الجزيرة فيلما يعيد للسينما المصـرية واقارهـا ومكانتهـا المشهـودة بعد ان تحطمت هذة المعايير قبل هذا الفيلم بعشر سـنـوات عندما عرض فيلـم \" ارض الخـوف \" للراحل العبقـرى \"احمد ذكـى\" الذى عرض فى اواخـر التسعينيـات وكل حين واخر عندما تجـد فيلم بجدار الجزيرة وروعتة لانة يخرج منة احساسيس انسانيـة وفهمـا للحياة وللناس بعيدا عن كل الافلام الموجود حاليـا التى معظهما كوميـدى من وجهة نظر صناع هذة الافلام لكن غالبية هذة الافلام لا تنتمى للافلام الكوميدية \" ببصـلة \" لانها اصبحت مجـرد افيهات...اقرأ المزيد ونكـت ساذجـة وليست افلام كوميدية وافلام اخرى تقسم العالم الى اخيار واشرار ومجموعة من الاخيار يحربون الخارجين عن القانون وغيرها من التيمات والافكـار التى لا يمل الكثيرين منها كانهم\" فتحـوا عكـا\" اما هذا الفيلم مستوحى من قصة حقيقة وهى عزت حنفى امبراطوار الصعيد الذى انفصل بجزيرتة واعلنها دولة لها قوانينها الخاصة ونصب نفسة امبراطور على هذة الجزيرة حتى وانا اشاهد الجزيرة ذكرنى بالفيلم الرائـع \"شىء من الخوف \" للعملاق \" محمود مرسـى \" والمخرج حسين كمال. ولكن فيلمنا هذ لم يعرض الحقيقة كاملة ولكن كشف جزءا كبيرا منها ليحلل أن صناعة الإجرام والإرهاب نتاج خلل في عقلية بعض المسئولين الذين يفضلون الحلول المؤقتة التي تنقذهم من الورطات التي يصنعونها بأنفسهم، كما يحدث علي مستوي أعلي مع فكر الحكام الذين زرعوا الشيوعية لضرب التيار الإسلامي والعكس. والجزيرة فيلما يذكرنا بالعصر الذهبـى للسينما المصرية والسقا يتوج نفسة ملكا على هذا الجيل بجدارة بعد ان نضج نضوجا تاما فهو ليس السقا فى مافيا او تيتو او تيمور بل السقا فى تجسيد شخصية مافيا مخدارت شغلت الراى العام بقوتها وتسلطها على منطقة فى الصعيد منذ سنوات قليلة بالفعل اداء \"\"اوسكارى \"\" للسقا لانة فى تيتو ومافيا كان شبيهـا ببعض ممثلين هيولود فى لياقتهم وقدرتهم على تنفيذ الاكشن ببراعة ولكن هذة الافلام \"تيتو- مافيا\"\" على طريقة افلام هيوليود لاننا لم نرى فى الشوارع رجال تضرب النار على رجال اخرون ومجازر دموية ومطارادت سيارت وغيرها لكن فى الصعيد موجود بلفعل ما عرضة وكشفة فيلم الجزيرة وباقل من الواقع ايضا ...والسقا يعود لافلام الحركة بقدرة تمثيلية تعبر عن نضج فني حقيقي بعد ان ابتعد لمدة عام ونصف العام بعد ان قدم فيلمى \"\" عن العشق والهوى _ تيمور وشفيقة \"\" الاول حقق نجاحا نقديا والاخر جماهيريا ولكن السقا فى الجزيرة شكل تانى فهو يدلى الانطبعا عند المشاهد بانك لم ترى فيلم وبطل بل قصة حقيقة امام عيناك ولم تشعر ان هذا الفنان هو ممثل ابداااااااء بسبب مصدقيتة الرهيبة فى بعض المشاهد ولو جلست اكتب لمد عشرون سنة لم تعطى الكلمات حقك يا سقا لانك بالفعل اثبت الجميع انك عبقرى هذا الجيل الذى اصبح فية الممثلين شكل واحد ... محمود ياسين ....