الرابح والخاسر في أفلام الموسم الصيفي

  • مقال
  • 04:33 مساءً - 13 سبتمبر 2022
  • 5 صور



عانى الموسم الصيفي الماضي من الكثير من السلبيات سواء في ضعف الإيرادات أو قلة عدد الأفلام المصرية المعروضة، أو عدم وجود نجوم صف أول، بالإضافة إلى ضعف المحتوى لإنه من المعتاد أن أفلام الموسم الصيفي لابد وأن تتسم بعض المواصفات الخاصة بحيث تكون وجبة خفيفة وسريعة الهضم علي الجمهور، ولكن ذلك لا يمنع بأن يكون هناك نوعا من التوازن بعض الشيء بين الأفلام الخفيفة والأفلام ذات العيار الثقيل والتي ما زال يلجأ إليها الجمهور مثل "كيرة والجن " الذي تجاوزت إيراداته 111 مليون جنيه وغرد منفردا وسط زخم الأفلام الكوميدية التي سيطرت علي الموسم الصيفي بشكال كامل.

فيلم "كيرة والجن" يعد الأضخم إنتاجيا في السنوات الماضية، والذي يمتلك جميع مقومات النجاح بداية من الثنائي أحمد مراد ومروان حامد واللذان حققا نجاحا ملحوظا في أعمال كثير سابقة ومنها "الفيل الأزرق" و"تراب الماس" و"الأصليين"، مرورًا بأبطال العمل فيعد أغلبهم من نجوم الصف الأول، فضلًا عن أنه مأخوذ عن رواية وأحداث حقيقية في حقبة من الزمن التي تعرفها الكثير من الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى كاميرا مروان حامد والذي لم يترك تفصيلة لم يهتم به علي جميع عناصر العمل سواء بالنسبة للديكور أو الملابس أو الإبهار البصري في التصوير أو الأداء التمثيلي العالمي لجميع الأبطال. قام حامد ومراد بتخفيف ثقل الرواية والأحداث السياسية حتي يتناسب تجاريا مع جمهور الصيف.

أما عن فيلم "عمهم" والذي احتل المركز الثاني في الإيرادات والتي تجاوزت ال50 مليون جنيه، جاءت هذه المبالغ بسبب شعبية الفنان محمد إمام فقط لا غير، ولكن بالنسبة لعناصر العمل فلم يجتهد فيها أي من الأطراف سواء من المؤلف وسام صبري والذي لم يقدم أي جديد بل اعتمد على مشاهد متكررة من أفلام العصابات والمطاردات مصحوبة بسيناريو ضعيف غير محبوك حائرا بين الكوميديا والأكشن، علما بأن مخرج العمل حسين المنباوي والذي يعد من المخرجين المتميزين في الوقت الحالي لم يعطي هذا العمل حقه. اعتمد محمد إمام بشكل كبير علي إظهار عضلاته ولياقته البدنية مع تكرار بعض حركاته وتعبيرات وجهه الذي اعتاد عليها في أفلامه السابقة.

"الدعوة عامة" هو أحد الأفلام التي لم تأخذ حقها سواء في الدعاية أو الإيرادات والتي لم تتجاوز 2 مليون جنيه، علما بأنه التجربة الأولي للفنان محمد عبدالرحمن والأولي في الإخراج أيضا للفنان وائل فرج والتي تعتبر متوسطة المستوى، ولكنها محاولة لا بأس بها بداية من تتر الفيلم والذي اعتمد بشكل كبير علي الجرافيك وكأنك بصدد لعبة إلكترونية فتواكب أحداث العمل والذي أشبه بلعبة في سرعة الحركة والانتقال من مشهد لآخر، فالفكرة جاءت جديدة وجذابة في البداية ولم تطرح من قبل وهي دعوة الأم والمعروف بمدى قبولها، وهو المشهد المحوري والذي تم بناء الأحداث عليه بشكل شديد الاحترافية سواء في المؤثرات البصرية أو الموسيقى التصويرية، وساعدت على ذلك الفنانة سوسن بدر، والتي استطاعت ترك بصمة في العمل على الرغم من صغر دورها بالإضافة إلى أنه كان هناك تلاحم جيد بين أبطال العمل الثلاثة أحمد الفيشاوي وأسماء أبو اليزيد مع محمد عبدالرحمن. في النصف الثاني من العمل زادت جرعة الكوميديا والتي أصابت العمل في مقتل سواء بالنسبة للمحتوي والفكرة والتي تم توظيفها بشكل سطحي، حيث شهد الفيلم صعودا في بعض الأحيان وإخفاقا في مواقف أخرى.

تجاوزت إيرادات فيلم "تسليم أهالي" 24 مليون جنيه والذي يبدو أن نسبة الإقبال عليه جاءت من منظور عاطفي في المرتبة الأولى اعتبارا أنه الفيلم الأخير للفنانة دلال عبدالعزيز" والتي لم يحالفها الحظ لرؤيته، بجانب مشاركة الفنان سمير غانم ضيف شرف. العمل بدا جذابا في المشهد الأول، والذي كان داخل أحد دواوين الحكومة، مرورًا بطلب بيومي فؤاد الزواج من دلال عبدالعزيز في حفل عيد ميلادها وسط مجموعة من الموظفين حتي مشهد حفل الزفاف، ومن هنا يسلك العمل إتجاها آخر ويصاب بحالة من التشتت الكامل وسط سلسلة من المشاهد الكوميدية الفرعية والغير مترابطة مع مجموعة من ضيوف الشرف منهم الفنانة لوسي وأحمد فتحي واللذان تم إضافتهما لمجرد زيادة جرعة الكوميديا دون أي مبرر درامي، وفي النهاية يصنف فيلما للضحك فقط.




تعليقات