عند نظرتى للوهلة الأولى لإسم الفيلم و مُلصقه الدعائى, لم يلفت إنتباهى ما قد يثير اهتمامى لمشاهدة هذا الفيلم و ما قد أكد لى ذلك حينها ان من تقوم ببطولة الفيلم هى الممثلة الأيرلندية الأمريكية Saoirse Ronan التى قامت ببطولة فيلم The Host عام 2013 الذى لم يبلى بلاءَ حسنا لدى النقاد على الرغم من ظهورها فى ادوار ثانوية جيدة من قبل مثل دورها فى فيلم Atonement عام 2007 وترشحت عنه لجائزة الأوسكار كأحسن ممثلة فى دور مساعد و دورها فى فيلم The Grand Budapest Hotel عام 2014, بعد مشاهدتى لفيلم Brooklyn سرعان ما ندمت على تاجيلى لمشاهدة هذه التحفة السينمائية, فيلم درامى رومانسى من الطراز الرفيع حيث يكمُن جماله فى بساطته وإتقان كل من شارك فى الفيلم لدوره من طاقم التمثيل خاصة Saoirse Ronan للتصوير لكتابة السيناريو للأخراج.
مقتبساً عن رواية تحمل نفس اسم الفيلم لروائى ايرلندى هو Colm Tóibín تدور أحداث الفيلم بإختصار حول فتاة أيرلندية (Eilis) طموحة وشجاعة تسعى للهجرة إلى الولايات المتحدة فى خمسينيات القرن الماضى متجهةً تحديداً لمقاطعة بروكلين بولاية نيويورك تاركةً عائلتها الصغيرة وما كانت تتمتع به من حياة مريحة فى وطنها ايرلندا, و ما بين شعورها بالحنين للوطن و إنشغالها بمحاولة التأقلم على حياة جديدة فى بلد جديد, تقع فى حب شاب إيطالى(Tony) و يزداد إرتباطها به من وقت لأخر لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث يحدث فيما بعد ما يجذبها مرة أخرى للعودة للوطن وهناك تجد (Jim) الذي يتودد إليها راغبًا بالتقرب منها. حين إذاً عليها أن تختار. قد اكون مبالغاً فى تعبيرى اذا وصفت الفيلم بالنسمة فى عام جاف بعض الشئ فالفيلم يعرض حالة فتاة شابة جميلة تحمل قدرً كبير من الحس المرهف و البراءة يقارنه كم من الطموح والحماس يدفعها دفعاً لتحقيق ما تحلم به من مستقبل وحياة سعيدة فى بلد جديد أغلى ما تملكه هو المستقبل, مما يشجع كل شاب وفتاة فى عصرنا هذا على التطلع دائما لغد أفضل مهما كانت الصعوبات و العوائق طالما كنا متمسكين بالأمل.
على صعيد الأداء التمثيلى بَرعت Saoirse Ronan بأداء تلقائى بعيد عن أى تعقيد فى تجسيد شخصية Eilis برقتها وعفويتها و ماتحمله من مزيج من المشاعر يجمع ما بين حنينها للوطن و حبها لعائلتها من جهة و إرتباطها بحبيبها وحياتها فى مقاطعة بروكلين من جهة اخرى, ومما لا شك فيه تستحق Saoirse لترشيحها لجائزة أفضل ممثلة فى دور رئيسى بجوائز الاوسكار لهذا العام. ما قام به الممثل الشاب Emory Cohen كان جيداً حيث قام بأداء دور Tony الشاب الأيطالى حبيب Eilis كما يجب أن يكون لا أكثر. أُخص بالذكرهنا الممثل الأيرلندى Domhnall Gleeson فعلى الرغم من صغر دوره فى الفيلم إستطاع لفت الأنظار ويعتبر من افضل الممثلين المميزين العام الماضى حيث ظهر فى اكثر من فيلم ناجح مثل Ex-Machina و Star Wars: The Force Awakens و The Revenant. ما كان مميزاً بحق فى فيلم Brooklyn هو كتابة السيناريو حيث كيفية سرد الأحداث دون الشعور بأى ملل و الجمل الحوارية السهلة و المؤثرة فى ذات الوقت بين بطلة الفيلم بإعتبارها محور الاحداث من جانب و باقى شخصيات الفيلم من جانب أخر. إخراجيا إستطاع المخرج John Crowley بصياغة عمل رائع بما لديه من خبرة سينمائية تتكون من خمسة افلام سينمائية فقط. ما كان ينقص الفيلم فقط فى رأيى المتواضع هو الأهتمام أكثر بتصميمات الملابس بما يليق بتلك الفترة الزمنية وبخصوص الموسيقى التصويرية فكانت متوسطة وكنت اّمل فى ان تكون افضل من ذلك.
فى النهاية يُعد فيلم Brooklyn بمثابة لوحة فنية بسيطة ورائعة لحياة فتاة ومجتمع لزمن يفتقده الكثير منا فى عصرنا هذا. تقييمى للفيلم: 8 / 10 تقييم مشاهدة الفيلم: PG-13 لما يحتوية الفيلم من بعض مشاهد +18 و لغة غير لائقة. .
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
علامة تعجب | Mohamed Gouda | 0/0 | 17 يناير 2017 |
بروكلين.. ليس كل المهاجرين رجال فقط. | Mohamed Desouki | 2/2 | 14 فبراير 2016 |
الفيلم ممتاز | rehab | 1/3 | 21 فبراير 2016 |