رأسى اليوم يشبه كثيرا بوفيه مفتوح ..فيه الحلو و فيه الوحش –الحادق قصدى- فيه الدسم و فيه الدايت و فيه سلطاته و بابا غنوجه . و لأنها المرة الاولى التى اشعر اننى اريد ان امتدح عملا فنيا بشكل "اوفر" فقد آثرت ان أهدأ قليلا و ان يمر وقت على مشاهدتى للفيلم قبل ان ابدأ فى الكتابة . عن فيلم السقا الجديد :المصــــــــــلحة " أتحدث. و قد اخترت أن اسميه فيلم السقا رغم أنه بطولة مشتركة لأننى أعتبره مشروع تخرج السقا من معهد فنون مسرحية اكبرقليلا و هو "السينما الدسمة " أو "سينما الوجبة الكاملة" . فلطالما كنت أعتب على فنانى الاول أنه يقدم أفلاما تشبه فى طبيعتها "الريجيم الكيميائى".فهى اما دموية غارقة فى المولوتوف و قرن الغزال تحت لواء "الاكشن", كما فى "ابراهيم الابيض "و "تيتو". و اما غارقة فى الرومانسية و السهوكة –التى افضلها على اى شيىء اخر للعلم - كما كان حال "تيمور و شفيقة " و "عن العشق و الهوى " . أو هى أفلام "مناظر" ذات طبيعة سياحية قرر مخرجوها انهم "يفسحونا" كما كان "شورت و فانلة " أو "افريكانو". أو هى كوميدية صرفة ك "ابن القنصل" او هى لا شيىء على الاطلاق مثل " الديلر". مع الاحتفاظ بكلاشيهات الجان العتيد ..نطة من قطر و قفزة ثقة و دحرجة تحت الرصاص و مشهد نار مؤثر . الا ان (المصلحة ) جاء ليقدم لى كمشاهدة حريصة على المتابعة لأول مرة السقا ..كله ..مش حتة منه ! فقد استشعرت ان الفرق بين أداء السقا التمثيلى فى المصلحة و اداؤه فى اخر افلامه ابن القنصل هو نفس الفرق بينه و بين اداؤه فى اول افلامه "شورت و فانلة " او حتى "صعيدى فى الجامعة الامريكية". و كأن المصلحة كان هو الخطوة التى كان يجب ان تلى شورت و فانله مباشرة (اتحدث عن نضج الاداء و ثقله). فقد كان السقا يجتهد دائما فى عمله و على عمله و يستميت ليقدم عملا جيدا بكافة الصور ..لكنه كان يركز جهوده فى منطقة واحدة الابهار البصرى سواء بالحركة او الانتاج مما دعاه فى بعض الاوقات ان يخفض اجره ليدعم الانتاج و الصورة . و مع هذا فقد كنت دوما اشعر ان السقا يفتقد شيىء ما كممثل غير انه لايفتقده كانسان !! العـــــــــــــمـــــق.. و فجأة ظهر هذا العمق و اضاء الصورة فى المصلحة . فانا كمشاهد دوما ما شعرت ان السقا لم يكن عميقا بشكل كاف فى السابق و ان شخصياته كلها تعانى من تسطيح غير مفهوم . و على حين غرة وجدت روحه تنطق و اشارات جسده و ملابسه و نظرات عينيه فى المصلحة و توحى بصدق و انسانية "حمزة ابو العزم" .....اخيرا !! القصة بسيطة و تيمتها ليست بالخارقة ولا الغير مسبوقة الا ان جعل "سالم المسلمى " المهرب و تاجر المخدرات الخطر من أهالى سيناء و من اعمدة قبائلها اعطى منحى و مستوى و بـُعد جديد للقصة التقليدية و الصراع الابدى بين العسكر و الحرامية. و كعادة ساندرا نشأت ,فراشة تحب الطواف و تحرص أن تخدم صورتها جيدا فاختارت ان يكون هناك مشاهد فى لبنان و سيناء و البحر الاحمر لتثرى صورتها و تقص من احساس مشاهديها اى ملل . و عن ساندرا المدهشة اقول ..هى ليست فقط مخرجة من طراز خاص لكنها انثى رائعة ايضا تستطيع بحميمية تفاصيلها و ربطك عاطفيا –كمشاهد- بكل شخصيات عملها و اغراقك فى الاحساس بكل تفاصيل و ايقاع العلاقات الشخصية و الاجتماعية فى فيلمها أن تنسيك أى تقصير أو عيوب توجد فى السيناريو او أغفله الاخراج . أحببت الحوار للغايه, حميمى ..دافىء ..