القصة باختصار : ثلاثة من رواد الفضاء في مهمة لإصلاح أحد الأقمار الصناعية وأثناء قيامهم بمهمتهم يتعرضون لنفايات قمر صناعي روسي تصطدم بقمرهم ويموت أحد رواد الفضاء ليجد الباقين أنفسهم تائهين في الفضاء في معركة للبقاء
انا قريته بالطريقة دى : هنا بيتكلم عن حياة الانسان عموما مثل طفلة ولدت من جديد فى عالم ليس عالمها (ساندرا بولوك فى اول رحلة لها بالفضاء) وام فى اخر ايامها تلد طفلتها (جورج كلونى فى اخر رحلات للفضاء).
المعنى دة زاد عندى اوى فى مشهد انقاذ جورج كلونى لساندرا بولوك بعد ضياعها فى الفضاء
فى المشهد دة بيبحث عنها فى الفضاء وسط الظلام الحالك وعدم وجود اى امل لانقاذها .. بس بيلاقيها وبيربطها بحبل بوسطها وهو يسحبها لقمر صناعى قريب لكى يركبوا احدى كبسولات الفضاء ويعودوا بها الى الارض (ذكرنى كثيرا بالحبل السرى بين الام وطفلها .. ومحاولة الام توصيل طفلها الى بر السلام .. الى هذه الدنيا)
وحينما يصلوا الى ذلك القمر تستطيع هى التشبث باحد الحبال الضعيفة وتحاول جاهدة انقاذ "جورج كلونى" الذى يندفع بعيدا من خلال الحبل الواصل بينهما .. ولكنه يجد ان الحبل الذى تتشبث به ضعيفا وقد ينقطع لو حاولت انقاذه .. فيفضل انقاذها هى على نفسه ويبرر لها بقوله (انقاذ شخص واحد افضل من ضياع شخصين) وينزع الحبل الواصل بينه وبينها ليسبح فى الفضاء بلا رجعة ... وهنا حسيت اوى برضو تضحية الام فى سبيل طفلها لدرجة انها تخلت عن الحياه فى سبيل انقاذ هذا الطفل
بعد محاولات جاهدة وصعوبات كثيرة (كصعوبات الحياه) تدخل "بولوك" المركبة وتنزع عنها لبس الفضاء وتعود الى ذلك المنظر .. منظر الجنين فى بطن امّه .. كأنها تبكى فراق امها وتحاول ان تبحث عن ذلك الامان الذى كانت تحس به فى وجود شخص مسئول عنها مثل امها وترغب مرة اخرى فى عودته او الذهاب اليه فى مشهد لن ننساه كنوم راين على شكل جنين فى بطن امه
بعد فترة تحاول "ساندرا" تشغيل الكبسولة ولكنها مربوطة بذلك القمر الصناعى فتخرج من جديد لتفك ذلك الوثاق الذى يعطلها لتجد المفاجأة .. حطام احد الاقمار الصناعية يصطدم بمركبتها والقمر الصناعى المربوط بها .. بعد معاناه كبيرة والنجاة من موت محقق تستطيع تحرير تلك الكبسولة والدخول اليها وتحريكها بعيدا عن الحطام وهنا تاتى مفاجأة ان المركب الفضائية خالية من الوقود
تيأس "بولوك" من حياتها وتحاول الانتحار باغلاق منافذ الاكسجين بمركبتها لتموت اختناقا .. لكن يأتيها "كلونى" بعد ان ضاع فى الفضاء .. يفتح غطاء المركبة ويدخل فرحا مبتسما بنجاته بعد ان وجد مخزون من الطاقة فى البطارية الاضافية استطاع به الوصول الى اليها وسعادته بنجاة "بولوك" .. يفتح الاضاءة ومنافذ الاكسجين مرة اخرى (وكأنه يعيدها الى الحياه) ويشرح لها كيف انها تستطيع تحريك هذه الكبسولة فى اتجاه القمر الصناعى الصينى التى من المحتم وجود كبسولة بها تستطيع ان تقودها للارض ويشرح لها ذلك .. فقط عليها ان تتذكر التدريب .. التدريب الذى كانت تتدربه فى الارض من خلال نظم محاكاه لهذه المركبة ولكنها كانت دائما تفشل فى انقاذ نفسها
هنا نكتشف ان "جورج" لم يأت فعلا وانه كان مجرد تخيلات لها ولكنه ارشدها الى طريق نجاتها (قام بدور المينتور بعد ما مات لاننا تقريبا مانعرفش حاجة عن تاريخ الشخصيتين)
