كتب : محمد نصر في جريدة الأهرام 15 يوليو 2009:
فيلم المشتبه هو التجربة الاخراجية الأولي لمدير التصوير محمد حمدي ومن تأليف حسام موسي في أول تجربة له أيضا في التأليف السينمائي بعد العديد من أعمال الفيديو.. الفيلم أثار منذ عرضه ضجة كبيرة وخرجت تصريحات واتهامات علي لسان بعض صانعيه..
ويدور الفيلم حول شخصية التوءم مجدي ومعتز عمرو واكد الأول يعمل وكيل نيابة والثاني رجل أعمال.. ويحقق الأول في إحدي القضايا وعن طريق المصادفة يعرف أن زوجة أخيه سحر بشري قامت بعملية إجهاض قبل الزواج بفترة وهذه المعلومة تفجر داخل مجدي ذكريات مزعجة حول شكه في أن أمه سميحة سوسن بدر كانت علي علاقة بعمه فوزي.. أحمد راتب بعد وفاة والده.. فيخبرمجدي أخاه معتز بقصة زوجته ويقرر معتز الانتقام من الزوجة, ولكن يموت في حادث غامض نشاهده في بداية الفيلم وتتفحم جثته ويظهر شخص غامض يحاول قتل الزوجة وابنتها ويتم الربط بين كل هذه الحوادث وتقع شخصيات العمل في دائرة الاشتباه حتي نعرف في نهاية الفيلم من وراء كل ما حدث.
يتميز الفيلم بإيقاعه السريع وحبكته البوليسية المشوقة, ولكن مع هذا الايقاع اللاهث أغفل المخرج الكثير من التفاصيل التي ظلت موضع تساؤل عند الجمهور. فبدأ الفيلم وانتهي ولم نعرف مثلا من الذي يقوم بالاتصال بالشرطة وابلاغهم أن معتز مازال علي قيد الحياة, أو من الذي طارد سحر ومراد وهما معا في سيارة سحر, كما جاءت مطاردة المستشفي بين الرجل الغامض وسحر ساذجة جدا, وظهر المستشفي علي أنه مكان خاو ومهجور.. كما ان ارتداء بشري الكعب العالي في هذه المطاردة لم يكن في محله وكان يعيق حركتها.. وتأتي نهاية الفيلم خاطفة لم يركز المخرج علي التفاصيل الذي انتظرها المشاهد طوال مدة عرض الفيلم, ولم يتم تشبع اللحظة لنجد أنفسنا أمام فيلم مدته ساعة وربع فقط, وأعتقد أن المخرج لو أعطي لنفسه الوقت الكافي لدراسة تفاصيل العمل لما خرج بهذه الثغرات الساذجة والتي كثيرا ما أضحكت بسخرية المشاهدين أو بقصر مدة عرض الفيلم.
لعب عمرو واكد شخصية التوءم مجدي ومعتز وكان له حضور لافت في شخصية معتز رجل الأعمال المتعجرف الجاد وهي الشخصية التي لم تظهر إلا قليلا.. أما شخصية مجدي وهي الشخصية الرئيسية فقد خرج الأداء باهتا معظم الوقت علي غير عادة عمرو واكد الممثل المتمكن من أدواته.. وبالطبع لم يجد عمرو عين مخرج تري معه وتوجهه, وهذه غلطة مشتركة ما بين عمرو ومخرج الفيلم.
أما بشري فقدمت شخصية سحر بتألق وتمكن ولكن كانت هناك بعض المشاهد أدتها بفتور وعدم إحساس وشاركها في ذلك باسم السمره والذي وضع تعبير ثابت علي وجهه في معظم مشاهده كضابط مباحث, مما أفقد الدور الكثير من حيويته.. أما سوسن بدر فهي قديرة كعادتها تؤدي بطريقة السهل الممتنع ويشاركها في ذلك أحمد راتب وإن لم تكن مساحة دوره تساعده علي التألق.. ويظهر الوجه الجديد فريد النقراشي كممثل جيد ذو أقدام ثابتة وإن عابه الافتعال الزائد في مشهد النهاية.
أحمد حسين مدير التصوير فلم يستطع أن يخلق جوا من الترقب باستخدام الاضاءة.. والمونتيرة غادة عزالدين من أفضل عناصر الفيلم وساعدت كثيرا في التأكيد علي حالة التوتر والترقب.
موسيقي وجيه عزيز ليس لها علاقة نهائيا بالفيلم فهي تسير في جانب والفيلم في جانب آخر.. وأعتقد أنها أكثر العوامل التي أثرت علي الفيلم بالسلب.
السينارست حسام موسي نجح في تقديم قصة مصرية غير مقتبسة في فيلم من أفلام التشويق علي غير العادة, ولكن من الصعب الحكم علي السيناريو لأنه تعرض لكثير من الحذف أثناء تنفيذ الفيلم.
شاركت النقد معكم لأنه لا يوجد حتى الآن ولا نقد للفيلم هنا - وأتفق كثيرا مع الكاتب في كل ما كتب.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
المشـتبه تجربة إخراجية ينقصها الكثير | Mohamed Salah RiddleR | 2/2 | 2 يناير 2011 |