هشام (أحمد زكي) ضابط في المباحث يبدو من الوهلة الأولى أنه شخصٌ طيبٌ، ودودٌ أو هكذا انخدعت فيه زوجته منى (ميرفت أمين). تظن منى أن زوجها شخصٌ طيبٌ ،لكنها تكتشف حقيقته بعد الزواج حيث تكتشف أنه غير سوي...اقرأ المزيد ومتسلط ويستغل سلطته كضابط شرطة بكل شكلٍ من الأشكال. تتحول حياة منى لجحيمٍ؛حيث يحرمها من كل مُتع الدنيا بخلاف سوء معاملته لكل من حوله حتى جيرانه. يرصد الفيلم من خلال حياة تلك الأسرة الصغيرة كثيرًا من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جوٍ درامي مليءٍ بالواقعية.
مفضل قناة روتانا كلاسيك | الأحد 22 ديسمبر | 04:00 مساءً | ذكرني | |
مفضل قناة روتانا كلاسيك | الإثنين 23 ديسمبر | 03:00 صباحًا | ذكرني |
هشام (أحمد زكي) ضابط في المباحث يبدو من الوهلة الأولى أنه شخصٌ طيبٌ، ودودٌ أو هكذا انخدعت فيه زوجته منى (ميرفت أمين). تظن منى أن زوجها شخصٌ طيبٌ ،لكنها تكتشف حقيقته بعد الزواج حيث...اقرأ المزيد تكتشف أنه غير سوي ومتسلط ويستغل سلطته كضابط شرطة بكل شكلٍ من الأشكال. تتحول حياة منى لجحيمٍ؛حيث يحرمها من كل مُتع الدنيا بخلاف سوء معاملته لكل من حوله حتى جيرانه. يرصد الفيلم من خلال حياة تلك الأسرة الصغيرة كثيرًا من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جوٍ درامي مليءٍ بالواقعية.
المزيدمنى إسماعيل (ميرفت أمين) إبنة مهندس الرى (على الغندور) تنتقل معه ووالدتها (عليه على) حيث عمله، وأخيراً إستقرا فى المنيا منذ شهر واحد، كانت منى شخصية رومانسية حالمة، تهيم حبا...اقرأ المزيد بالمطرب عبدالحليم حافظ، وتحرص على مشاهدة أفلامه، وتسجيل حفلاته، وتسجل على الشريط مكان وتاريخ التسجيل، كنوع من تسجيل مذكراتها وأماكن تواجدها. هشام أبوالوفا (أحمد زكى) صعيدى من جرجا، يحلم بان يصبح ضابطاً، لأن الضباط يحكمون العالم، حتى تحقق حلمه وأصبح ضابط شرطة، متسلط وإنتهازى ووصولى، لديه هوس السيطرة بأستخدام السلطة والنفوذ، وتعرف على العميد يسرى (حسن حسنى)، الذى يكرهه، ولكنه خنع له ونافقه ليساعده على التسلق، فقد صعد العميد يسرى على أكتاف أهل زوجته الغبية (ثريا عزالدين). شاهد المقدم هشام الفتاة الجميلة الدوغرى منى، أثناء سفرها لكليتها بأسيوط، وأعجب بها، وتحرى عنها، وقرر الزواج بها، فتقدم لوالدها واثقاً من موافقته، وأعجبت منى بسيطرة هشام وخنوع الجميع له، وظنت أن حياتها ستكون سهلة كزوجة رجل مهم، وجميع الأبواب ستفتح، وتصادف أن تمت ترقيته لرتبة العقيد، ونقله للقاهرة عن طريق العميد يسرى، ففرض على أهل منى ميعاد الزواج والسفر للقاهرة، دون أى إعتبار لدراستها الجامعية. وجدت منى نفسها قليلة الحيلة ومعزولة عن العالم، إلا لمصالح زوجها الشخصية، فقد كان كل إهتمام هشام، الحفاظ على نفوذه، وسيطرته وهيمنته على الجميع، ويظهر ذلك من خلال معاملته مع المتهمين وزملاءه والجيران والبائعين وحتى البواب، وأصبحت حياتهما خالية من الرومانسية والخيال والحلم بالغد السعيد، وعندما حملت منى، كان حلمه إنجاب ولد يصبح ضابطاً، ليواصل المشوار، بعد خروجه هو على