية بل من الممكن أن يكونوا مجرد بعض الهواة من أصحاب محلات الموبايل والذين يستطيعون الدخول إلى أي منزل أو حتى غرفة نوم، وأكملها المخرج بيتر ميمي في فيلمه الشهير "الهرم الرابع" والذي تم إنتاجه عام 2018 والذي استخدم أحمد حاتم مهاراته في القرصنة لسرقة البنوك والأنتقام من صاحب المستشفى الذي تسبب في وفاة والدته، وأما بالنسبة لفيلم "العارف" فعملية الاختراق تصل إلى أعلى الأنظمة الاستخباراتية والتلاعب به للوقوع بالدول الكبري وتهريب السلاح والعمليات الإرهابية، وتدور أحداثه حول يونس والمعروف لدى الأجهزة الأمنية باسم "العارف" والذي كان يعمل لصالح المخابرات المصرية والذي يتم استدعاؤه مرة أخرى بعد تعرض البلاد لأعلى عملية اختراق دولية.
أهم ما يتميز به العمل هو المتعة البصرية والإيقاع السريع في الانتقال من مشهد لأخر مما يجعل المشاهد لا يشعر بالملل خاصة مع مشاهد الأكشن التي تم تنفيذها بأحدث التقنيات والتي لا تقل عن أي فيلم عالمي وضخامة الإنتاج التي سيطرت على جميع مفاصل العمل بالأضافة إلى الدقة والتفاصيل والمعلومات المستخدمة لشخصية الهاكر وأساليب الاختراق المختلفة والتي تضطرك إلى اقتحام وسرقة بنك للحصول على ما تريد بالأضافة إلى الأداء المتميز لجميع النجوم وعلى رأسهم النجم أحمد عز والذي أثبت جدارته أكثر من مرة في مثل هذه الأعمال وأخرهم مسلسل "هجمة مرتدة" في رمضان الماضي لنفس مخرج العمل أحمد علاء الديب والذي تشابهت ملامح الفيلم مع المسلسل بعض الشيء ويليه الفنان أحمد فهمي والذي أدى واحد من أهم أدواره فهو شخصية موجودة في كل مكان أو بلد بل يمثل أحد المرتزقة الذي لا يشعر بالانتماء إلى أي مكان بل هو خادم لأي جهة تموله والذي يتعاون مع إحدى الجهات الإرهابية في ليبيا في محاولة لتهريب السلاح داخل مصر. وعلى الجانب الأخر هناك بعض الملاحظات التي تؤخذ على العمل بعض الشيء أهمها أن الفيلم تغلب عليه الطابع الاجنبي بشكل كبير دون اضافة بعض التوابل المصرية، وكان ذلك واضحًا في الكثير من التفاصيل والتأثر الواضح بمشاهد الأكشن كما هي في الكثير من الأعمال الاجنبية الشهيرة مثل Mission impossible و007 حتى مع ظهور الفنانة كارمن بصيبص فجأة وبدون أي مبرر درامي على غرار الكثير من الأفلام الاجنبية التي تظهر فيها البطلة مرتدية الجاكيت الأسود والتي تشارك البطل في مشاهد الأكشن والتي كان من الممكن الاستغناء عن بعضها ثم تساعد البطل على الهروب وتقوم بإسعافه وعلى عكس نهاية الأفلام المصرية تتوفى البطلة في النهاية، حتى في المشهد الأخير على الرغم من جودة الحوار بين أحمد عز وأحمد فهمي والذي حاول إقناعه بأن الوطن ليس فقط المكان الذي تنتمي إليه ولكن أحيانًا يكون المكان الذي تحصل على رزقك منه بل انتهى مثل أي فيلم أكشن بالقاء أحمد عز لفهمي من فوق مبنى مرتفع ليتحول الأمر إلى ثأر شخصي بينهما.