من أكثر الفقرات الممتعة لأي مشاهد عند ذهابه للسينما، هي فقرة الإعلانات التي تسبق العرض والتي كانت ولا زالت العنصر الأهم بجانب اسامي النجوم والمخرجين في جذب المشاهدين لشراء تذكرة السينما، لما تتمتع به من عناصر تشويق وإبراز للقصة، بجانب استعراض المؤثرات البصرية وأبطال العمل والفكرة الرئيسية المعروضة دون التطرق لها بعمق. مع أهمية الإعلانات والعروض الدعائية الخاصة بالأفلام، يحمل عام 2023 الكثير من العروض الترويجية التي ربما كانت أفضل بكثير من الأفلام بحد ذاتها، فخ عبقري نُصب للمشاهدين لشراء منتج مُخيب للآمال. في هذا المقال نستعرض أبرز العروض الدعائية والإعلانات الخادعة خلال العام.

1- "Rebel Moon - Part One: A Child of Fire":

بميزانية كبيرة وعرض دعائي مبهر تخطى الـ3 دقائق، نشر حساب نتفليكس الإعلان الرسمي لفيلم الخيال العلمي والحركة "Rebel Moon - Part One: A Child of Fire" للمخرج زاك سنايدر، والذي وجد ضالته مع نتفليكس في تقديم أعماله وأفكاره المميزة على المنصة. حقق العرض الدعائي للعمل نسب مشاهدة تخطت الـ15 مليون مشاهدة مع تزايد تطلع الجمهور لرؤية تحفة فنية تتشابه مع عالم "Star Wars"، ومع عرض العمل بشكل رسمي في 22 ديسمبر، أصيب الجمهور بخيبة أمل كبيرة بعد حصول العمل على تقيمات منخفضة من الجمهور والنقاد، ووصفه البعض بأحد أسوء أعمال العام وأسوء أعمال زاك سنايدر بشكل عام لما تضمنه العمل من تفكك وضعف القصة الرئيسية. يدور العمل حول فتاة شابة تلجأ لمحاولة الحصول على مساعدة مجموعة من المحاربين عبر مختلف كواكب المجرة؛ على أمل التصدي لجيش من الطغاة هيمن على مستعمرتها المسالمة.

2- "Napoleon":

منذ الوهلة الأولى لإعلان المخرج ريدلي سكوت تحضيره لفيلم "Napoleon" واختياره للممثل المخضرم الحائز على الأوسكار خواكين فينيكس، ارتفع سقف طموحات الجمهور بمشاهدة تحفة فنية في عالم أعمال السيرة الذاتية التاريخية بتجسيد شخصية مشهورة في التاريخ الفرنسي. بطرح العرض الدعائي الرسمي للفيلم في 21 أكتوبر حصد في فترة قياسية على نسب مشاهدة تخطت الـ21 مليون مشاهدة، ولكن بمجرد صدور العمل بصالات السينما في 22 نوفمبر الماضي، نال العمل الكثير من الانتقادات بغياب اللحظات الملحمية الكبيرة والتي ظهرت بشكل واضح خلال العرض الدعائي، كما تضمن الفيلم الكثير من الأخطاء والعيوب الخاصة بالقفزات الزمنية وتهميش الشخصيات وظهور خواكين فينيكس بنفس الملامح خلال المراحل العمرية المختلفة لشخصية نابليون بونابرت.

3- "Fast X":

منذ بداية عرض سلسلة "The Fast and the Furious" في عام 2001، اعتاد الجمهور على الذهاب لصالات السينما ومشاهدة السلسلة لما تقدمه من حركة وإثارة ونجوم كبار من الصف الأول، ومع اقتراب صدور الجزء العاشر من السلسلة والذي حمل عنوان "Fast X"، نشر صناعه العرض الدعائي للعمل في 20 فبراير محققًا نسب مشاهدة على منصة يوتيوب بلغت 40 مليون مشاهدة، ولكن جاء العمل والذي صدر في مايو الماضي مخيبًا للآمال، حيث فشل في تقديم التطور المطلوب للقصة، وبدى العرض الدعائي خادعًا بعض الشيء لما قدمه من حركة وإثارة غابت عن الكثير من فصول العمل. يدور العمل في إطار من الحركة، حيث ينطلق دانتي - ابن زعيم الجريمة (هيرنان رييس) - الذي قُتل قبل عشر سنوات للانتقام من البطل دوم توريتو وعائلته وشركائه بعد التسبب في مقتل والده وسرقة أمواله.