يؤكد للجميع ان جيل عمالقـة الثمانينات لازل موجود على الساحة الفنية ويساند الممثلين الشباب ولكن فى الافلام التى تليق بهذة الاسماء امثال نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز الذين اصبح لهم تواجد مع الممثلين الشبااب ولولا وجود محمود ياسين فى هذا الفيلم لاصبح بريقة باهاتا ...اما هند صبرى فهى فى نضوج وتطور مستمر من فيلم الى اخر حتى فى هذا الفيلم تشعر وكانها بالفعل من جنوب الصعيد ومن ام واب صعيدى وهذا الحس التمثيليى لدى هند يميزها عن باقية جيلها من الفنانات... زينــة بالرغم من قصر دورها فى الملحمةالا انة الاهم و\"\" الماستر سين \"\"فى الفيلم ولكن كان ادائها ضعيف نسبيا وما اظهر ضعفها هى قوتة وسيطرتة هند صبرى على الشاشة فى بعض الاحيان من الفيلم وكان من الممكن تغيرها ببطلة اخرى لتكون فى قوتة هند صبرى باسم السمـرة...\"\" حدث ولا حـرج \"\" تعجز الكلمات على وصفك قائد الاوركسترا فى الفيلم بالفعل لانك جذبت المشاهد فى كل لقطـة انتا فيها فكان حضورة اروع ما يكون \"الرجل المناسب فى المكان المناسب\"\"\" خالد الصاوى ومحمود عبد المغنى .... خالداستطـاعا اداء هذة الشخصية المركبة ببراعة وثقة شديدة ويعتبر هذا الدورمن اهم الادوار التى لعبهاخالد فى حياتة بعد دور \"حاتم رشيد\" فى الفيلم الاسطورى الرائع \" عمارة يعقوبيبان \" . اما عبد المغنى فهو السهل الممتنع الذى يجعل الدور الصعب لاى ممثل سهل لة وقام بمشاهد هائلة فى الفيلم اغالبها امام العبقرى احمد السقا أسر ياسين .. نجم المستبقل بدون منافس وخطف الاضواء من كل الممثلين الصاعيدين الذين يتنافسـوا حاليا على الشاشة السوداء فى مصر والعرب واتوقع لة مستبقل باهرهو و\"نضال الشافعى\" فاكهـة الفيلم التى اعطتة مزاقا خاااص ..اما شريف عرفة فهو المايسترو الذى عرف يوزع كل ممثل فى مكانة ويجعلة ينطلق بدون قيود وكان مسيطر على مسار الفيلم وجاءت مشاهد الاكشن والحركة غاية فى الروعة والابداع ولولا ان الفيلم اكبر من مشاهد اكشن الا ان اعطتة مذاقا خاصا وكان من توابل الفيلم الاساسية . سيناريو الفيلم كان من أفضل السيناريوهات العربية التي شاهدتها بالمطلق فدرجة الإتقان والإحكام كانت ممتازة والتنقلات الزمنية كانت مبنية بإحكام واستطاع السيناريست \"محمد دياب\" ان يقدم فيلماً كبيراً بنكهة مصرية و الحوارات جاءت ذكية وعميقة ومليئة بالإسقاطات... رائع يا دياب وموسيقى عمر خيرت كانت غاية فى الابداع وجزءا من روح الفيلم وكعادتة عمر خيرت اضاف الروح المصرية بموسيقاة الرائعة والمفتعلة والتي منحت الفيلم بعداً صوتياً محسوس.... الديكور الذي تولاه \"فوزي العوامري\" جاء متميزاً جداً وساهم في نقل الروح المطلوبة عن أجواء الصعيد وجاء ديكور منزل \"منصور الحفني\" غاية في الإتقان وكان من العناصر الهامة جداً في الفيلم وفى النهاية .....