سمير و شهير و بهير السرقة الحلال
ربما ينسى الكثيرون اسماء الثلاثى احمد فهمى و هشام ماجد و شيكو و يتذكرونهم بسمير و شهير و بهير فهو الفيلم الاهم و الاشهر فى مشوارهم السينمائى القصير .. بدأ الثلاثى مع مجموعة من اصدقائهم المحبين للسينما فى صناعة افلام منزليه بإمكانات ضعيفة للغايه و لكن بسبب اختلاف المحتوى الذى يقدمونهم نجحت تلك الافلام و كان اشهرها فيلم (رجال لا تعرف المستحيل) الذى يحاكى بشكل ساخر الافلام الحربية و المخابراتيه مثل الطريق الى ايلات .. إلتقطهم المؤلف و المنتج محمد حفظى و بدأ يتعاون معهم فى برنامج "أفيش و تشبيه" و هو نوع يشبه الفوازير يتناول فيه الثلاثى كل حلقة فيلم بطريقتهم الساخرة .. ثم انتج لهم فيلمهم الاول (ورقة شفرة) بدأ الجمهور يتعرف عليهم و على نوع الكوميديا المختلف الذى يقدمونه الى ان قدموا فيلمهم الثانى (سمير و شهير و بهير) الذى كان الانطلاقة الحقيقة لهم و سبب شهرتهم و تصدرهم كنجوم شباك جُدد فى السينما المصرية .. فيلم سمير و شهير و بهير مقتبس بشكل يقارب التطابق من الفيلم الامريكى Back to the future انتاج 1985 نفس البداية و نفس الخطوط الدارمية بل و نفس النهاية مع الفارق طبعا لصالح الفيلم الامريكى .. فيلم Back to the future يحكى عن مراهق يزور صديقه العالم المجنون الذى يخترع آلة الزمن التى بسبب صدفة ما يعود بها المراهق من سنة 1985 الى سنة 1955 و هى نفس السنة التى تعارف فيها والده و والدته .. يعرف المراهق انه عاد الى سنة 1955 من التاريخ الموجود على الصفحة الاول لجريدة يومية و يعود الى مدرسته الثانوية حيث كان ابوه و امه مازالوا طلبة فيها (لاحظ هنا الدقة الزمنية فى المراحل فعودة البطل 30 سنة الى الوراء فى حين ان اكبر اخوته مازال فى العشرينات على اقصى تقدير معناه انه عاد الى وقت ماقبل زواج والداه بسنوات و ليس الى سنة زواجهم كما فعل الثلاثى فى النسخة المصرية ) فى الفيلم الامريكى كانت الأم تحكى لأولادها باستمرار عن اليوم الذى تعرفت فيه على والدهم و حدث ان عاد البطل الى هذا اليوم حيث رأته الأم بدلا عن ابيه و وقعت فى غرامه هو (راجع قصة بهير و بهيره و بهبورى قول لمامى ايه ؟؟ ) و حين يقابل المراهق العالم الذى اخترع آلة الزمن و يخبره ان أى تغيير فى الماضى يؤثر فى المستقبل (راجع دكتور بصير) و هنا يبدأ البطل فى محاولة التوفيق بين أمه و أبيه حتى لا يختفى هو و أخوته فى الحاضر (إضرب المحاولة دى فى تلاتة يطلع الفيلم المصرى)
مافعله الثلاثى هو أنهم (أيفوا) الفيلم الأمريكى حتى يناسب المجتمع المصرى و يناسب ثلاثة أبطال و ليس بطلا واحداً مما يجعل مشهد هشام ماجد فى فيلم ورقة شفرة و هو يترجم الافلام الأجنبية مع وضع (تاتش) مصرى عليها هو أصدق مشاهد الثلاثى على الإطلاق و أصدقها تعبيرا عنهم (مكانوش بيمثلوا ساعتها!!)
(التأييف و التاتش) المصرى سبب بعض الكوارث إذا عاملنا الفيلم معاملة جادة بعيدا عن محتواه الهزلى و غرضه الأساسى الذى هو الضحك فقط (و الذى بالمناسبة نجح فيه الثلاثى بإقتدار كالعادة) تعالوا نستعرض بعض هذة الكوارث أولا : حبكة الفيلم الأساسية هى عودة أبطال الفيلم لسنة زواج أبوهم بأمهاتهم و التى من المفروض انها فى السبعينات حيث تتفجر المواقف الكوميدية من شكل الناس و لبسهم و سياراتهم و لكن المشكلة أن أحداث الفيلم فى الحاضر تدور عام 2010 و الأبطال فى أخر سنة فى كلية هندسة (سبب السفر عبر الزمن هو مشروع تخرجهم) مما يعنى أن أعمارهم من 21 لـ 24 سنة على أقصى تقدير اى انهم مواليد الفتره من 1986 الى 1989 مثلا و هما الابناء الوحيدين لأمهاتهم فالطبيعى ان تكون العودة الى أواخر الثمانينات و ليس الى أوائل السبعينات الحقيقة السابقة تنسف الفيلم نسفا بمعنى ان عودتهم الى سنة زواج ابوهم و أمهاتهم كان حسام و ابراهيم هم نجوم النادى الأهلى و ليسوا أطفال و كان عبدالحليم حافظ قد فارق الحياة حيث انه توفى عام 1977 و لم يعد يبحث عن أغانى جديدة يقدمها
ثانيا : بهير الأخ الأرستقراطى عاد حيث وجد أمه تشارك فى مسابقات (هوانم جاردن سيتى) التى أعتقد أنها كانت تقام ايام الملك و ليس فى السبعينات حتى !! ثالثا : لم يحاول الفيلم المصرى ان يقترب او يعطى تلميحا حتى عن الفكرة العلمية و طريقة عمل الجهاز عكس الفيلم الامريكى الذى وضح هذة النقطة برغم ان الفيلم الامريكى هو مجرد فيلم مغامرات موجه لشريحة المراهقين ايضا و ليس فيلم خيال علمى رابعا : فيلم عنتر ابن شداد بطولة فريد شوقى و كوكا الذى عادوا ليجدوه مازال فى مرحلة التصوير انتاج سنة 1961 (يعنى حتى مش فى السبعينات) !!
بغض النظر عن الملحوظات السابقة التى لا اعتقد انها تهم الثلاثى او حتى الجمهور الذى يتابع أفلامهم بحثا عن الكوميديا فالفيلم نجح فى خلق جو كوميدى جميل و حدوته غير متماسكه و غير مقنعة و لكنها مضحكة و ربما يكون عدم الاقناع و عدم التماسك مقصوداً إمعاناً فى الضحك !!
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
سمير وشهير وبهير .. رجال لا تعرف المستحيل | احمد فؤاد | 9/10 | 16 سبتمبر 2010 |
"سمير وشهير وبهير" الذي سيعجبك ولا تتذكره بمجرد خروجك منه | محمود مصطفي كمال | 7/10 | 23 سبتمبر 2010 |
فيلم كوميدى..جامد طحن! | Fady Baha'i Seleem | 10/10 | 3 اكتوبر 2010 |
سمير و شهير و بهير السرقة الحلال | Mostafa Elsafty | 2/2 | 26 مايو 2014 |