أراء حرة: فيلم - نهر الخوف - 1988


نهر الخوف وخليط من الميلودراما والكوميدى

نهر الخوف ميلودراما تقليدية تتخللها الكوميدى في إطار مثير ومشوق دون ادنى معنى للواقعية لمجموعة من الكوادر التصويرية البحتة قرر ان يسبح معها المخرج الشاب محمد ابو سيف كثاني تجربة له بعد فيلم (التفاحة والجمجمة) الذي اثبت به محمد ان ابن الوز عوام وانه اخذ عن والده المخرج الكبير صلاح ابو سيف ادواته جميعا إلا أداة الواقعية التي فشل محمد ابو سيف في اكتسابها وادخالها ع اعماله فمن خلال فكرة فيلم (نهر الخوف) الذي يدور حول ثلاث شباب وضعهم القدر في اختبار صعب عندما هموا بمعاكسة إحدى الفتيات تاركين اياها...اقرأ المزيد ليمضوا إلى حال طريقهم وإذا بهم يفاجئوا بإصابع الاتهام موجهة إليهم بتهمة اغتصاب تلك الفتاة مما يضطرهم إلى الاستيلاء ع احد الاتوبيسات النهرية واحتجاز من فيه كرهائن حتى يتم تبرئتهما من جريمة الاغتصاب ترى استهلاك محمد ابو سيف لنفس الفكرة السابقة وهي انعزال مجموعة من الافراد في مكان ما ليبدأ برفقة السيناريست حسام الهجرسي في وضع خطوط عريضة لشخصيات العمل بطريقة اجتماعية متباينة راصدا ملامحها و ساردا خلف كل شخصية حكاية من خلال افتعال مواقف واحداث درامية تبعد عن السأمة والتطويل إلا أنه يذكر له نجاحه في إدارة الممثلين بأقل خبرة ممكنة حين ذاك ويأتي ذلك في استغلال خبرات الفنان محمود عبد العزيز ﻹداء مثل تلك الشخصية وكيف تمكن من جعل تعبيراته وانفعالاته كلها تنحاز نحو خوفه الدائم من الشرطة واقسام الشرطة وكذلك باقي الابطال حيث خوف كل شخص من بؤرة معينة في حياته فهناك السيدة التي تخاف ع اولادها وهناك المحامي الذي يخاف من فشله الدائم في عمله محاولا الصيد في المياه العكرة بالفوز باي قضية ….ويجب ان يذكر الموسيقى التصويرية لفيلم نهر الخوف وابداع الموسيقار الكبير عمر خيرت الذي برع ف وضع موسيقى تخدم مشاهد كثيرة مثل الحالات التي كانت تغلب ع جميع ركاب الاتوبيس النهري والتفكير في مصيريهم في ظل اختطافهم والموسيقى التصويرية التي صاحبت مشاهد انتظار اهل الفتاة المغتصبة الانتقام لشرفهم وكيف واكبت تعبيرات وجههم الصامدة، ولهذا فإن نهر الخوف بغض النظر عن استهلاك قصته اكثر من مرة فإنه يعتبر من اﻷفلام التي قدمت خليط من الميلودراما والكوميدي في آن واحد