"ع الزيرو"... معادلة صعبة بطلها محمد رمضان

  • نقد
  • 04:33 صباحًا - 21 سبتمبر 2023
  • 3 صور



اعتاد الجمهور على رؤية الفنان محمد رمضان في قالب معين يكون فيه دائمًا السيد أو القائد مثل "الأسطورة" أو "البرنس" أو الألماني"، وكان أخرهم مسلسل "جعفر العمدة" والذي حقق نجاحًا غير مسبوق في شهر رمضان الماضي. ينظر الجمهور دائمًا إلى الشخصية قبل النظر إلى أهمية الموضوع، وفي حالة خروج الممثل من هذا القالب من الممكن ألا يحقق حجم النجاح المعتاد عليه، وم ثم فأن أعماله دائمًا محلاً للخلاف بين الجمهور والنقاد، وفي فيلم "ع الزيرو" قرر المخرج محمد العدل نقل محمد رمضان إلى نوعية تكاد تكون مختلفة بعض الشيء، فجمع بين الدراما والحركة في إطار تشويقي.

مع بداية الفيلم يظل محمد رمضان في قالبه القديم من خلال شخصية دراجون وهو منسق موسيقى (دي جي) شهير يرتدي نفس الملابس المعتاد عليها في أعماله ويتحدث بنفس اللهجة، حيث يعيش في مكان صغير مع ابنه، حتى يصاب ابنه بمرض خطير؛ فنرى نقطة تحول كبيرة في شخصية دراجون يغلُب عليها الجانب الإنساني، حيث نرى رمضان في صورة جديدة من خلال تعبيرات عينيه وانفعالاته وإقدامه على فعل أي شيء لإنقاذ ابنه.

يناقش الفيلم بعض القضايا التي ربما تكون قُتلت بحثًا، ولكنها ما زالت متكررة ونعاني منها يوميا أهمها: الجشع الطبي واستنزاف دماء المواطنين في مرضهم سواء في انتظار أماكن خالية للكشف أو إجراء الجراحة في المستشفيات الحكومية، بجانب جشع الأطباء في المستشفيات الاستثمارية، وعلى الرغم من مصداقية الأحداث إلا أن بعضها حمل المبالغة من خلال تصوير الاطباء كأنهم وحوش أو ذئاب بشرية، ومن هنا ننتقل إلى نقطة أخرى وهي قضية تجارة الأعضاء البشرية والتي لا تتم بهذه الصورة المباشرة، فليس من الطبيعي أن يقوم أحد الأطباء في المستشفى الاستثماري بتحويل محمد رمضان إلى أحد تجار الأعضاء البشرية بهذه السهولة على اعتبار أنها سلع معتادة قابلة للبيع والشراء ويتنافس عليها الجميع.

لمس الفيلم بعض الجوانب الإنسانية متمثلة في الشخصيات النسائية سواء نيللي كريم والتي تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات الحكومية وترفض أسلوبهم وتتعاطف بشكل كبير مع ابن محمد رمضان، ويظهر ذلك من خلال الحوار الذي دار بينهما عندما علمت برغبته في بيع كليته من اجل إنقاذ حياة ابنه مبررًا أنه تصرف طبيعي في زمن أصبح الآباء والأمهات يلقون بأولادهم في الشارع؛ مما يدفع الممرضة للرغبة في الزواج من رجل كبير من أجل إنقاذ الطفل بل ويصل بها الأمر لسرقة المستشفى للمساعدة على إجراء العملية الجراحية للطفل، ونفس الأمر بالنسبة لجومانا مراد صاحبة البنسيون، والتي تحتضن الطفل بشكل كبير بعد حرمانها من الأمومة وتحاول المساعدة بقدر المستطاع.

من ناحية أخرى أضاف المخرج محمد العدل بعض التوابل أو التوليفة المطلوبة والتي اعتاد عليها جمهور محمد رمضان في أعماله، بما في ذلك بعض مشاهد الحركة بعد تورطه مع عصابة مخدرات، وكان من الممكن الاستغناء عن هذه المشاهد ولكنها نُفذت بشكل مُتقن وإيقاع سريع. استخدم العمل مجموعة من الأغاني الخفيفة والتي وضعت في محلها في محاولة لتخفيف الأب من معاناة ابنه من المرض، فقام الأب بحلق شعره تمامًا حتى يُصبح مثل ابنه.

نهاية "ع الزيرو" جاءت اعتيادية ومتوقعة منذ بداية العمل، أما بالنسبة للأداء التمثيلي فكان لمحمد رمضان نصيب الأسد في تحقيق المعادلة الصعبة في مصداقية التعبير الإنساني من جانب، وإرضاء جمهوره من جانب آخر، أما نيللي كريم وجومانا مراد فجاء أدائهما جيدًا في حجم المساحة المطلوبة لكلا منهما.


وصلات



تعليقات