قبل مشاهدتي لفيلم الكِنز، تحديدًا عند رؤيتي للإعلان الخاص به، تحمست وأصبحت مُتلهفًا لرؤية هذه الملحمة العظيمة، بقيادة المُخرج الكبير (شريف عرفة) ومُدير التصوير المُتميز (أيمن أبو المكارم). ولما جاء موعد العرض بدأت طوائف معجبي الفيلم تَجول الصفحات على الإنترنت، والسُباب ينهال من أفواه أغلب النقاد. الشَك والحيرة تناوبوا عليّ، وظللت فترة طويلة مُنتظرًا رأي أحد الأصدقاء فجاء إيجابيًا جدًا، ورأيت الفيلم. بدأ الفيلم بسلسلة من (الفلاش باك) السريع والخاطف والغير مفهوم، فاعتدلت في جلستي وأيقظت حواسي لأستمتع بهذا العرض المُميز. ثم بدأت حركة الكاميرا، حركة غريبة وغير مفهومة على الإطلاق لكن كُل هذا بالتأكيد سيزول، لكنه لم يزول، بل إزداد غرابةً و بعض الأحيان أصبح "مقرفًا" لدرجة فائقة الوصف. كادرات سيئة للغاية.. للغاية.. للغاية.. وكأنني أرى مشاهد لمُخرج مُبتدئ لا يعلم شيئًا عن مجال الإخراج، لدرجة أنني تعجبت أن مُخرج هذا العمل هو (شريف عرفة) ذاته! الديكور الخاص بالفيلم (وخاصة الحقبة الفرعونية) كرتونيًا إلى حدٍ كبير مما أثار غيظي، أما في باقي الحقب كان "عاديًا" لا يَرتقي حتى لـ"جيد"، وهذا يعود على مواقع التصوير التي كانت مَحدودة وغير مُميزة لعين المُشاهد، وهذا ما أثار غيظي في العصر الفرعوني، فالأماكن كانت (قصر حتشبسوت - المعبد - السوق)، ثلاثة أماكن لا غير، بكادرات يتعجب لها العقل من شدة سوءها.. وحركات كاميرا غير مُبررة على الإطلاق. السيناريو والحوار للعظيم "عبدالرحيم كمال"، مؤلف ونّوس والخواجة عبدالقادر، السيناريو لا بأس به ولكني لست من معجبينه، اما للحوار.. فكان كارثيًا.. كارثيًا! تحديدًا في الحقبة الفرعونية - الحقبة الأسوء على الإطلاق تمثيلاً وإخراجًا وتصويرًا وحوارًا.. وكُل شي.. كُل شيء! - . الحوار لم يَكن سيئًا في الحقبة العثمانية - علي الزيبق - وكان رائعًا في الحقبة الملكية - بِشر باشا - ، ولا أدري ما هذا التحول والتغير! فتقريبًا.. ما أنقذ الفيلم هو أداء العظيم.. العبقري.. الظالم بحق ذاته محمد سعد، هذا الرجل هو الكنز الحقيقي لهذا الفيلم، كُلما طلّ على الشاشة كُلما إبتسم وجهي تلقائيًا، هيبة ووقار وشخصية رائعة سواء كتابةً أو تمثيلاً. محمد رمضان بذل مجهودًا لا بأس به في هذا الفيلم، وأخرج لنا دورًا جميلاً، ليس له لحظات مُتفجرة كمحمد سعد لكنه في الحقيقة لم يكن سيئًا أبدًا. أما هند صبري فلا أدري هل كانت كسولة لتخرج بتلك الدرجة من السوء أم لم يرق لها السيناريو بعد توقيع العقد، أنا أحب هند صبري وأحبها بشدة لكني لم أحبها في هذا الدور.. ولو لوهلة! هاني عادل أسوء مُمثل وبكل ثقة وتقدير، أسوء من أي شيء تقريبًا! أحمد رزق عبقري، في الحقيقة كُل من أدى دورًا حتى لو ثانية في حقبة الملكية الخاصة بمحمد سعد فهو عظيم، وتلك الحقبة حقيقةً هي من أنقذت الفيلم. المونتاج كان كارثيًا، والإنتقال بين الأزمنة كان بشعًا بشدة، في مُنتصف انجذابي لمشهد ما - هوووووب - أجد نفسي في حقبة ثانية.. ومشهد ثاني وإحساس مُخالف تمامًا لما أحسسته في المشهد الأول! لكن في النصف الثاني أصبحت كُل العناصر متكافئة - عدا الحقبة الفرعونية - ، فالتمثيل أصبح جيدًا على كافة المستويات - عدا الحقبة الفرعونية - ، والإخراج والتصوير والإنتقال بين الأزمنة - لن أقولها مُجددًا - . إنتهى الفيلم بلافتة ( نهاية الجُزء الأول )، نهض كُل من في السينما سعداء بتلك النهاية وإنتظارهم الشديد للجزء الثاني.. حتى أنا! أنا من قُلت كُل هذا النقد وحاولت إساءة صورة الفيلم، لكني لما وجدت الشاشة السوداء مُعلنة نهاية الفيلم شعرت بأني أود المزيد، أود رؤية محمد سعد يُبدع ويُبهر الجميع مُجددًا، اود سماع موسيقى هشام نزيه وأود رؤية روبي وأمينة خليل! في النهاية وخلاصة كُل هذا الكلام، الفيلم ليس رائعًا، وليس من أفضل أفلام السينما في تاريخ مصر كما يدّعي البعض، وليس من أسوأها كما يدعي البعض الأخر.. فالفيلم جيد، ثلاثة ساعات لم أشعر بالملل قط - عدا الحقبة الفرعونية - . أدخل الفيلم إن شئت بعض المتعة التمثيلية من محمد سعد وأحمد رزق ومحمد رمضان وروبي وأمينة خليل، ولا تنتظر من أي فرد آخر أي متعة! تقييمي للفيلم 6.5 من 10 .
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الكنز.. الرابط المجهول | صموئيل صفوت | 4/5 | 29 اغسطس 2018 |
عمل سيء جدا في المجمل | واحد | 6/8 | 14 فبراير 2018 |
الكِنز.. بين النجاح العظيم.. والفشل الذريع! | Mahmood Khawaga | 6/11 | 10 سبتمبر 2017 |