لم يتوقف المخرج نيازي مصطفى عند استخدام الصورة في محاولة التعبر عما يحدث داخل المشهد وإنما أمتدت أدواته لتصل إلى معاني سينمائية مختلفة قد توجد في ديكور الفيلم أو إضاءته أو حتى الزوايا التي يختارها المخرج وهذا ما كان ظاهرا بشكل كبير بفيلم الفارس الأسود والذي يدور حول فرحة (كوكا) التي تترك السيرك الذي تعمل فيه بحثا عن عشيرتها وأهلها فيتعلق بحبها ابن عمتها عصام (يحيى شاهين) مما يدفع خطيبته مي (سميحة توفيق) للانتقام منها والاتفاق مع صائب (فريد شوقي) لتحقيق رغبتها ...أحداث الفيلم تبدو شيقة ويغلب...اقرأ المزيد عليه الطابع الحركي حيث براعة المخرج نيازي مصطفى في استخدام كاميراته بتصوير فيلم قد تظن أنه من أفلام الغرب الأمريكي أو فيلم درامي حركي بحت لما تقوم به شخصية كوكا متنكرة في زي الفارس الأسود من مطاردات ومغامرات وصراعات قتالية ...وبالرغم من امكانيات السينما وقتذاك فإن نيازي مصطفى استطاع أن يصور معارك في اللصحراء قد تبدو واقعية وحقيقة لا ينقصها أي حبكة... ويأتي دور كوكا وبراعتها في تأدية البنت البدوية والذي نجحت بتقديمه في أكثر من عمل فني كان من أشهرهم فيلم (عنتر بن شداد) وتعمقت هنا في الأداء لتظهر مواهبها وما أخذته على الفيلم دور الفنان يحيى شاهين وإلقائه لبعض الجمل بطريقة ركيكة وأسلوب حاول تادية فيه العاشق الولهان ولكنه فشل في ذلك ،كذلك دور الفنانة سميحة توفيق والتي أدت دور مي خطيبة عصام حتى انها استطاعت أن تدفعني إلى التعاطف مع شخصية فرحة بغض النظر عن حكايتها وقصتها اﻷولى ...فيلم بسيط يستحق أن تشاهده ولكن لمرةواحدة فقط.