هل هناك ما يسمي حقا بالهرشة السابعة؟! أو المراهقة المتأخرة بعد سن الأربعين؟.. أو أزمة منتصف العمر؟، هل هذه مراحل حقيقية ولابد أن يصاب بها المتزوجون أم أن الأمر يختلف من شخص لآخر؟، هذا ما تضمنته أحداث مسلسل "الهرشة السابعة" والذي تناول فترات حرجة يمر بها المتزوجون وأهمها بعد مرور سبع سنوات من الزواج، ويظهر الأمر مع زيادة ضغوط الحياة ومشاعر الملل التي تصيب الطرفين وتراكم المسؤوليات على عاتق كلًا منهما؛ فتؤدي أحيانا إلى الانفصال أو الطلاق. وفقًا لما قاله أحد استشاري العلاقات الاجتماعية بأن هذه الأزمات ليست قاعدة وليس بالضرورة أن يصاب بها الجميع، بل من الممكن أن تصيب من ينتظرها أو من لم يتمكن من تفادي الأزمات أو بناء العلاقة الزوجية على أساس سليم، فالعلاقة الزوجية مثل زراعة النبات ولابد من رعاياتها حتى تحصد ثمارها، فمن الضرورة أن يكون هناك تفاهم وحديث متبادل وصراحة ووضوح بين الطرفين بالإضافة إلى ضرورة التجديد وكسر روتين الحياة بين الحين والآخر.
النقطة الفاصلة أو الماستر سين في المسلسل كان المشهد المبهر الذي دار بين الزوجين قبل مرحلة الانفصال مباشرا ليعترف كلًا منهما بمشاعره الحقيقية، فمن جانب الزوجة هي التي تتحمل العبء الأكبر في تربية أولادها والاهتمام بدراستهم ونظافتهم وسلوكياتهم وصحتهم، وفي نفس الوقت يتطلب منها الاهتمام بزوجها والاحتفاظ بمظهرها وأناقتها، وتتفاقم المشكلة عندما يكون لديها طموحات وتطلعات تحتاج فيها إلى الشعور بكيانها وذاتها، وهو الأمر الذي يتعارض أحيانا كثيرة مع ظروف حياتها وأسرتها؛ مما يزيد من الضغوطات عليها فتبدأ في التعبير عن ذلك بالعصبية الشديدة، والتي أدتها أمينة خليل ببراعة. في ذلك الوقت يجب على الزوج احتواءها وامتصاص غضبها والذي حدث بالفعل من جانب الفنان محمد شاهين في الكثير من المواقف، فهو الزوج الذي يتحمل هو الآخر الكثير من المسؤوليات مثل الجمع بين أكثر من وظيفة وتواصل العمل بالنهار والليل لسد احتياجات أسرته، فو الآخر لديه احتياجات لابد من تحقيقها. وبعد سماع حديث الطرفين تجد أن كلًا منهما على صواب ولا تستطيع معرفة من المخطأ؛ فكلا منهما فقد قدرته على التحمل وبحاجة إلى قسط من الراحة أو وقفة مع النفس.
النقطة الفاصلة كانت في لحظة الطلاق، وما تخللها من حوار ممتع مكتوب بحرفية شديدة تمس كل بيت، مما رفع التوقعات بأن يأخذ العمل منحني آخر لنرى المزيد من التصاعد في الاحداث، فيبدأ كلًا منهما مرحلة جديدة في حياته، ولكن هذا لم يحدث بل جاء تركيز صناع العمل على المشاعر لجميع الأطراف، وبشكل خاصتم إلقاء الضوء على مشاعر الأبناء وردود أفعالهم وتدهور حالتهم النفسية، وأن الروشتة النهائية لعلاج المشاكل والفتور بين الأزواج تتلخص في الحوارات التي دارت قي برنامج أمينة خليل فاستطاعت تحقيق ذاتها في العمل بعد نجاح برنامجها، مما يعني أن العلاج يكمن في بعض البنود التي لابد وأن نسير عليها لاستمرار العلاقة؛ أهمها مواجهة النفس ومعرفة حقيقتها في هدوء بما في ذلك عدم الإسراع في تكوين علاقات جديدة متسرعة لإيجاد بديل على سبيل التعويض، ثانيا هو الاعتراف بالخطأ وعدم التكبر عليه وعدم تضخيم الأمور او إعطائها أكبر من حجمها، والأهم من ذلك هو ما ذكرته شخصية ماجد الكدواني أن أهم شيء بالنسبة للطرفين هو تقبل فكرة التغيير الذي يحدث لكل شحصية مع مرور السنوات ومع زيادة المسؤوليات والأعباء.
لم يكتفي صناع العمل بالمشاكل الزوجية، بل تطرق إلى مشاكل أخرى بما في ذلك فتور العلاقة بين الأبناء والأمهات، ذلك من خلال أسماء جلال في علاقتها مع والدتها، وكذلك زوجها علي قاسم، والذي نشأ خارج مصر وأمضى حياته يهاب المسؤولية خاصة رعاية الأبناء، فيفاجأ أن لديه ابنة مراهقة من علاقة قديمة أثناء إقامته خارج مصر. ومع جميع إيجابيات العمل السابقة سواء من جانب قوة السيناريو والذي كان الحصان الرابح في المسلسل، وكذلك البناء الدرامي الجيد وتسلسل الأحداث فضلًا عن الأداء المتميز لجميع الشخصيات بما فيهم الشخصيات الفرعية، إلى أن العمل عانى من بعض السلبيات ومنها تطويل ورتابة بعض المشاهد وخاصة في الحلقات الأخيرة، فكانت بعض المشاهد تستغرق 10 دقائق، بالإضافة إلى أداء الفنانة أمينة خليل والتي برعت بشدة في النصف الاول من المسلسل وكانت ملمة بجميع مراحل الشخصية، ولكن لاحقًا تحولت إلى العصبية والغضب في أداء مكرر من شخصية زيزي في مسلسل "خلي بالك من زيزي".