عنوان الفيلم زوجة رجل مهم ولكن الحديث كله عن الرجل المهم، لا تكاد الكاميرا تلحظ غيره وإذا جاء في طريقها أحد سواه ففي سياق تستفيد منه شخصية الرجل المهم، يقدمه السيناريو كحالة نفسية ومهنية في أطوار متعددة، تولد الشخصية كنموذج قابل للدراسه منذ المشهد الأول للفيلم ولا يخضع الى أي تطور يذكر ثم يضع السيناريو هذا النموذج في مواقف مختلفة لترصد الكاميرا ردود أفعاله ولتنقلها من وجة نظر المخرج الى المشاهد، كل ذلك محاط بغلاف سياسي كثيف لتخفف من أجواء علم النفس المبثوثة في أرجاء الفيلم أو لتحاول أن تلغيها لترفع من قيمة المادة السينمائية المقدمة ولتعطيها مضامين سياسيه حين تشيع أجواءا مخابراتيه وقمعيه مستعرضة مشاهد تحقيقات أو مظاهرات، وسط عبارات عامة يفهم منها أن هناك بعض الإعتراضات السياسية مصحوبة ببعض الشغب. لا يرد المخرج أن يضيع أي لحظة من لحظات الشريط السينمائي فيستغل مقدمة الفيلم التي تنزل فيها اسماء العاملين فيه بتقديم البطلة الرئيسية كفتاة رومانسية مغرمة بافلام عبد الحليم وأغانيه العاطفيه، وتظهر هذه الرومانسية على وجه البطلة بإبتسامة صغيرة ووجه مشرق توصل ما يريد المخرج بسرعة وبكلفة قليلة.ولكن المخرج يستهلك كل ما يتبقى من وقت الفيلم لصالح البطل المولود بجين عجرفة زائد عن الحدود وبشعور أناني متطرف يريد أن يمسح كل من حولة لصالح البقاء في بؤرة الإهتمام وحيدا، يمكن أن يستخدم كل الأسلحة المتاحة لصالح إشباع هذه الغريزة التي تبدو أصلية في شخصيته متعشقة في جميع خلاياه، هذه الشخصية هي هشام رجل المخابرات الغارق في مهنته حتى ركبتيه، يستخدم أسلوبه المخابراتي بشغف حتى في شؤونه الخاصة كالتحري عن زوجة المستقبل وخلق أجواء لقاءات تبدو عرضية ليتحدث اليها كما يريد، ينجح في "صيد" الزوجة ذات الشخصية الحالمة المناقضة لشخصيته الأنانية المتعالية. يرسم الفيلم الشخصية الذكر المغرورة المهووسة بفرض هيمنتها والتمتع بوقع هذا الغرور على البيئة المجاورة، يظهر هشام شخصه المتعالي على كل من هم دونه رتبة مع إظهار نوع من الخضوع المزيف لرؤوسائه ، ولديه هدف وحيد هو الوصول الى قمة السلم الوظيفي وخلق مدى أوسع لشخصيته المحبة للسيطرة، ولكن إنهيارا غير محسوب يحدث في طريقه الى الأعلى فتتحطم الشخصية الزجاجية ببطىء وصولا الى لحظة التهشم التام، يطرد الضابط من وظيفته نتيجة أخطاء مهنية ومسلكية فيفقد المنصة التي يمارس من فوقها أمراضه النفسية وتفقد الشخصيه مكانتها ولا يبقى لها إلا الزوجه ليمارس عليها ما يريد بحكم التركيب الإجتماعي للعلاقه الزوجيه، ولكن الشخصية المريضة المحتاجه الى فضاء أوسع من فضاء المنزل تشعر بضيق عالمها وكما هو متوقع لهذا النوع من الحالات يوجه هشام المسدس الى صدره ويطلق النار، حيث يظهره الفلم وهو يتهاوى بالحركة البطيئة على أرض منزل الزوجيه. يتكىء فيلم زوجة رجل مهم الى أحداث 16 و 17 يناير 1977 دون أن يتبناها أو يعطي رأيا صريحا فيها، كان يريد إستخدامها لتقديم تشريحة الخاص لنفسية رجل أمن، لا يدعي الفيلم أن كل رجال الأمن على هذه الشاكلة، بل يتطوع ليبرىء رجال الأمن من تهمة العنف ليلصقها برجله المهم فقط وكدليل على نظافة هذا الجهاز الحساس يتم إيقاف الضابط المسيء عن العمل، تمر هذه الرسالة التصالحية مع الأنظمة بخفة لا يكاد يشعر بها أحد لصالح تعزيز الحالة النفسية المدروسة، ويمكن التغاضي بحسن نيه عن هذه النقطة لصالح جمال الشخصيات الرئيسية و تفهمها لما تقوم به، ولصالح نظرة إخراجية غير تقليديه لرجل سايكوباتي ومن هذه النقطة بدأ أحمد زكي مشوارا مثيرا للإهتمام، وكان هذا الفيلم نقطة إنعطاف درامية نظر اليها المنتجين قبل المخرجين بإعجاب وقد حقق بعض أهداف النقاد والكثير من تطلعات الجمهور.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
هشام و منى و عبدالحليم ... |
![]() |
8/9 | 9 يوليو 2010 |
عبقرية الاخراج و التمثيل |
![]() |
7/7 | 12 اغسطس 2009 |
إنسانية زوجة رجل مهم |
![]() |
1/1 | 26 ديسمبر 2011 |
رئيس المخابرات مخاطبا الضابط: الشكوى تتهمك بالقسوة والعنف وتعمد الإهانة والتجريح للحصول على معلومات. |
![]() |
0/0 | 16 فبراير 2025 |