خلال وصول حرب الاستنزاف مع إسرائيل إلى أشدها، وبينما يخوض مجدي حربه على الجبهة، تخوض خطيبته الصحافية حربًا شعواء ضد رئيس التحرير النفعي الذي تكتشف معدنه الحقيقي لاحقًا.
خلال وصول حرب الاستنزاف مع إسرائيل إلى أشدها، وبينما يخوض مجدي حربه على الجبهة، تخوض خطيبته الصحافية حربًا شعواء ضد رئيس التحرير النفعي الذي تكتشف معدنه الحقيقي لاحقًا.
المزيدبعد إغراق الزوارق المصرية لأكبر القطع البحرية الإسرائيلية المدمرة إيلات، عقب حرب ١٩٦٧، قام العدو الإسرائيلي بالإنتقام، بضرب مصافي الزيت فى الزيتية بالسويس، وضرب مدينة السويس بعنف...اقرأ المزيد شديد، من خلال النقطة الحصينة الإسرائيلية بالضفة الشرقية المحتلة، أمام مدينة السويس، حيث كان يتخندق الجنود المصريين، مطالبين بضبط النفس. وكان بأحد الخنادق المصرية بعض النماذج من الشباب المصري المرابض على خط القناة، إنتظاراً لساعة التخلص من العدو المحتل وتحرير الأرض، وهم محمود (أحمد زكي) الذى ترك زوجته سناء (فريدة سيف النصر) حاملاً فى مدينة السويس، وإضطر لتهجيرها بعيداً عن السويس، عندما إشتد القذف على المدينة، وصابر (حمدي أحمد) شاب من الصعيد، ترك أرضه بعد تجنيده، وتولت والدته (نبويه سعيد) رعاية الأرض فى غيابه، وشلبي (سيد زيان) من الشرقية، ترك أيضاً أرضه وأقام فى الخندق، يتوق شوقاً لقنص جنود العدو، للإنتقام والثأر لكرامته، ولكن الأوامر هى ضبط النفس، وماهر (محمد لطفي) الذى ترك عمله وزوجته وإبنته، ورابط على خط النار فى إنتظار يوم الخلاص، وسمير (محمد صبحي) الذى ترك خطيبته إلهام (عفاف الباز)، التى لم يستطع الزواج بها منذ عامين، لظروفه المادية وظروف الحرب، وعوض (السيد راضي) وهو من مصابي حرب ١٩٦٧، وبعد شفاءه أقام فى نفس الخندق، وهو فى إشتياق شديد ليوم الثأر، وكان قائده فى حرب ٦٧ هو نفسه (إلهامي فايد) قائد سريته القتالية، وأخيراً مجدي (نور الشريف) المتخرج حديثاً من الجامعة، الذى ترك حبيبته وخطيبته الصحفية المبتداة، نبيلة عويس (ميرفت أمين)، والتى كانت تعاني من تعنت رئيس التحرير، الأستاذ رجائي (محمود مرسي)، الذى كان يبتر لها مقالاتها، ويغير محتواها، وكان الأخير معذوراً، فعلي رأسه بالجريدة وضعت الدولة رقيباً (حلمي هلالي)، يراقب أي محتوي قبل نشره بالجريدة، وكان الأستاذ رجائي يهتم باخبار الحظ والتنجيم ، وإعلانات الأفلام وأخبار الفن والفنانين، وخصوصاً الممثلة الخليعة رئيفه منصور (مديحه كامل)، وينشر كل أخبارها بالتفصيل، ويقيم معها علاقة آثمة، ولم يأبه بإعتراض الجميع على تصرفاته. كان الاستاذ رجائي فيما مضي، من الثائرين على الأوضاع فى الدولة، ومشارك فى المظاهرات المنددة بسياسات الدولة، حتى تم القبض عليه وإيداعه المعتقل، ونال حظه من التعذيب، حتى تم إستئناسه، وأصبح بوقاً للسلطات. إنتهت أوامر ضبط النفس، وبدأت القوات المصرية تتسلل عبر القناة وتغير على معسكرات العدو، وتقتحم تحصيناته بصورة فردية، ونال الشهادة مجدي وشلبي وسمير، وتمت اصابة ماهر، وإستمر الحال حتى بدأت حرب الإستنزاف، التى تكبد فيها العدو خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات، حتى إستكملت القوات المصرية إستعداداتها ليوم الثأر، حيث تمكنت القوات المصرية من أستعادة ارضها المحتلة فى ٦ أكتوبر من عام ١٩٧٣، وكانت أول نقطة حصينة من خط بارليف تقع فى أيدي المصريين، هي تلك النقطة المقابلة لمدينة السويس. (أبناء الصمت)
المزيدتم تصوير المعارك الحربية بقطاع الجيش الثالث الميداني بمدينة السويس.