4- "Renfield":

عادة ما تمتلك أعمال مصاصي الدماء شعبية كبيرة من محبين ومتابعي السينما، وخاصة شخصية دراكولا الخالدة في الأدب والثقافة والخرافات الأسطورية، ومع طرح يونيفرسال العرض الدعائي لفيلم الكوميديا والرعب "Renfield"، حقق العرض الدعائي نسب مشاهدة بلغت 48 مليون مشاهدة، ولكن هل كان العمل على قدر التطلعات؟، بالطبع لا حيث فشل العمل بمجرد طرحه في صالات السينما من الحصول على المراجعات الإيجابية، كما فشل أيضًا في تحقيق إيرادات كبيرة واكتفى بـ26 مليون دولار أمريكي عالميًا وبميزانية تحطت الـ60 مليون دولار. يدور العمل بعد قرون من العبودية، حيث يقرر رينفيلد الخروج من ظل سيده دراكولا والذي خدمه على مدار السنوات وقدم له التضحيات والضحايا، فيسعى للعودة للعالم الخارجي والابتعاد عن ظل سيده.

5- "The Flash":

الكلمة الوحيدة التي يمكننا من خلالها وصف العرض الدعائي لفيلم "The Flash" هي "ملحمة"، فيعتبر العمل بمثابة المشروع المؤجل للعديد من السنوات لشركة دي سي، وبعد انتظار كبير ومع طرح العروض الدعائية التي تخطت الـ20 مليون مشاهدة على منصة يوتيوب، كان الجمهور يترقب مشاهدة تجربة بصرية مبهرة ومرحة على غرار فيلم "Spider-Man: No Way Home"، فظهرت العديد من الشخصيات في العرض الدعائي مثل باتمان بتجسيد بن أفليك وباتمان بتجسيد مايكل كيتون"، بجانب تجسيد إزرا ميلر لشخصيتين لفلاش من عوالم مختلفة، ولكن مع عرض العمل في صالات السينما، أصيب الجمهور بصدمة كبيرة وضعت الجميع أمام حقيقة أن العمل لم يكن بقدر حجم التطلعات والعروض الدعائية المحمسة، فتضمن قصة متواضعة، ومؤثرات بصرية كارتونية ومضحكة في بعض الأحيان، كما تسببت أزمات إزرا ميلر القضائية في عزوف شريحة كبيرة من الجمهور عن مشاهدة العمل، وبذلك أصبح العمل واحد من أفشل أعمال دي سي في شباك التذاكر محققُا 270 مليون دولار أمريكي عالميًا وبميزانية 200 مليون دولار. يدور العمل حول باري آلين، والذي يسعى لاستغلال قدراته من أجل تغيير ماضيه وإنقاذ والدته من الموت، ولكن تتسبب محاولاته في خلل بالزمن والعوالم الموازية، ويصارع من أجل إنقاذ المستقبل.

6- "Indiana Jones & The Dial of Destiny":

صدمة أخرى من صدمات عام 2023، ولا شيء أسوء من صدمة تأتي من خلال شخصية سينمائية محبوبة كإنديانا جونز، حيث انتظر الجمهور كثيرًا لمشاهدة الجزء الخامس من السلسلة الشهيرة، وظهر خلال العرض الدعائي للعمل والذي تخطى الـ16 مليون مشاهدة شخصية إنديانا جونز في العديد من المغامرات بين الماضي والحاضر، واستخدم صناع العمل تقنية De-Aging أو إزالة الشيخوخة لإظهار هاريسون فورد بملامح شبابية مميزة. مع عرض العمل في 28 يونيو الماضي، انتقد الكثير من المشاهدين الجزء الخامس من السلسلة وعدم قدرته على تلبية طموحات الجمهور، وعلى الرغم أن الجزء الخامس يُعد نسخة أفضل قليلًا عن "Indiana Jones and the Kingdom of the Crystal Skull"، إلا أنه يظل تجربة مخيبة للآمال قليلًا بعكس العرض الدعائي المشوق، ولن يقدره إلا المتابع الجيد للسلسلة منذ بدايتها. يدور العمل في في عام 1969، حيث يعيش عالم الآثار والمغامر إنديانا جونز حياة عادية بعيدة عن الإثارة التي اعتاد عليها، ولكنه سرعان ما يعود في مغامرة رفقة ابنته الروحية هيلينا في مواجهة مع رجل نازي يُدعى فولر.

