بيت الروبي... وسائل التواصل الاجتماعي هي السلاح الأكثر خطورة!

  • نقد
  • 04:27 مساءً - 11 يوليو 2023
  • 1 صورة



تتمتع أفلام العيد بمواصفات خاصة لابد وأن تكون متوفرة لضمان نجاحها، بما في ذلك النكتة والإفيه والمواقف الخفيفة أو بعض مشاهد الأكشن خاصة بعد أن سيطرت الكوميديا بشكل كامل في مواسم العيد الماضية، ولكن ذلك لا يمنع أن تحقق بعض الأفلام معادلة بسيطة تجمع بين الإفيه والمعنى والمضمون، وهذا ما ينطبق على فيلم "بيت الروبي" وهو بطولة ثنائية لكريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز والذي حقق أعلى نسبة متابعة منذ الإعلان عنه وكذلك تحقيقه 20 مليون جنيه في أسبوع عرضه الأول قبيل العيد.

تبدأ أحداث الفيلم بإقامة كريم عبدالعزيز وأسرته في مكان ساحلي معزول على شاطئ البحر الأحمر دون توضيح أسباب معينة عن إقامتهم هناك؛ فهل هذا بحثًا عن العزلة؟ أو هربًا من صخب المدينة؟ أو اللجوء إلى الحياة الطبيعية؟. يتضح أن الهرب سببه مواقع التواصل الاجتماعي بسبب خطأ طبي للفنانة نور والتي تعمل طبيبة وتسببت في وفاة مريضة؛ مما فتح عليها أبواب النار. بدأت أول رسالة في العمل بحفل زفاف اثنين من المسنين في أرذل العمر يقرران الزواج مبررين أن الحياة لابد وأن تستمر في أي مرحلة، وأن العمر مجرد رقم فالإنسان لابد وأن يعيش حياته في أي مرحلة. بمرور الأحداث تقرر العائلة السفر مع إيهاب الروبي "كريم محمود عبدالعزيز" شقيق إبراهيم "كريم عبدالعزيز" في مهمة معينة إلى القاهرة؛ فتبدأ العائلة في الاصطدام بالواقع، ومن هنا وبعد حدوث عدة مفارقات ستشعر أنك بصدد مشاهدة نسخة جديدة مطورة من فيلم "هنا القاهرة" للفنان محمد صبحي والذي تم عرضه عام 1985 وكان من أهم الأعمال التي نادت بالخروج من عنق الزجاجة والهروب من زخم المدينة.

مع مرور الأحداث يتضح أن العمل ليس مرتبطًا بفيلم "هنا القاهرة" وإنما الفكرة تتلخص في أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحًا ربما أكثر خطورة من الأسلحة اليدوية، بل أصبحت تتحكم في مصير الناس وتحولهم إلى سلعة يسهُل تحريكها وتمريرها في أي إتجاه أمامك خاصة مع وجود ما يطلق عليهم إنفلونسر أو بلوجر وهم من قاموا باستغلال كريم عبدالعزيز وصنعوا منه نجم تارة، ثم قصفوا به الأرض تارة أخرى؛ ومن ثم أصبحت العملية نوعًا من التجارة الرخيصة من الممكن خلالها تكوين ثروة من لا شيء في لحظة، وقد يجعلك تترك عالمك وتهرب إلى عالم آخر في حالة غضب الجمهور منك، وبالتالي الإنسان أصبح دمية في أيدي مواقع التواصل يتحدد مستقبله من خلالها، بالإضافة إلى أنه يزرع الأحقاد والغيرة في النفوس وذلك من خلال تارا عماد زوجة شقيق كريم عبدالعزيز والتي بدأت تشغر بالغيرة بعد سحب البساط من تحتها وخطف عائلة كريم عبدالعزيز للأضواء، فضلًا عن انشغال ابن كريم عبدالعزيز في اللعب بالهاتف المحمول؛ فأفقده حتى الاستماع لوالده، ولكن في النهاية لابد وأن تنظر إلى الأمام وليس للخلف، وتستمر في حياتك ولا تدع اي شيء يوقفك.

على الرغم أن معنى ومضمون الفيلم جيد إلا أن المخرج بيتر ميمي رغم قوته وتميزه مخرج، إلا أنه لم يستغل الفكرة ويوظفها بشكل جيد بل تم طرحها بنوع من السطحية والمباشرة فكانت بحاجة إلى المزيد من المواقف والمشاعر والأحاسيس بحيث تكتمل عناصر الفيلم، لكن قرر المخرج إضافة التوابل المطلوبة لكونه أحد أفلام العيد سواء في سرعة الحركة والحديث وبعض المشاهد التي كانت توضع في غير محلها، بما في ذلك الأغنية الشعبية التي فرضت نفسها فجأة على الأحداث، وكذلك مشهد معركة في الشارع لمحمد عبدالرحمن، بالإضافة إلى مشهد ولادة لتارا عماد في الشارع والذي تكرر في أفلام كوميدية كثيرة ولم تضف أي شيء جديد. بالنسبة لأداء الفنانين فنجح كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز في تشكيل ثنائي خيفف جيد، وعلى الجانب الآخر لم تكن نور موفقة في أداءها؛ فكانت على وتيرة واحدة في الصوت والأداء طوال أحداث العمل.



تعليقات