المعاش، وشعرت منى أنها فقدت روحها وأحلى سنين عمرها. سميحه (زيزى مصطفى) وزوجها صفوت (خيرى بشارة) صاحب مزرعة الدواجن، شخصيات انتهازية وصولية، تسعى للصعود على أكتاف الآخرين بالواسطة والمحسوبية، ولكنهما شخصيتان متوافقتان، لايتمسكان بالروتين أو الأخلاق السوية، وإنتهزا سكن هشام ومنى بجوارهما، وحاولا التقرب الى هشام، لاستغلال نفوذه، فلما فشلا لسوء معاملته لهم، وتسلطه عليهم، لجئوا للتقرب لزوجته منى، التى إضطرت للإندماج مع جارتها سميحة، المتفتحة والأكثر حرية فى تصرفاتها، فتعلمت منها التدخين ولعب القمار. كانت الطامة الكبرى عند أندلاع مظاهرات ١٨ و ١٩ يناير بسبب القرارات الإقتصادية التى رفعت بعض الأسعار، ووجدها هشام فرصة لكشف مؤامرة وهمية كبرى كانت تنوى الإطاحة بنظام الحكم، حتى يتسنى له الترقى لرتبة أعلى، وتم إلقاء القبض على جميع الاسماء التى كانت معتقلة فى أحداث سابقة، ولكن النيابة أفرجت عن معطم المعتقلين، لعدم جدية التحريات، وعدم إتباع الطرق القانونية، وإستغل هشام حديث منى عن زملاءها بالجامعة، فقام بأعتقال بعضهم، وحينما تركت له المنزل عائدة الى المنيا، هدد والدها فرضخ لتهديده، وزادت الشكاوى ضد هشام، لإستخدامه العنف والقسوة وتعمد الاهانة والتجريح، للحصول على معلومات من المواطنين، ولأنه يظن أنه الصح وأنه يحمى البلد، فقد تم منحه إجازة مفتوحة، تمهيداً لإحالته للمعاش. لم بتحمل هشام ابتعاده عن السلطة، وتغير معاملة الناس له، فباع أرضه، من أجل الإستمرار فى مظاهر السلطة، فإشترى سيارة مماثلة لتلك التى كانت تحت تصرفه أيام الخدمة، كما إستأجر سائقاً خاصاً، ولكنه فقد كل شيئ حتى نفوذه داخل أقسام الشرطة، بعد أن أصبح ضابطاً سابقاً. لم يصدق هشام أنه خرج للأبد، بل كان مؤمناً بعودته مرة أخرى، وفى نفس المنصب والمكان، لتأديب كل من تخلوا عنه، أنتقاماً من أفعاله السابقة، وذلك بعد أن تحكم المحكمة فى قضية مظاهرات يناير، وكانت ثورته الكبرى عندما عرض عليه جاره صفوت، أن يدير له مزرعة الدواجن، وطرده من منزله، وأصبح هشام مدمراً نفسيا، وظهر كشخصية شرسة، تدارى ضعفها الداخلى بالظهور كوحش، واخيراً ظهر حكم المحكمة، التى أكدت أن إنتفاضة يناير كانت طبيعية بسبب القرارات الإقتصادية، وام تكن مؤامرة معد لها لقلب نظام الحكم. ثار هشام على منى عندما إكتشف أن والدها يرسل لها معونة شهرية، وإعتدى عليها بالضرب، فلجأت لجارتها سميحة، ولكنه صالحها وخرج معها، وعند العودة وجدت على شقة سميحة الشمع الأحمر، فقد أبلغ البوليس أنها تدار للعب القمار، ورفضت منى تصرفه، وطلبت من والدها الحضور ليأخذها معه، ولم يستسلم هشام، فأطلق النار على حماه، ورفض الهزيمة، فأطلق النار على نفسه. (زوجة رجل مهم)