7- "Wish":

عالم ديزني الساحر وشخصياته الكارتونية التي تعلقنا بها على مدار السنوات، مغامرة جديدة راهنت عليها شركة والت ديزني على أمل خلق عمل جديد يُنافس بموسم الجوائز وشباك التذاكر، وبطرح العرض الدعائي في 27 سبتمبر، ظهر العمل من خلال اللقطات التشويقية كتجربة مميزة تتشابه مع فيلم "Encanto" في الروح، ومع فيلم "Aladdin" في التجربة البصرية والألوان، فحصد العرض الدعائي للعمل نسب مشاهدة بلغت 11 مليون مشاهدة، ومع عرض العمل بشكل رسمي بصالات السينما، وصفه الجمهور بأحد أسوء أعمال ديزني على الإطلاق، بسبب اختفاء الروح والإلهام المعتاد في أعمال ديزني. كما فشل العمل في تحقيق الإيرادات المتوقعة، واكتفى بـ145 مليون دولار تقريبًا بميزانية بلغت 200 مليون دولار أمريكي. يدور العمل حول فتاة شابة تُدعى آشا تتمنى أمنية في أحد الليالي، وبمرور الوقت تواجه العديد من المتاعب في مواجهة ملك شرير يسعى لفرض قبضته على مدينتها.

8- "Ant-Man and the Wasp: Quantumania":

منذ نهاية حقبة "Avengers: Endgame" في عام 2019، ما زالت مارفل تبحث عن نفسها في محاولة لتقديم القصص والشخصيات الجديدة والحفاظ على عالمها الناجح خلال السنوات الماضية، ومن ضمن الأعمال التي راهنت مارفل على نجاحها فيلم "Ant-Man and the Wasp: Quantumania" لما يتضمنه من مزيج مميز بين عالم شخصية آنت مان وعالم كانج الغازي والذي يسعى للسيطرة على الأكوان المتعددة. أنفقت شركة ديزني مبالغ خرافية للترويج للعمل بلغت 23 مليون دولار، ومع طرح الإعلان الرسمي للعمل بلغت نسب المشاهدة 33 مليون مُشاهد على منصة يوتيوب، وظهر خلال العمل الكثير من اللقطات المشوقة للجمهور وخاصة اللقطات التي تضمنت جوناثان ميجورز بشخصية كانج، وعكس كل التوقعات والعروض الدعائية، فشل العمل في تحقيق النجاح المطلوب سواء على مستوى جودة الصورة أو القصة، وانضم إلى سلسلة من خيبات الآمل بعالم مارفل بداية من المرحلة الرابعة للعالم السينمائي وحتى الآن. يستكمل العمل مغامرات الرجل النملة "أنتمان" والدبور "واسب"، حيث يواجه الثنائي مخاطر جديدة المتمثلة في الشرير كانج.

9- "65":

بات الممثل الشاب آدم درايفر من ضمن الوجوه التي فرضت نفسها على صناعة السينما خلال الأعوام الماضية لما يمتلكه من موهبة وقدرات فنية كبيرة، ومن خلال فيلمه "65" والذي طُرح العرض الدعائي الأول له في 14 ديسمبر عام 2022، وحقق نسب مشاهدة بلغت 29 مليون و300 ألف مشاهدة، وظهر خلال العرض الدعائي العديد من اللقطات المشوقة في إطار من الخيال العلمي والمغامرات، ولكن كل هذه العناصر غابت تمامًا عن نسخة الفيلم، والذي بدى هشًا وضعيفًا من حيث القصة والأحداث والجودة، وحمل خيبة أمل أخرى للجمهور في عام 2023. تدور أحداث الفيلم حول رائد فضاء يهبط على كوكب غامض، فيكتشف أنه ليس وحيدًا علي الكوكب.

10- "The Exorcist: Believer":

في محاولة جديدة للعودة لأجواء للرعب والظواهر الخارقة للطبيعة التي ظهرت دائمًا بشكل مميز في سلسلة "The Exorcist" منذ بداية عرضها في عام 1978، طرحت شركة يونيفرسال العرض الدعائي الأول لفيلم "The Exorcist: Believer" في 25 يوليو الماضي محققًا نسب مشاهدة بلغت 29 مليون، واستطاع تصدر منصات التواصل الاجتماعي بمجرد طرحه واحتواء العرض الدعائي على الكثير من المشاهد المرعبة والمروعة، ولكن بمجرد طرح العمل في صالات السينما، فشل بشكل كارثي وحصل على مراجعات نقدية هي الأقل في تاريخ أفلام السلسلة، كما وصفه الكثير من المشاهدين بأحد أسوء أعمال طرد الأرواح الشريرة. يستكمل أحداث الجزء الأول الذي عرض عام 1973، حيث تلجأ أم يائسة إلى اثنين من طاردي الأرواح الشريرة لإنقاذ ابنتها البالغة من العمر 12 عامًا; من المس الشيطاني الذي تعرضت له.

---