حصل فيلم "أبناء الصمت ١٩٧٤" على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكى للسينما عام ١٩٧٥.
مابين هزيمة 67 و انتصار أكتوبر 73 دفعت السينما المصرية بالعديد من الأفلام التي خرجت تذكرنا ببطولات وانتصارات عظيمة قدمها الجيش المصري، وبالرغم من قلة الإمكانيات وقتها إلا أنها خرجت جميع أشرطتها لتسجل بالصوت والصورة أهم اللحظات التي خاضها الجندي المصري وكيف بعد نكسة وانكسار نجح في استرداد تراب أرضه بعزة وكرامة عارضة صور متعددة ومختلفة للجبهة الداخلية وقت المعركة، ويعتبر فيلم (أبناء الصمت) من أكثر هذه الأعمال التي سجلت لحظات مؤلمة في حياة الشعب المصري عامة، والجندي المصري خاصة؛ حيث بدأ الفيلم بعرض...اقرأ المزيد لانكسارات الشعب مع هزيمة 67 وكيف استقبلها الجميع في مرراة شديدة، وكيف كانت دافعة لأبطال ملحمة أكتوبر لتحقيق النصر المجيد؛ لتتنازع معها الأحلام الخاصة بكل شخص. وقد ركز راضي في فيلمه (أبناء الصمت) على العديد من المشاهد التي تحمل معها مشاعر إنسانية جميلة مابين الطموحات، والأحلام التي تأمل في تحقيقها، والقضايا الاجتماعية التي تنزلق داخلها، دافعا بقصص عاطفية داخل البناء الدرامي ليسجل كل ما يمر به الجندي المصري البسيط في حياته اليومية العادية؛ فقدم قصة حب بين نبيلة ومجدي، وحكاية رئيس التحرير (رجائي) الذي اكتشفت نبيلة نضاله السابق وتحوله إلى شخص انتهازي مستغل، وقد زج ببعض الأزمات المادية التي مر بها أبطال العمل كنوع من قراءة مابين السطور في حياة الشعب وقتها لينسج كل هذا في نسيج محكم ومتكامل خارجا بلقطات لا غبار عليها. وقد حملت مشاهد الفيلم التي وضع (مجيد طوبيا) القصة والسيناريو والحوار له روح التحدي العالية التي انتابت الجنود وقتها مصورة خلفيات جميلة للمقاومة التي شنها الأبطال البواسل ضد العدو وذلك من خلال قصة أربع شباب ظلوا باقين على قيد الحياة داخل نفق معتم من أي أمل يرددون أغنية على صوت الصواريخ والقنابل ومدافع الدبابات لتنتهي باستشهادهم جميعا فتختلط دمائهم بأغلى تراب، جالبة بشارة الانتصار معه. وبالرغم من أن أغلب مشاهد المعارك هي بالفعل صور حية للحرب، إلا أن راضي نجح في تصوير مشاهد أخرى عن المعركة مستعينا بديكورات ومناظر صممها المهندس (صلاح مرعي) الذي تميزت جميع أعماله بديكورات طبيعية عالية التنفيذ، وكانت معبرة عن لحظة المشهد ومستعينا بالمصور الكبير (عبدالعزيز فهمي) في تقديم مجموعة من الصور الدقيقة والصادقة عن واقعية الزمان والمكان ليقدم عنوان واضح وصريح لأجواء الحرب. فيلم (أبناء الصمت) من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية،وينصحى بمشاهدته بمباشرة شخص بالغ؛ لاحتوائه على بعض المشاهد ذات المؤثرات النفسية الصعبة خاصة مع استشهاد الجنود وموت الأحلام.