المزيديمثل هذا الفيلم أهمية كبيرة فى تاريخ السينما المصرية ، فبعيدا عن كونه الوحيد تقريبا الذى ألقى ضوءا واضحا على أحداث 18 و 19 يناير و التى جاءت هنا كجزء لا يتجزأ من أحداث الفيلم و تفسير دوافع الشخصيات و تطورها و إظهار جوانب ستؤثر بدرجة كبيرة فى سير الأحداث ، مما مزج قصة إجتماعية بخلفية سياسية صريحة تنتقد أوضاع البلد و تسلط الضوء على فئة من المجتمع لم تظهر بهذا الوضوح و العمق من قبل ... بعيدا عن هذا تجد الفيلم من الناحية الفنية على مستوى عالى من الجودة فأولا تقديمه لنوع سينمائى لم يتواجد كثيرا لدينا...اقرأ المزيد و من الممكن إعتبار أن " محمد خان " هو الوحيد تقريبا الذى إهتم بهذا النوع بعد رائعة " يوسف شاهين " فى " باب الحديد " ، و ما أقصده هنا هو سينما الشخصيات و الصعود بها لأن تكون هى الدراما نفسها و حصر الفيلم فى شخصيتين فقط سارت بهما الأحداث طوال الفيلم خالقة تناقضات درامية و إنسانية على مستوى عالى من الخطورة تحتاج إلى تحكم هائل لإظهارها و التعبير عنها فى قالب سينمائى جذاب و مثير .... و هذا ما فعله " محمد خان " هنا. الشخصية الأولى التى تبدأ بها الأحداث هى " منى " تلك الشابة الرومانسية الحالمة التى تهرب من مدرستها لتشاهد " عبدالحليم حافظ " فى السينما و تسجل كل حفلاته و أغنياته على شرائط كاسيت ملخصة بها ذكرياتها و تسجل بهذه الشرئط مذكراتها - كما جاء على لسانها - ، ليكون عبدالحليم بالنسبة لها مهدأ و مسكن ينسيها ما هى فيه و يحملها إلى عالم جميل فقدته منذ أن تزوجت ....... التعبير بصريا عن مثل هذه الشخصية أعتقد أنه سهلا و لا يحتاج أكثر من أداء متأنى و صورة هادئة تميل إلى الحلم ، لكن المخرج لم يكتفى بهذه التفاصيل الصغيرة بل زاد عليها تعقيدات بصرية و درامية و ساعده السيناريو على ذلك ، و تأتى تلك التعقيدات فى المقام الأول من التناقض الصارخ بين شخصيتها و شخصية زوجها - الشخصية الأخرى الرئيسية فى الأحداث - مما خلق نوعا من المقارنة لدى الجمهور و لكن تزول تلك المقارنة عندما تندمج الشخصيتان معا و تصبح كل شخصية مكملة للأخرى فضعف الأولى و قلة حيلتها كان سببا فى تفحل الشخصية الأخرى و إزدياد هوس السيطرة و القوة و النفوذ لديها هناك مشاهد بعينها يجب أن أتوقف عندها لأنها توضح أشياء كثيرة و تلخص حالة الفيلم أولا مشهدالحفلة التنكرية و الذى يظهر فيه الجميع مرتدين أقنعة ثم يخلعونها و أخص بالذكر القناع الذى كان يرتديه رجل الأعمال و عضو مجلس الشعب ، كان قناع لمسخ حيوانى يوضح طبيعة هذه الشخصية و التى لم تظهر إلا فى هذا المشهد المهم و كانت ضمن منظومة فساد النظام و سوء استخدام السلطة و تحكم أشخاص جهلاء بمصير الوطن و الجميع حوله " يضحك و يسكت و يجامل " إلا " منى " التى تعترض و تدخل فى نقاش مع هذه الشخصية الجاهلة ما يلبث أن ينتهى هذا النقاش بإهانة لها و تجريح لكرامتها ، و بدون أن يسترد " هشام " كرامتها التى ضاعت أمام عينيه فقط لأنه ضمن هذه المنظومة الفاسدة التى أنتجت فى النهاية مسخ بشرى يعيش فى تمثيلية سخيفة وضعها لنفسه فكان هو البطل و كانت " منى " هى الضحية و المجنى عليها مواجهته مع ذلك الكاتب الممنوع من الكتابة داخل مصر ، فالمواجهة الأولى أوضحت وجها آخر لرجال المباحث : وجه نظيف و شاب مقبل على الحياة بأفكار نظيفة يلوثها النظام الفاسد المتمثل فى الضابط " هشام " الذى يأخذ دفة الحوار من ذلك الضابط ليوجه اتهامات قذرة لذلك