تتضمن أفلام اليوم الواحد مواصفات خاصة، فغالبًا تكون في مكان واحد في مناسبة محددة مع مجموعة من الأشخاص، ولقد نجح الكثير منها في فترة الألفينيات، خاصة مع الثنائي المنتج أحمد السبكي والمخرج سامح عبدالعزيز، ومنها فيلم كباريه والفرح وساعة ونص، حيث شهدت كل هذه الأعمال نخبة كبيرة من النجوم، ويكون الأداء التمثيلي هو الرهان على نجاج الفيلم، وعن فيلم ليلة العيد، فهو ينتمي إلى نفس التيمة، وتم تصويره في إحدى الجزر المحيطة بالنيل، وتدور أحداثه عن قهر المرأة بصور مختلفة، تحديدًا في القرى الفقيرة، فهل ينضم العمل إلى سلسلة النجاحات السابقة لهذه الأعمال؟ الإجابة للأسف لا، فالفيلم لم يكن موفقًا، ولكن ليس بسبب تكرار التجربة أو إعادة استثمارها، فبالنسبة للأداء التمثيلي فهو لا يزال جيدًا بالنسبة لجميع النجوم وخاصة بالنسبة للفنانات؛ واللاتي عبرن عن القهر ومشاعر الظلم بجميع حواسهن وإمكانياتهن، خاصة الفنانة ريهام عبدالغفور ومعاناتها مع زوجها، والذي كان الأكثر شراسة بشكل يفوق حد التصور، وكذلك نجلاء بدر في مشاهدها مع ابنتها، والتي تحاول إنقاذها من عملية الختان، فضلًا عن الفنانة القديرة سميحة أيوب المرأة المسنة المقيمة في عش صغير بعد حرمان أشقائها إياها من الميراث لكونها امرأة صعيدية، لتكتفي برزقها من بيع الألعاب النارية وأراجيح الأطفال، بالإضافة إلى جودة الإخراج سواء في الإيقاع السريع والتصوير الجيد خاصة بالنسبة للأماكن المعتادة لطقوس ليلة العيد المعتادة في المناطق الشعبية والألعاب النارية. الخطأ في الفيلم يكمن في المضمون وأسلوب معالجة قضايا المرأة، مثل الختان وزواج القاصرات وميراث النساء في الصعيد وممارسة العنف الزوجي وكفالة المرأة المطلقة، فربما تكون قُتلت بحثًا ولكن هذا لا يعيب العمل، ولكن السؤال: كيف تتم معالجتها أو من أي زاوية يتم تناولها؟ فقد جاءت جميع العناصر الذكورية في الفيلم مبالغًا فيها بشكل كبير قد يفقدها بعض المصداقية، حيث صور العمل الرجال ذئابًا بشرية لا ينظرون لنسائهم سوى عبيد لشهواتهم، وعلى رأسهم أحمد خالد صالح، والذي اعتاد ضرب وإهانة زوجته يوميًا بسبب أو من دون سبب وهي مستسلمة مثل الدمية بين يديه دون محاولة مقاومة، وجاءت ذروتها في مشهد شديد القسوة عندما اصطحبها لقص شعرها أمام الجميع دون تدخل أي طرف من الموجودين في الشارع رغم ازدحامه، وكذلك سيد رجب، وهو رجل عاجز لا يفعل شيئًا سوى إهانة زوجته وسبها، مع العلم بتحملها كل الأعباء على عاتقها، بالإضافة إلى أنه لا يمانع من عملها في البيوت، حتي إذا قام صاحبه بالاعتداء عليها، وكذلك يسرا اللوزي الفتاة المتفوقة رياضيًا والحاصلة على عدة جوائز، والتي تفاجأ بضرب والدها سامي مغاوري إياها وحبسها، وتدمير جميع محتوياتها دون أي أسباب منطقية، وأما عن النهاية، على الرغم من جودة تصويرها إلا أنها جاءت سلبية وتمثل هزيمة مباشرة للمرأة لأن الهروب أو الهجرة ليس الحل، بعكس فيلم آخر ربما كان من أفضل الأعمال التي تناولت نفس القضايا، وهو بين بحرين، والذي جاءت فكرته بسيطة على نطاق أكثر هدوءًا، بينما مثلت انتصارًا للمرأة في النهاية بالقبض على الممرض المتسبب في وفاة طفلة بالختان بالإضافة إلى حصول طبيبة القرية على الدكتوراة، والتي شهدت حضور جميع أهل بلدها ومباركتهم.