تستطيع "بولوك" تشغيل الكبسولة ودفعها قليلا فى اتجاه القمر الصناعى الصينى حيث توجد الكبسولة التى ستقلها الى الارض .. تصل اليها وتدخلها ولكنها لا تفهم اللغة الصينية فتعتمد على ان الزراير فى نفس الاماكن فأكيد هتعرف تشغلها .. وبالفعل كان القمر الصناعى بالكامل يسقط الى الارض ففصلت تلك الكبسولة عنه .. تسقط من الفضاء باتجاه الارض وكأنها حجر من نار تشتعل معه معظم الاجهزة داخل الكبسولة .. وهنا يأتيها النجدة عن طريق اللاسلكى بعد ان التقطتها القاعدة على الارض قائلين انهم سيرسلون فريق النجدة حالا .. وسقطت الكبسولة فى الماء الذى كاد ان يغرقها لكنها خرجت من الكبسولة فى اخر صراع لها من اجل البقاء بعد كل تلك المعاناه .. وخرجت من قاع ذلك البحر لتستطيع اخيرا ان تتنفس اول نفس طبيعى لها على الارض
وفى النهاية الرائعة لذلك الفيلم .. تسبح "بولوك" باتجاه الشاطئ القريب وتصل اليه .. تمسك بالرمال فى شوق ومحبة كأنها عادت الى وطنها .. تحاول الوقوف على قدمها ولكنها لا تستطيع فتقع لانها لم تتعود على الجاذبية الارضية بعد .. وهنا تنظر الى الرمال وهى تبتسم .. ثم تقوم مرة اخرى بكل عزيمة تملكها لتستطيع الوقوف مرة اخرى على قدميها .. ثم تنظر الى هذا العالم نظرة المتأمّل المتحدّى والمحب له .. وتبدأ فى السير الى تلك الادغال التى لا تعرفها كأنها تخوض مغامرة اخرى
الفيلم باختصار يتكلم عن الانسان فى صراعه من اجل البقاء او الموت ففى بعض الاحيان يضعف ويختار الموت .. وفى احيان اخرى يحارب من اجل البقاء .. وفى وقت ثالث يترك الامور تسير كما هى ولا يحاول التدخل لتغييرها
التمثيل جيد جدا فى اداءان استثنائيان لساندرا بولوك وجورج كلونى .. سانرا بكل تلك الانفعالات بين الخوف والقلق والترقب وانتظار المجهول والاحساس بالضياع .. وكلونى بكل هذا البرود والثقة وتحمل المسئولية وعدم تغير نبرة صوته طول الفيلم سوتء فى لحظة هدوء او عاصفة .. اداءات كبيرة لممثلين كبار
على المستوى التقنى تحفة من تحف هذا العقد .. قد شاهدنا تحفة جيمس كاميرون (افاتار) وكيف استطاع تخليق عالم بأكمله لم نره من قبل .. لكن فعلا فى الفيلم دة قدر انه يخلينى اعيش فى الفضاء .. انه يخلينى احس بضياع بولوك .. انى احس بجمال كوكبنا من الخارج .. ان اعيش تلك التجربة وماشككش فى حاجة ماللى بشوفها
بالنسبة للسيناريو اللى كتبه ابن "الفونسو كوارون" هو ضعيف نسبيا من حيث ان مفيش تاريخ للشخصيات وان الحوار متوسط جدا جدا .. لكن هنا يأتى دور "الفونسو" لتحويله الى هذه التحفة التى نراها على الشاشة .. تغلب على نقط ضعف السيناريو بتركيزك على الرحلة ذات نفسها .. ورغم ان تقريبا تلت تربع الفيلم بولوك طالعة فيه لوحدها الا انه خلانا نعيش معاها معاناتها من غير لحظة ملل
التصوير حدث ولا حرج .. واحدة من روائع هذه الالفية للمصور ايمانويل ليبوسكى مصور افلام (شجرة الحياه والى التأمل) ... وهو ايضا نفس مصور رائعة الفونسو كوارون "ابناء الرجال" .. الافتتاحية الرائعة للفيلم وهى عبارة عن لقطة واحدة مدتها 10 دقائق كافية لتدخلك عالم الفضاء بل وتبهرك به.. انت عايش 10 دقائق كاملة فى مشهد واحد ومن غير ولا قطعة ..
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الابهار وحده لا يكفى | Amgad Gamal | 4/7 | 21 اكتوبر 2013 |
بين هيبة العلم وجاذبية السينما | RE DA | 0/0 | 27 اكتوبر 2013 |
النجاة من الحياة بالدخول فيها | mohamed alm shady | 1/2 | 7 نوفمبر 2013 |
2013 لا يخلو من الأفلام الخالدة "Gravity" | azizcin | 3/3 | 27 اكتوبر 2013 |
Gravity.. في الفضاء لا أحد سيسمع صراخك | نادر أسامة | 6/8 | 20 اكتوبر 2013 |
جاذبية ...فيلم يجبرك أن تعيد حساباتك..مع نفسك. مع الحياة ومع الخالق | Tamer Mohamed Kassem | 4/4 | 3 نوفمبر 2013 |
لتلك التحف السينمائية ابتكرت جوائز الاوسكار | Ahmed Marei | 0/0 | 24 اكتوبر 2013 |
افضل افلام 2013 حتي الان | Ahmed Hesham | 4/4 | 16 اكتوبر 2013 |