اعتدنا في أفلامنا الرومانسية التي أصبحنا نبحث عنها كهمزة الوصل التي تذكرنا بالزمن الجميل، أن تبدأ بقصة اعتيادية بين البطل والبطلة اللذين يواجهان عقبات كثيرة على مدار العمل، وغالبا ما تنتهي نهاية سعيدة، وأحيانا لا، ولكن ماذا لو يتم تناول القصة بأسلوب مختلف وغير اعتيادي؟ وهو ما حدث بالنسبة لفيلم الهوى سلطان الذي يصيبك بالتشكك في طبيعة العلاقة بين الاثنين، فمع مرور الربع الأول من الفيلم، تعتقد أن العلاقة بين أحمد داود ومنة شلبي هي علاقة خطبة، نظرا لتواجدهما باستمرار في كل مكان، وتنقلاتهما بين المولات والسينمات، ثم نشهد نقطة تحول حين نكتشف أن سوسن بدر من أقاربهما، لنُفاجأ بعد مرور النصف الأول بأنها مجرد علاقة صداقة قوية بين الاثنين، ليلتقيا في مشهد مواجهة في منطقة أبو تلات، والذي كان الجزء الطريف ومن أفضل مشاهد الفيلم، في محاولة للبحث عن شاليه قديم في المنطقة، ولكن في هذه المرحلة نكتشف أن الاثنين يواجهان بعض الصعوبات في حياتهما، فنجد أنفسنا أمام بعض الإيجابيات والسلبيات في وقت واحد، فتناول العلاقة بشكل جديد يُعتبر أسلوبا جديدا لم يُطرح من قبل، وعلى الجانب الآخر تحتاج طبيعة العلاقة إلى الكثير من علامات الاستفهام، فمع الحوار الطويل الذي دار بينهما، نجد أن كلا منهما يعاني من شيء أو يفتقد شيئا في حياته، فهو يشعر بأن العمر يمر بين يديه ويحتاج إلى الزواج والاستقرار سريعا. وعلى الجانب الآخر نجد منة شلبي تعاني من مشكلة نفسية بعد وفاة والدتها، مما أصابها بنوع من الهلع من فكرة الرحيل، الأمر الذي أدى إلى اتساع الفجوة بينها وبين والدها، وفي هذه النقطة، كانت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام بالجوانب النفسية، التي تجاهلتها المخرجة هبة يسري، رغم أن العمل يتمتع بمزايا كثيرة، مثل الإيقاع السريع وحسن اختيار أماكن التصوير، الأمر الذي يجعله عملا مسليا وجماهيريا من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى البساطة والتلقائية الشديدة في الأداء، سواء بالنسبة لأحمد داود الذي يتمتع بمواصفات خاصة ملائمة للشخصية، أو منة شلبي التي لبست ثوب الشخصية بجميع مراحلها وصراعاتها النفسية. على الجانب الآخر عانى الفيلم من عدة سلبيات من الصعب تجاهلها، أهمها البناء الدرامي للقصة الذي شهد بعض الترهلات، فعلى سبيل المثال، بدأ الفيلم بدخولنا في صميم العلاقة مباشرة دون توضيح نوعية علاقتهما والتصاعد الدرامي للأحداث، بالإضافة إلى اقتحام شخصيات جديدة على العمل بشكل مفاجئ، مثل صديقة أحمد داود جيهان الشماشرجي وصديق منة شلبي أحمد خالد صالح، فوقع بعض المط والتطويل في الأحداث لتصل مدة الفيلم إلى ساعتين وربع، مما يعتبر كثيرا بالنسبة لعمل رومانسي كوميدي.