هذا النقد يتحدث بعيداً عن الجدل السياسي المطروح حول مسلسل الإختيار.. كنت قد قررت عدم مشاهدة مسلسل الإختيار من أول يوم تم الإعلان عنه.. و الدافع وراء عدم المشاهدة هي حالة التكرار المتجهة لها صناعة الدراما و السينما من ٢٠١٣.. عدد كبير من نجوم الصف الأول قاموا بأداء شخصية ضابط جيش أو شرطة في السنوات الأخيرة فما الجديد؟ .. تلك الحالة المبالغ فيها ولدت عندي رغبة في عدم مشاهدة المزيد.. و لجهلي بالشخصية الرئيسية في المسلسل كنت أتخيل أن تدور أحداثه حول بطولة أحد شخصيات الجيش المصري خلال حرب أكتوبر.. و ظللت أتحاشى مشاهدة أي حلقة من حلقات المسلسل لمعرفتي بكم المبالغة التي ستكون عليها الأحداث و خاصة أن فيلم الممر كان حاضراً في الذهن بكل ما فيه من إصطناع.. ثم عرفت أن العمل تدور أحداثه في الزمن الحالي و أن الشخصية الرئيسية هي أحمد المنسي أحد الضباط الذين أستشهدوا في سيناء من سنوات قليلة.. و بسبب الجدل المثار حول المسلسل على السوشيال ميديا قررت متابعة المسلسل.. أو بمعنى آخر إنجذبت له و تعايشت مع أحداثه و شخصياته.. و بعيداً عن الجدل السياسي وجدت العمل جدير بالمشاهدة.. السيناريو مكتوب بشكل جيد و الحوار كذلك.. حتى و لو كان الكثير من المشاهد تحتوي على خطب تحفيزية من المنسي لجنوده.. إلا أن الكلمات جاءت في محلها.. كذلك إضفاء صفات الملائكية على الشهيد المنسي في أفعاله (و إن كانت حقيقية و الله أعلم) إلا أن ذكرها بهذا الشكل كان مبالغ فيه.. أي موقف شخصي تم عرضه أنت تعرف رد فعل المنسي عليه.. و أعتقد أن وجود تلك المواقف كان سببه الأكبر جلب أكبر تعاطف للشخصية و هو ما سيتسبب في صدمة المشاهد عند مشهد فقده.. عالطرف الآخر لم يغفل الكاتب عرض وجهات نظر المتطرفين أو كما يطلق عليهم في المسلسل التكفيريين.. فالمتطرفين هنا ليسوا مجرد مجموعة من الأشرار تسعى وراء إرهاب دولة.. و إنما هم مجموعة من البشر كل واحد منهم له دوافعه وراء هذا التحول.. فالقادة تدفعهم الأطماع المادية أو حب السلطة.. و الأتباع منهم من يدفعه المقابل المادي أو هو فعلاً يتخيل أن ما يفعله هو جهاد في سبيل الله و محاربة الطواغيت.. لهجة بدو سيناء و إن كنت لست عالماً باللهجات و لكن جاءت مقنعة و تم تأديتها بشكل جيد لو تناولنا الحديث عن التشويق في المسلسل فغالباً لا يوجد تشويق بين الحلقة و التي تليها.. بمعنى آخر بداية الحلقة لن تستكمل ما بدأته سابقتها إلا في حلقة القبض على القناص أو الحلقات الأخيرة الممهدة لمعركة البرث.. يجب الحديث هنا عن أولى مشاهد الحلقة الأولى التي تحرق مصير الشخصيات.. و تلك أحد العيوب في رأيي.. فأنا أشاهد المسلسل و أترقب مشهد فقدان عبد الله أخو سعد مثلاً و أعلم مصير المنسي و العشماوي.. و كان الأجدر عدم ذكر مصائر الشخصيات في أول حلقة.. و لكن لا تخلو الأحداث من التشويق و الإثارة و خاصة في مشاهد الأكشن التي أتقنها بيتر ميمي و أصبح في رأيي أفضل مخرجي الأكشن في تلك الفترة.. الإثارة في الأحداث بلغ ذروته و أنا أكتب هذا النقد بعد نهاية الحلقة ٢٧ فتجد بيتر ميمي يهيئ المشاهد للمعركة الرئيسية بشكل جيد جداً أيضا من عوامل الجذب في الأحداث هو وجود عدد كبير من ضيوف الشرف بأدوار مناسبة لكل شخصية.. بل و مندمجة في الأحداث.. المفترض هو أننا كنا سنشاهد شخصيتين رئيسيتين في الأحداث.. هما المنسي و العشماوي.. و لكن و نحن على مشارف نهاية الحلقات لا أجد أن كفتي الميزان بين الشخصيتين متوازنتين فالمشاهد في عالم المنسي أكثر عمقاً و أحداثها أكثر غزارة.. في حين تم تجاهل الأحداث في عالم العشماوي بعد إصابته.. إما لعدم وجود أحداث تذكر بالفعل أو لخلل ما في السيناريو.. أداء الممثلين كان مناسباً للأحداث أمير كرارة أظهر نضجاً كبيراً في الأداء.. كرارة الإختيار يبتعد كثيراً عن كرارة حواري بوخارست أو الطبال أو طرف تالت.. و كما إنتقدته في حواري بوخارست أشيد بأداؤه في الإختيار.. و أعتقد أنه وضع نفسه أمام قرار صعب في اختيار ما هو آت من أدوار.. أحمد العوضي أداؤه لا يؤهله للقيام بهذا الدور.. و لو كان الدور أسند لممثل أكثر كفاءة كان العمل سيكون أكثر إتقاناً.. ف ليس معنى أن تكون شريراً أن تكون ملامحك جامدة عابسة على الدوام.. أحمد فؤاد سليم أبدع في دور أبو المنسي محمود حافظ في دور سعد أثبت جدارة و إن كنت أرغب في مشاهدة أدوار لمحمود حافظ بدون لكنة صعيدي أو فلاحي.. أشعر أن تلك اللكنة تلازمه في كل أدواره.. إنعام سالوسة فنانة قديرة بدون جدال أجد أن من قاموا بدور المتطرفين كانوا الأكثر إجادة فشخصية أبو عبدلله بكل ما تحمل من شر كانت جيدة من ضياء عبد الخالق و إن لم تكن جديدة عليه ياسر عزت في دور سالمي إكتشف نفسه من جديد أحمد الرافعي في دور عمر الرفاعي سرور أدى بشكل جيد و لو أسند إليه دور هشام العشماوي كان سيبدع فيه أفضل من العوضي بمراحل إسلام حافظ في دور معتصم كان متمكناً من أداء الشخصية بكل ما تحمله من مشاعر الحقد و الرغبة في الوصولية عابد عناني في دور عماد ممثل جيد تنقصه نبرة صوت مميزة.. كالعادة الموسيقى التصويرية أحد عناصر العمل الناجح و أجد هنا أن موسيقى تامر كروان أدت دورها بنجاح.. سواء في موسيقى التترات التي جاءت ملحمية تناسب العمل تماماً أو الموسيقى التصويرية التي تم توظيفها تبعاً للأحداث أو حتى الشخصيات فمشاهد المداهمة لها مقطوعتها الموسيقية كذلك مشاهد تخطيط العمليات للجيش من ناحية أو التكفيريين من ناحية أخرى.. أخيراً أشيد بمايسترو العمل بيتر ميمي و أكرر تمكنه الإخراجي ليس فقط في مساهد الأكشن و إنما الإخراج ككل..
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
هل الاختيار مسلسل وطني ام اداه للهجوم علي الاعداء | MEKO | 6/23 | 4 مايو 2020 |
الاختيار | Ahmed Sharif | 2/3 | 25 مايو 2020 |
عندما يحسن الجميع الإختيار | tshawadfy | 2/3 | 19 مايو 2020 |
عندما نُحسن الإختيار | محمود راضي | 6/6 | 21 مايو 2020 |
مسلسل رائع | Hossam Tanahi | 0/0 | 30 ابريل 2021 |
مسلسل الحقيقية الخفية | د.محسن صالح | 0/0 | 16 مايو 2021 |
. | Ganem2014 | 3/3 | 22 اكتوبر 2020 |