مسلسل بالطو.. البساطة سر النجاح

  • مقال
  • 05:14 مساءً - 7 مارس 2023
  • 1 صورة



منذ بداية عرضه على منصة واتش ات، حظي مسلسل بالطو بنسب مشاهدة عالية وقبول واسع جدا رغم عدم وجود نجوم صف أول به كما جرت العادة. فالمسلسل يمثل أول بطولة مطلقة للممثل الصاعد عصام عمر، وأول تجربة تأليف سيناريو للكاتب والطبيب أحمد عاطف فياض، وأول تجربة إخراجية للمخرج عمر المهندس بعد عمله لفترة كمساعد مخرج. وقصة المسلسل مأخوذة عن رواية "بالطو وفانلة وتاب" لأحمد عاطف فياض، والرواية معظم أحداثها حدثت بصورة حقيقة للمؤلف. حيث تدور أحداث القصة عن الطبيب الشاب (عاطف)، الذي يتم تكليفه فور تخرجه في في وحدة صحية في إحدى القرى الريفية، ثم يجد نفسه فجأة أصبح مديرا للوحدة الصحية ومسئولا فيها عن كل شيء. ويشارك في بطولة المسلسل كل من: محمود البزاوي، عارفة عبدالرسول، سلافة غانم، محمد محمود، محمد رضوان، مريم الجندي، دنيا سامي، محمود حافظ وآخرين. والمسلسل مكون من 10 حلقات، وهو من أعمال واتش ات الأصلية، وعرض على المنصة حلقتين كل يوم أربعاء. ومسلسل بالطو يمثل حالة مختلفة عن معظم الأعمال الكوميدية التي تم تقديمها في الفترة الأخيرة، فالمسلسل اعتمد بشكل كلي على كوميديا الموقف الخالية من فكرة ال"ألش" وال"تنكيت"، بل كانت نابعة من خلال المفارقات الكوميدية التي تحدث لعاطف بسبب الصدفة التي قادته لعالم مجهول لا يعلم عنه شيء، وهو عالم القرية أو الريف. وعاطف هو ابن المدينة المنغلق على نفسه الذي يقع في مفارقات كوميدية عديدة في كل خطوة يخطوها في القرية بسبب جهله بثقافات أهل القرية وعاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم المختلف عن المدينة. كما أن فكرة البساطة في تقديم الكوميديا وعدم انتزاع الضحك من المشاهد جعلت حلقات المسلسل التي تدور في المتوسط في 30 دقيقة تمر ككبسولة خفيفة من الكوميديا البسيطة والغير متكلفة والغير مصطنعة. هذا بالإضافة لحالة التعاطف الكبيرة مع بطل العمل (عاطف) الذي لم يعش فترة طفولته وشبابه بصورة طبيعية، بل كان مجبرا حسب رغبة والده على التركيز بشكل كلي وأساسي على الدراسة فقط. وبعد أن تخرجه من كلية الطب يقع في معترك آخر، وهو التكليف الذي يلقي به في قرية بعيدة لا يعلم موقعها ولا أي معلومات عنها، ويتوجب عليه العمل في ظروف صعبة بمرتب زهيد جدا، وهذا حال معظم الأطباء حديثي التخريج. والبساطة في الأداء لم تكن مقتصرة فقط على الفنان الشاب عصام عمر، بل كل أفراد طاقم العمل من الممثلين كانت أدوارهم في غاية البساطة والخفة، وهذا يرجع لكونها شخصيات عادية وقريبة جدا من الواقع. والفضل يرجع بشكل أولي لسيناريو مؤلف العمل أحمد عاطف فياض الذي عاش أحداث القصة بكل تفاصيلها وعاشر شخصياتها بصورة شخصية، أي أنه نقل تجربته التي مر بها كما هي بدون مبالغة أو نقصان، بغض النظر عن التفاصيل الدرامية التي أضافها من وحي خياله لزيادة جرعة التشويق والإثارة. ثم يرجع الفضل ثانيا للمخرج الشاب عمر المهندس الذي أثبت موهبته في أول تجربة إخراجية يخوضها، فإخراج عمل كوميدي سواء فيلم أو مسلسل ليس بالأمر الهين، وفكرة الاستعانة بفنان شاب مثل عصام عمر لم يصنف بعد"ككوميديان" هي مخاطرة في حد ذاتها، كما حافط المهندس على وتيرة الإيقاع المتسارع في الحلقات وسلاسة السرد الذين منعا أي ذرة ملل بأن تصيب إحدى حلقات المسلسل. وهذا يجعلنا أن ننحني احتراما لكل صناع مسلسل بالطو ونحيهم على هذا العمل البسيط والممتع جدا.



تعليقات