السبع وصايا للجريمة الكاملة

فى البداية يثبت هذا العمل عطش شريحة كبيرة من المشاهدين لهذا النوع من الاعمال القائمة على تيمة الغموض وحكايات اخر الليل المبنية على موروث شعبى لفئة كبيرة من المجتمع او روايات عراب الجيل لتلك النوعية الاستاذ(الدكتور)أحمد خالد توفيق. العمل بدأ بداية واعدة جدا دون اى مقدمات ببراعة اخراجية وكاميرا محترفة اقحمت المشاهد فى مشهد عنيف حول المشاهدين الى مشاركين فى الجريمة ولما لا وتلك الموسيقى الروحانية تسري فى تلافيف مخك كالمخدر وتحول ارادتك الى قيد امسك به سيد نفيسة واختفى ومن هنا بدأت الطاحونة الفكرية وكما تحرك طوبة فى بركة مياه راكدة بدأت موجة تليها موجه من الاستنتاجات وان اختلفت.استنتاجات جيل الثلاثين الذى نشأ على ما ورائيات الطبيعة والجيل الاكبر الذى نشأ على حكايات امنا الغولة والاشكيف و النداهة.بكل بساطة لعب المؤلف على طرق الابواب المغلقة فى عقولنا لحكايات قبل النوم وحول الصورة الذهنية لنغمة موسيقية بارعة عن طريق كاميرا عاتمة تجعلك باستمرار تتأرجح مابين وضوح الواقع وضبابية الحلم . تبدأ رحلة الشتات ودخول بوسى السجن وزيارات الاب فى الحلم لتزيد الامور غموضا مع اكليشيهات متأثرة بأساطير الاولين وظهرت جلية فى مشهد فى الامتار الاخيرة للمسلسل عندما جمعت بوسى اخواتها للعشاء على طاولة جالسين بالعرض فى صورة مطابقة لصورة العشاء الاخير لليوناردو دافنشى حتى مشهد تجميع الملح من امام بوسى من اختها (أيتن عامر) وهو فى التراث دليل على الخيانة وكان ياهوذا الذى انسكب الملح امامة دليل على خيانتة للسيد المسيح ووشايته له لحساب اليهود وكذلك بوسى والملح المنسكب امامها. بنى المؤلف تتابع الاحداث على وتر شديد الحساسية مشدود بشدة اجتهد بشكل ملحوظ ليحافظ عليه دون ارتخاء او مبالغة وهو تأثير الفراشة و تتابع الدومينو وكيف لكل مشهد او موقف مهما كان تافه وصغير ان يكون له تأثير ونقلة لمستوى اخر فى مصائر الشخصيات وكانت البراعة فى ذلك المزج للتراث المصرى بسلبياتة قبل اجابياته مع قرارات الابطال للتكيف مع حيواتهم الجديدة بعد الهروب والشتات منهم من اتخذ السحر ومنهم من باع صلبه او نفسه او غيره وهكذا بدون اتفاق مسبق سائت الامور وبدأ عدو الجميع فى طريق الشيطان بعد انا كانت طلقة البداية اشتراكهم فى قتل ابيهم وهنا بدأت الجبهات تتفتح تلو الاخري حاول المؤلف ان يمسك بها ولم ينجح احيانا مع كثرة الثقوب فى قارب الرحلة خصوصا مع اعتبارية انه "كده وخلاص" وماحدش يسألنى ازاى وليه والتى ظهرت جليا فى الحلقة الاخيرة للسقطة الكبرى فى المسلسل عندما ظهرت شخصية الممثلة كندا علوش والتى لم تمثل سوى المشاهدين المتسائلين والمخرج الذي بكل وضوح قام بدور المؤلف لتوضيح عدم وجود سبب واضح لأختفاء سيد نفيسة وتأكيد ان ده مش موضوعا واننا ماكناش معاهم وكانت هذه الخطيئة الكبرى فأكثر مايثير غضب طفلك هو ان توعده باللعبة وتلوح بعلبتها امامة وتوعده باستمرار انها له لو سمع الكلام. فى النهاية يجد العلبة فارغة... بكل بساطة لن تجدى اى مبررات. العمل مرهق والجميع اجتهد وهذا مايجعل النقد قاسى