Sisu: مغامرة مليئة بالإثارة والدموية

من خلال دراما الحروب، يجمع المخرج جالماري هيلاندر، بين الإثارة والتشويق والدموية، في فيلمه الجديد Sisu، من بطولة جورما توميلا، حيث تدور الأحداث في عام 1944 في أيام احتضار الحرب العالمية الثانية، من خلال الجندي السابق آتامي كوربي- وهو منقب عن الذهب- ينجح في العثور على كنز ثمين، ولكن الحرب لن تسمح له بالرحيل بسهولة، وذلك حيث تقوم مجموعة من النازيين بإطلاق النار عليه، وسرقة ما معه من ذهب، فيقرر الانتقام وإعادة ما سرقوه.

مبدئيا، وبالرغم من أن حبكة الفيلم تبدو ضعيفة نوعا ما، وسهلة المتابعة منذ البداية، وتجعلك تكتشف كل شيء عن كوربي، دون عناء، إلا أن هيلاندر استطاع وببراعة أن ينسج خيوط قوية بالسيناريو الذي كتبه، جعلته يحافظ على وتيرة الأحداث، دون السقوط في خية الملل، أو الانغماس في ظلال الرتابة، ودون الحاجة إلى حوار معقد أو عميق، وسعى لتكون معقولية المشاهد سبب من أسباب قوة Sisu.

وقد قدم المخرج والمؤلف جالماري هيلاندر قصة الفيلم من خلال عدة فصول، يحمل كل فصل عنوان يمنحك فكرة عما يمكن توقعه وما سوف تحصل عليه لاحقا، ونجح من البداية إلى النهاية في إضافة عمقا لدوافع بطلنا وخلفيته، تجعل الجمهور يتعاطف معه ولا يفشل أبدًا في فقدان جوهره العاطفي القوي، حتى يلاحظ الجمهور فقط الأذى الذي تعرض له كوربي من هؤلاء الأوغاد الأشرار، دون التركيز على وحشية انتقامه التي لا ترحم، ولا لقيادته التي يُصعب السيطرة عليها، ومنحته قوة لا هوادة فيها، وهنا استطاع جورما توميلا، نقل كل شيء من خلال الأداء الجسدي الرائع، وهي مهمة لا اعتقد أنه من السهل على المرء القيام بها،

وهنا لابد من ذكر التصوير السينمائي الذي نجح كثيرا فيه المصور الفلندي كجيل لاجيروس من إضفاء جوا حقيقيا باستخدام المناظر الطبيعية المهجورة في شمال فنلندا ، التي تمنج الفيلم مظهرا مثيرا، أيضا مشاهد الحركة التي نفذها جالماري كانت مصممة بشكل جيد وخاصة تلك التي تتعلق بالقتل أو المعارك بين كروبي وبعض الجنود النازيين، ومع أن بعضها تتباطئ سرعتها بين الحين والأخر؛ إلا أنه لم يسمح بالسأمة تتسرب للجمهور، مع التركيز على وجه كوربي المليء بالتجاعيد، المناقض تماما للياقته البدنية المثالية، والتي تظهر مع جسمه المغطى بالندبات، فهو يعرض على الفور أنه مر بالكثير والكثير، وتعلمنا عن ماضيه.

المشكلة الوحيدة التي لاحت في الأفق واعتبرها ساقطة يمكن تفويتها مع الطرق الأبداعية التي قدمها جالماري هي التركيز على الاعتداء الجنسي على النساء، وإظهار انتقامهن وقوتهن في قيادة سيارة جنود نازيين، ومحاولة إثبات كون كوربي مفيدا لهن في خاتمة ليس لها أي فائدة.

ومع أن Sisu قدم رحلة مثيرة تُرضي رغبات الكثير منا؛ إلا أنه لم يحقق إيرادات تواكب قيمته التشويقية، حيث حصل على 11 مليون دولار أمريكي تقريبا حتى الآن، في ظل افتتاحية لم تتعدى الثلاثة ملايين في أمريكا وكندا

في النهاية يعتبر فيلم Sisu تجربة سينمائية مسلية، ومغامرة مليئة بالإثارة والدموية، وواحد من أكثر أفلام الحركة والإثارة في الحرب العالمية الثانية إمتاعًا للجمهور، وأنصحك بمشاهدته.

---