و صادق ككل افلام ساندرا مع انها ليست من تكتبه و انما لازلت تشعر بلمستها هناك . و مع أن لكنة السيناوية نقصها الكثير من الاتقان لكنها على اى حال لم تفسد استمتاعى و لم تؤثر على تصديقى للشخصيات. انهرت كالعادة بكاءا فى الجنازة العسكرية للشهيد "يحيى ابو العزم" و تذكرت جنازة السقا الكبير و انهيار الابن وقتها و ازددت بكاءا . آلمتنى النهاية كثيرا . لطالما كنت تقليدية أنحاز الى انتصار الخير و الحق و دولة القانون . و أعطانى مشهد النهاية بالذات انطباعا قويا احببته ان الفريق ربما يفكرون فى جزء ثان . حنان ترك:رغم صغرالدور نسبيا الا انها تركت انطباعا رقيقا و حميميا اشعرنى انها عادت للسينما بعد الحجاب و كأنه اول ادوارها و كأنها تتحسس الطريق من جديد و تبدأ من أول خطوة . و كأنها لا تزال تجتهد حتى تثبت وجودها وموهبتها من اول و جديد و ليس كأنها نجمة تضمن الاعجاب و تعرف مكانتها ..لها ارفع القبعة ! احمد السعدنى : سعدنى صغير ..مزيج مدهش من صلاح,محمود,وحتى أكرم السعدنى . تلك العائلة المصريه حتى الثمالة خفيفة الدم اصيلة الامتداد عميقة الروح جيزاوية الهوى . عائلة امتزجت ليكون أحمد السعدنى مندوبها و ممثلها فى فن هذا القرن . محمد فراج و ياسمين الريس: وجوه صاعدة تتعامل باريحية واضحة مع الكاميرا و الاضواء و كانهما ولدا نجوما يعرفان ما يجب عليهما فعله . و قد تألقا بالفعل. كنده علوش و زينة : لست ادرى ماذا اقول ..لكنى لم اراهما فى الفيلم . صلاح عبد الله : هل اصبح تكلفه جزءا من اداؤه؟ أم انه مل ..أو كبر –من الكبر بكسر الكاف- على الاجتهاد؟ أم انه "يبالغ" فى الاجتهاد !! عــــــــــــز : كعادته ..لم يقدم جديدا ..فقط ..تألق كالعادة و اضاف الى تاريخه كالعادة و نجح فى ان نحبه كالعادة . أخفى وسامته قدر ما استطاع و صدّر الينا شخصية قاسية متناقضة و "مستبيعة" لكنه مع ذلك لم يستطع الا يكون "دمه خيف". لزمات "أم الزفت" و "ملك" و "الحصان" اضافت بعدا نفسيا اوحى بتعقيد شخصية تاجر المخدرات الجسور الذى يريد أن تخافه الدولة و ليس العكس. لكن مع ذلك التألق فالسقا فى هذا الفيلم بالذات لم يسمح كعادته السمحة لشريكه فى البطوله أن يلمع و يزداد بريقه حتى يخفت هو . و أن تعلو قامة الشريك و لو كان اقل نجومية عليه .بل كسر القاعدة و ساندته ساندرا فى احداث سيجال هادىء و مثمر و مؤثر بين بطلين كانا حقا بطلين و ليس بطلا و سنيد. المصلحة كان وجبة دسمة كاملة اتناولها بعد صيام طويل ...السقا ..اليــــــوم عاد !
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
المصلحة وضعف البشر | abeer amin | 3/3 | 17 مايو 2012 |
مباراة تمثيلية | sama medo | 5/5 | 26 مايو 2012 |
السقــــــــــا ...اليوم عاد ! | منة الله عبيد | 1/4 | 9 اكتوبر 2012 |
المصلحة .....فيلم جامد بس مش طحن!! | يارا اسامة | 3/3 | 3 يوليو 2012 |
فيلم مظلوم | IL Maestro | 0/0 | 5 اغسطس 2013 |
فيلم عالمي | karim abdeldayem | 4/5 | 25 مايو 2012 |
المصلحه 2012 | Amr Elsyoufi | 3/4 | 8 يوليو 2012 |
حسنة واحدة في الفيلم .. و الباقي ( كوميدي ) ! | Ahmad Farouk | 4/7 | 13 يوليو 2012 |
مصلحة السقا اكثر من مصلحة عز | Gamal Mostafa | 2/4 | 28 اغسطس 2013 |
"صراع العمالقه" في المصلحه | Mohamed M.mokhtar | 4/5 | 19 مايو 2012 |
فيلم سيء | خالد البنا | 2/9 | 3 يوليو 2012 |
اخطاء البناء الدرامى | عماد الجهلان | 2/2 | 2 يونيو 2012 |
قصة ركيكة بكل المقايس | mohamed exo | 3/5 | 4 فبراير 2013 |
يا خسارة الحلو ميكملش | Mostafa Alrawi | 2/6 | 27 يونيو 2012 |
المصلحة ..... و خيبة الأمل راكبة جمل | Abdalaziz Ata | 4/10 | 18 مايو 2012 |
من أحسن أفلام عام 2012 | Mòħäméd Şâmĭř | 5/5 | 12 يوليو 2012 |