لندرة مثل تلك الاعمال ويجعل كل تفصيلة محل تفكير وكل فعل متهم وراء القضبان يحاكم بلا محامى. على سبيل المثال لا الحصر "محمود" عندما وافق اخته على ان له ابن من "دلال" وان يساعدها لتنفيذ وصيتها بأن يقدم لها ابنه قربانا لاكمال الوصية وتم تناسي ان له من صلبه الكثير بسبب موضوع الصوفة كذلك"مرمر" وبعد قتلها لزوجها"فوزي" وظهور شبحه الذي اتضح انه اخوه التوأم الذي لا تعلم بوجوده ويعلم بوجودها الذي تبرأ منه اخوه فى الصحف الرسمية وانقطع مابينهم من صلة تماما ورغم ذلك بمجرد ان رأها عرف شخصيتها كأنما حبال الود لم تنقطع ابدا بين الاخ واسرة اخوه "فوزي" نقطة اخرى عدم اعتقاد "مرمر" فى احتمالية التوأم توضح ان ظهور "فوزى"فى حياتها كان بعد ان تبرأ من اخوه فابلتالى لم تعلم عنه اساسا والا ان الاخ كان يراقب اخوه وزوجته وهذا بلا منطق التحولات الدرامية بسبب الوصايا مقبولة من حيث مبدأ اختلاف التفسير والكلام الاقرب الى الاحاجى والحكم منه الى التوجيه المباشر ولكن الغير مقبول هو زيارات الاب فى الاحلام لأولاده بمبدأ العقل الباطن لن نتحدث عن طرحه الحلول لمشاكلهم ولكن بأى منطق يتفق سبعة عقول بمعتقداتها المختلفة ودرجات الوعى المتباينه بينهم والوازع الدينى والاخلاقى على نفس التنفيس الذى اقره العقل الباطن كما ان الصدفة المستحيلة لزيارة الاب ل"بوسى"وزكر موضوع الوصايا والشكمجية مع وجود فعلا سبعة اظرف لكل واحد فيهم بنصيبة موضوع مثير كان يستحق ان تسير الامور للنهائية تحت راية الفعل الخارق للطبيعة. ظهور "اوسة"كما الملاك الذى اتضح انه بداخلة الشيطان وأخذ دفة الامور الى التأمر والدائرة الجهنمية للعنة "سيد نفيسة".واستعدادها المعنوي والفكرى لاستغلال الفرصة كان مبالغا فيه بكل بساطة الجميع هرب فعلا و"بوسى"فى السجن والفلوس فيروس قاتل لن يقترب منه احد بعد الفعل الشنيع(دا لو عدينا الطريقة الساذجة اللى المحامى قالهالها عشان تعرف تصرف الشيكات).28 مليون جنية كفيلة ان تهدم الماضى وتبنى ستار حديدى لحياة جديدة فما الداعى لتلك الدوامة ورحلة الابادة للأسرة بالكامل سوى تحقيق اسطورة الجريمة الكاملة او فى الواقع جريمتين جريمة القتل والفرار من العقاب وجريمة التحول الدرامى لأول نسمات للرعب القوطى الى رواية بوليسية معتادة المسلسل تجربة تستحق المشاهدة اخراج عالمى من "خالد مرعى" وموسيقى اسطورية ل "هشام نزية" وحوارات مصرية حقيقية ل "محمد امين راضى" واخيرا "عرنوس" و"ام ام" المثال الحى للعشق الراديكالى بلا اى الوان صناعية

نقد آخر لمسلسل السبع وصايا

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
السبع وصايا muhammad mahmoud muhammad mahmoud 6/6 30 يوليو 2014
مسلسل روعة julian julian 1/1 10 اغسطس 2014
عن السبع وصايا وفلسفة الممكن حين تطرح المستحيل Amr Essa Amr Essa 1/1 10 مارس 2015
تحليل مهم لمسلسل ممتاز Mohamed Ahmed Mohamed Ahmed 2/2 22 يناير 2015
مؤلف ومخرج وموسيقار Tag Eldin Tag Eldin 3/4 7 يوليو 2014
السبع وصايا للجريمة الكاملة Tamer Mohamed Kassem Tamer Mohamed Kassem 5/5 12 اغسطس 2014