ربما يحمل العمل الأول لأى مخرج قدر غير قليل من الأخطاء التى عادة ما يتم التساهل معها لأنها المرة الأولى، ولكن فى الكثير من الأحيان أيضاً يحمل قدراً كبيراً من رؤية المخرج التى قد يُرجع إليها مع كل مشاهدة لفيلم آخر جديد له، وهذا يتحقق هنا في فيلم \"ضربة شمس\" العمل الأول لمخرجه محمد خان، حيث هناك تحديد للعناصر الرئيسية التى شكلت رؤيته الخاصة والمختلفة فى أفلامه التالية، ذات الأسلوب الثابت المضمون المتغير الشكل، والتى تنقسم لعنصرين رئيسيين: 1-صراع الذات مع الآخرين: ففى هذا الفيلم هناك شخصية رئيسية...اقرأ المزيد \"شمس/نور الشريف\"، والتى تتصف بكونها شخصية ذات تركيبة معقدة وان بدت عادية، تتمثل فى احكامه السيطرة على عالمه الخاص وبراعته فى تسييره، سواء على المستوى المهنى كمصور فوتوغرافى متميز، أو فى حياته العاطفية ذات الطابع الغربى مظهراً الشرقى الذكوري مضموناً، أو حتى فى صداقاته وعلاقاته مع الآخرين؛ ولكن خارج هذا العالم الخاص الذى هو فيه فاعل، يتحول إلى مفعول به على يد آخرين أكثر منه شراسة، ليدخل صراعه معهم مستنداً إلى مبادئ عالمه الخاص. لاحظ هنا أن هذا الأمر يتكرر فى كل أفلام خان تقريباً-اذا استثنينا منها \"أيام السادات\" بسبب طبيعته كسيرة ذاتية-، مع اختلاف فى شكل العالمين وطبيعة الصراع الناشئ بينهما فى كل فيلم. 2-المشاهد الخارجية:فى \"ضربة شمس\" حاول ان تعد المشاهد الداخلية، انها قليلة، تخدم فكرة الحوار مع النفس والاستنتاج والاستنباط الذاتى، أما المشاهد الخارجية فهى الأكثر عدداً، وكلها تعرض طبيعة علاقات المسيطر على حياته الذاتية كفاعل مع الآخرين كفاعلين به، ثم يدور الصراع كله فيها. اذن هناك ارتباط بين الصراع مع الذات الذى يتم بداخلنا، والصراع مع الآخرين فى العالم الخارجي، والشكل الثاني من الصراع هو الغالب فى هذا الفيلم، وأيضاً فى كل أفلام محمد خان التالية، لاحظ كثرة المشاهد الخارجية فى أفلامه حتى لتطغى على العناوين (طائر على \"الطريق\"، \"مشوار\"عمر، \"خرج\"ولم يعد، بنات \"وسط البلد\"...إلخ) لدرجة جعلته متميزاً عن الآخرين من أبناء جيله رواد الواقعية الجديدة في السينما، بتصويره مشاهد خارجية يكاد يجزم البعض باستحالة تصويرها، بدأت منذ فيلمه الأول الذي صور مطاردة داخل قطار استمرت في نهاية الفيلم ما يقرب من عشر دقائق.