الكاتب و يبدو فى هذا المشهد مسيطرا مزهوا بنفسه ، بينما جاءت المواجهة الأخرى فى نهاية الأحداث و قد فقد قوته و ابتعد عن ملعبه " قسم الشرطة " ليجلس فى قهوة " ملعب ذلك الكاتب " ليواجهه بحقيقته القذرة و التى مازال ينكرها و ينتهى المشهد بأن يعطى ذلك الكاتب ظهره لهشام شخصية هشام نفسها تستطيع تقسيمها الى ثلاث مشاهد طويلة تتأرجح فيها الشخصية بين القوة و الضعف ، و تتحول فيها الشخصية لتظهر الوجه الفاسد للنظام و تحوله إلى مسخ بشرى فى النهاية أظهره " محمد خان " فى لقطة جميلة عندما كسر المرآة و ظهرت صورته مشوهة منعكسة على الزجاج المكسور شخصية الجارة " زيزى مصطفى " لم تكن هى و زوجها مختلفين كثيرا عن " هشام " حيث الوساطة و الوصولية و الصعود على أكتاف الناس لكن كان هناك بينهما ذلك النوع من التفاهم بين الشخصيتين و التجدد المستمر على حياتهما - تذكر فى الحوار ما قالته عن عدم تقيدها بالروتين و تغييرها لديكور الشقة من آن لآخر - ذلك التجدد الذى أفقد حياة منى و هشام تلك الرومانسية التى كانت تعيش فيها و أصاب حياتهما بالجمود و الثبات فقدت خلالها منى روحها و أحلى سنوات عمرها جاء توظيف المخرج لأدواته الفنية هنا فى غاية الروعة بداية من ذلك المزج الجميل بين أغانى " عبدالحليم " و موسيقى " جورج كازازيان " المليئة بنعمات تستطيع أن تقول أنها نغمات عسكرية مؤكدة ذلك التناقض بين الشخصيتين و مشهد النهاية جاء واضحا جدا حيث مزج أغنية " أهواك " مع تلك النغمة و التى ما تلبث أن تسيطر هى و تختفى أغنية " أهواك " و ليس ذلك فقط بل جاءت الأغانى كسلاح فى يد " هشام " يصوبه ناحية " منى " كى يسيطر عليها .... أيضا هناك التصوير و التى تشعر بنعومته و رومانسيته فى مشاهد " منى " كتلك المشاهد بعد الزواج مباشرة عندما تخرج من غرفتها و تقبل هشام ، تجد الكاميرا هادئة و الإضاءة ناعمة توحى بجو من الصفاء و الذى ما يلبث أن تختفى تلك الحالة بمجرد انفراد " هشام " بالصورة ، أيضا إعتمد المخرج كثيرا على لقطات الكلوز أب تركز و توضع انفعالات بعينها و توحى بأكثر مما تصرح مثل مشهد النهاية الذى جاء إيقاعه هادئا ثقيلا ، و المشاهد التى يحاول " هشام " أن يبرر لمنى ما يريدها أن تصدقه و إعتماد المخرج للكلوز أب على أفواههما ليوضح طريقة الأغواء التى اتبعها هشام تصاعد الأحداث و تسلسلها ، سيكون من الممل حقا الحديث عن روعة السيناريو و طريقة كتابة الشخصيات بمنتهى الدقة و الروعة و خلق حوار رائع و عميق جاء متماشيا مع الصورة الرهيبة التى قدمها " محمد خان " ..... و سيكون من الممل أيضا الحديث عن روعة أداء " أحمد ذكى " و " ميرفت أمين " فتستطيع و بكل سهولة أن تعتبر أداءهما هنا يحمل تقريبا نصف قوة الفيلم و الأداء الأفضل لهما على الإطلاق فكل تفصيلة صغيرة و كبيرة أظهراها بكل وضوح و صدق بدون أى مبالغة أو إدعاء تقييمى للفيلم 10/10
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
عبقرية الاخراج و التمثيل | هشام مجدي | 7/7 | 12 اغسطس 2009 |
إنسانية زوجة رجل مهم | دعاء أبو الضياء | 1/1 | 26 ديسمبر 2011 |