اعتير فيلم \"\" الجزيرة \"\"\" ملحمة انسانية رائعة من كل شىء وهذا فعل الذى يطلق علية الفيلم المتكامل وهو علامة فاصلة فى تاريخ السينما المصرية على مر عصورهـا ويعيدنا الى زمن الفن الجميل ويذكرنا بافلام كانت لها دور فى سيطرتة السينما المصرية على الشرق الاوسط مثل\"\" اللص والكلاب – الرجل الثانى- بداية ونهاية –الناصر صلاح الدين\"\" وغيرها من افلام الزمن الجميل وذكرتنى ايضا بافضل افلام هيوليود على الاطلاق الفيلم الاسطورى \"الاب الروحى\".. * فيلم \"الجزيرة\" بمثابة رحلة فنية ممتعة وقصيرة نفخر بها جميعاً باعتباره نقله مهمة في تاريخ الصناعة وتلك الكلمات لن توفيه حقه ويكفي أنه استطاع تحقيق إيرادات جديدة علي السينما المصرية في مثل هذا التوقيت من العرض وسيظل نجاحه مستمراً وعذراً لأي فنان أو فني قد شارك في هذا العمل وخانتني ذاكرتي للحديث عنه فالفيلم مليء بالجماليات والمفردات الممتعة ويستحق المشاهدة مرات أخري .
صناعة ملحمة شعبية على شاشة السينما ليست بالأمر الهين ، فيجب عليك توظيف كل شىء متاح لديك و تضعه فى اطار ملحمى : الممثلين ، الموسيقى ، التصوير و زواياه ، المونتاج و القصة نفسها يجب أن تتمتع بقالب شعبى مثير و أن يكون البطل هو محل اهتمام الجميع و أن يكسب تعاطف الناس ... بهذه الطريقة ستضرب - كما يقولون - عصفورين بحجر واحد بمعنى أن هذا الأسلوب - أى الملحمة الشعبية - هو أسلوب تجارى سيضمن لك تجاوب الجمهور معك و فى نفس الوقت سيتيح لك كمخرج التلاعب بأدواتك لتحقيق مستوى و أسلوب فنى متميز ..... هل لهذا...اقرأ المزيد علاقة بالفيلم ؟؟؟ أتذكر الآن فيلم " الهروب " لعاطف الطيب كأفضل مثال سينمائى على الملحمة الشعبية فيمكن أن نطلق عليه أفضل ملحمة شعبية فى تاريخ السينما المصرية ، فالأزمة التى وجد البطل نفسه فيها لم تكن بارادته و لكنه كان سببا فيها و نتج عنها جرائم ارتكبها ليصل الى غايته و الغريب أنها كلها جرائم تحدث بمحض الصدفة لكنه أيضا سببا فيها و مع ذلك تعاطفنا معه حتى النهاية الى أن سقط قتيلا .... كيف حقق " عاطف الطيب " هذه المعادلة السحرية فى صنع ملحمة سينمائية بأسلوب فنى فريد من نوعه و فى نفس الوقت فى قالب تجارى جذاب دون أن يهيمن جانب على الآخر ؟؟؟؟ ... هذا موضوع آخر أعود الى " الجزيرة " و محاولة " شريف عرفة " لصنع ملحمة سينمائية بأسلوب تجارى فنى فى نفس الوقت ، نجد أزمة البطل أنه ولد فى عائلة تعيش على تجارة المخدرات و قد هيئه والده ليكون الكبير منذ أن كان صغيرا رغم اعتراض الكل ، ثم يتوالى بعد ذلك صراع كبير بين عائلتين كبيرتين لينتهى هذا الصراع بانتصار " منصور .. الكبير " ، ثم تأتى الحكومة لتخلق هى الأخرى خطا دراميا جذابا يتيح للمخرج اكتساب عدد أكبر من الجمهور .... حتى الآن فالأمور تسير على ما يرام ....... لكن هل اكتسب " منصور " تعاطف الجمهور أم لا ؟؟ بالنسبة لى لم أتعاطف معه اطلاقا و هذه ليست بمشكلة أن تتعاطف أم لا ، فهذا راجع الى وجهة نظرك أنت ، لكن المشكلة فى النهاية التى اختارها المخرج لفيلمه ، كيف يعقل بعد كل ما فعله " منصور " أن تكون هذه نهايته ، هل لكسب المزيد من الجمهور ؟؟ رغم أن النهاية الحقيقية للشخصية الحقيقية المقتبس منها الفيلم لم تكن كذلك ... ستقول لى أنها رؤية المخرج و هذا أكيد و يجب أن نحترمها بأى حال من الأحوال لكنها ليست الرؤية الصحيحة ، عندما مات " منتصر " فى آخر فيلم " الهروب " جعلنا نتعاطف معه أكثر لو كان قد عاش أو تركت النهاية مفتوحة - كما حدث فى الجزيرة - رغم أنه اذا عاش " منتصر " كانت ستكون نهاية مقبولة أيضا ، لكن عاطف الطيب اختار النهاية الأقرب للواقع و الأصدق فنيا فى حين أن شريف عرفة لم يفعل هذا و فضل الجانب التجارى على الجانب الفنى و ترك النهاية مفتوحة ....... كل ما سبق عبارة عن شوية رغى ، أعلم هذا لكنه العيب الأكبر فى هذا الفيلم - من وجهة نظرى - و الذى انتقص من قيمته بعض الشىء و الذى لولاه لكان هذا الفيلم أحد أروع الأفلام فى تاريخ السينما المصرية على الاطلاق أعود الى تحليل الفيلم ... باختيار المخرج الصيغة الملحمية لفيلمه تجد أنه وظف كل عناصره لخدمة هذا الهدف ، بالطبع لم ينجح فى ذلك كليا ، لكن بالنظر الى المجمل تجد النتيجة مرضية تماما ، الموسيقى التصويرية كانت على درجة عالية من الكفاءة و قد نجحت فى تصوير كل المشاهد سمعيا فتجدها فى مشاهد الأكشن ذات طابع معين و فى مشاهد " منصور مع كريمة " تأخذ طابع آخر يتناسب مع الحالة الملحمية للفيلم ... التصوير أيضا جاء موفقا تماما فى نقل صورة رائعة للصعيد مع زوايا تصوير تتناسب مع جو المكان و تتناسب أيضا مع جو الحدث و قدرة المخرج و المصور على صنع لقطات ذات هيبة ما و تعطى طابعا ملحميا مؤثرا مثل لقطة خروج " محمود ياسين " من قصره عند رجوع " منصور " و اطلاقه النار لاسكات الناس المتجمهرة بالأسفل و أيضا مشهاهد الهجوم على قصر " منصور " فى نهاية الأحداث ، و هذا يدفعنى الى الحديث عن الديكور و براعة " فوزى العوامرى " على تنفيذ هذا القصر و اعطائه طابعا ملحميا مكن المخرج و المصور من صنع لقطات غاية فى الروعة ... أما بالنسبة للتمثيل فتجد " أحمد السقا " و قد نجح تماما فى تقمص شخصية منصور و هى شخصية صعبة ذات أبعاد كثيرة " نفسية و اجتماعية و الى ما غير ذلك " لكن المخرج نجح فى توجيه السقا و استطاع أن يخرج منه اداءا لم يكن متوقعا أبدا من ممثل متواضع مثل السقا فقد نجح فى اظهار كل الجوانب التى كانت تحيط به من خلال اداءه : صوته و تعبيره الحركى ، و ما أن وصل للمرحلة النهائية و الأصعب فى الفيلم عندما أصابه جنون العظمة تجد أداءه به قدر كبير من الحرفية ، لذلك يجب توجيه تحية كبيرة الى شريف عرفة على المجهود الذى بذله مع السقا ... لكنه يبدو أنه لم يبذل مجهود مع باقى الممثلين فخرجت كلا من " هند صبرى و زينة " بأداء ضعيف باهت لا يتناسب مع أداء البطل ، و رغم تميز " محمود ياسين " الا أن الشخصية قد قدم مثلها من قبل و بنفس الطريقة تقريبا ، فى حين جاء أداء " خالد الصاوى و باسم مسرة و نضال الشافعى " ممتازا