في العديد من الأفلام السينمائية نجد أن هناك ثيمات مشتركة وعناصر سردية متشابهة تتكرر في هذه الأفلام مما يعكس تأثير الأعمال السابقة على الأعمال الجديدة. ننظر هنا في هذه المقارنة البسيطة؛ كيف يتعامل فيلم «تذكرة إلى الجنة» (Ticket to Paradise) مع العناصر الكوميدية والرومانسية، وهو فيلم صدر في عام 2022 من إخراج أول باركر، وجمع بين النجمين الكبيرين جورج كلوني وجوليا روبرتس. بالمقارنة مع فيلم «عرض الزواج» (The Proposal) الذي صدر في عام 2009 من إخراج آن فليتشر، وبطولة ساندرا بولوك ورايان رينولدز.
نبدأ بالقصة والعناصر الأساسية:
تدور قصة «تذكرة إلى الجنة» حول زوجين مطلقين، ديفيد وجورجيا، يسافران إلى بالي لمنع ابنتهما من الزواج من شاب تعرفت عليه قريبًا، وفي ذات الوقت وهما يحاولان تحقيق هدفهما المشترك فإنهما يكتشفان أن تعاونهما قد يعيد إحياء بعض المشاعر القديمة بينهما، فكانت الكوميديا تنبع من التفاعلات الساخرة بينهما ومن المواقف التي تواجههما أثناء محاولاتهما حل العقد المستمرة.
أما في «عرض الزواج» فالقصة تدور حول مارغريت، رئيسة تحرير قاسية تُجبر مساعدها أندرو على الزواج منها ليتجنب الفصل، يسافران إلى ألاسكا لزيارة عائلة أندرو والتحضير للزواج المزيف، خلال الرحلة تتطور العلاقة بينهما من علاقة عمل متوترة إلى علاقة رومانسية حقيقية، الكوميديا هنا في هذا الفيلم تنبع من الفروق الثقافية والمواقف الكوميدية التي تنشأ من التظاهر بأنهما في علاقة حقيقية.
العلاقة بين الشخصيات:
في «تذكرة إلى الجنة» العلاقة بين ديفيد وجورجيا معقدة ومبنية على تاريخ طويل من الحب والصراع، علاقة تنبع من الديناميكيات التنافسية والتفاعلات الساخرة التي تعكس حبًا قديمًا يتجدد ببطء. أما في «عرض الزواج» فالعلاقة تبدأ بشكل متوتر وغير متكافئ بين رئيسة ومساعدها، مع تقدم الفيلم يتحول التوتر إلى إعجاب واحترام متبادل، وتظهر العلاقة من المواقف التي يتعين عليهما التعامل معها أثناء التظاهر بأنهما مخطوبان.
المواقف الكوميدية:
في مشهد الطائرة في «تذكرة إلى الجنة» يجلس ديفيد وجورجيا بجانب سيدة كبيرة وخفيفة الدم، هذا المشهد يبرز التوتر بين الشخصيات الرئيسية ويستخدم شخصية ثالثة لتقديم لحظات كوميدية تخفف من حدة التوتر، الحوارات الساخرة بين الزوجين السابقين تظهر أن هناك عمقًا في العلاقة وتاريخها معقد.
أما في «عرض الزواج» فيواجه مارغريت وأندرو مواقف محرجة وكوميدية في وجود أفراد عائلة أندرو، شخصية الجدة في «عرض الزواج» تلعب دورًا مشابهًا للسيدة خفيفة الدم في «تذكرة إلى الجنة» حيث تساهم في تخفيف التوتر وتقديم لحظات كوميدية تدفع العلاقة بين الشخصيتين الرئيسيتين نحو التطور وشيء من الألفة.
النهاية والرؤية:
ينتهي «تذكرة إلى الجنة» بنبرة إيجابية مع تجدد الحب بين ديفيد وجورجيا، مما يعكس فكرة أن الحب القديم يمكن أن يعود وتشعل شرارته في ظل الظروف الصحيحة. أما في «عرض الزواج» فينتهي الفيلم بنهاية سعيدة حيث يقر أندرو ومارغريت بحبهما الحقيقي ويتزوجان فعليًا، مما يعكس تحول العلاقة من زواج مزيف إلى حب حقيقي.
الخلاصة:
كل من «تذكرة إلى الجنة» و»عرض الزواج» يستفيد من التوترات العاطفية بين الشخصيات الرئيسية والتفاعل الكوميدي الناتج عن مواقف غير متوقعة. يستفيد «تذكرة إلى الجنة» من تاريخ الشخصيات المعقد، بينما يعتمد «عرض الزواج» على تحول العلاقة المهنية إلى رومانسية حقيقية. كلا الفيلمين يقدمان تجارب مشاهدة ممتعة تجمع بين الضحك والرومانسية، مع تفضيل الجمهور للأداء بين الممثلين الرئيسيين. هذه المقارنة التناصية في الأفلام تُظهر كيف أن الأعمال الفنية تتأثر ببعضها البعض من خلال تكرار الثيمات والعناصر السردية. في فيلم «تذكرة إلى الجنة» و»عرض الزواج» نجد أن التوترات العاطفية والكوميديا الناتجة عن المواقف المتوقعة والتطور في العلاقات بين الشخصيات هي عناصر مشتركة تُظهر تأثير الأعمال السابقة على الأعمال الجديدة، مما يعزز تجربة المشاهدة بربط الجمهور بأعمال مألوفة، لكنه يبيت في العقل اللاواعي عند الجمهور أن الأعمال الفنية تعتمد على ثيمات وعناصر سردية مكررة مما يقلل من الابتكار. هذا الاعتماد على النماذج السابقة يجعل القصص تبدو جيدة لكنها تبقى دارجة وعادية بعيدة عن الفرادة والتميز.