وضع قصة هذا العمل ثلاثة من العاملين بالسينما وهم عز الدين ذو الفقار ، وعبد الحى أديب ، ومحمد أبو يوسف ، بمعنى أن كل واحد منهم وضع رؤيته الفنية فى جزء من القصة بحيث تتكامل القصة فى النهاية وفى هذا إيجابية كبيرة حيث تتعدد الرؤى الفنية وتتفرع التفصيلات على أسس نظرية صحيحة وبطريقة تكاملية ، كما أن كل واحد يبدع فى وجه من أوجه القصة يكتب فى ذلك الوجه من الإبداع فهناك من رسم قصة الحب ووضع تصوراته حول إيجادها ومردودها الفعلى على القصة بصورة عامة والعقبات التى صادفت المحبين وكيفية التغلب عليها وإظهار...اقرأ المزيد صورة الحب الزائف القائم على الاستغلال الجسدى أو المادى فى مقابل صورة الحب الخالص القائم على العاطفة والشعور وهناك نتائج الحب الزائف وما أثمر عنه من شائعة جنين الخطيئة الذى عقد الصورة العامة للشخصيات ثم التطهر بالحب البرئ المحرك من العواطف والأحاسيس . وقد قام كاتب أخر من الثلاثة بوضع أسس الصراع الدائم بين الخير والشر وكيف تغلب الشر فى البداية على الخير حيث قوبل الطبيب الشاب بعاصفة من الأعتراض والرفض والغضب من الطبيب القديم الذى شعر بسحب البساط من تحت قدمه ومن أم هلال الداية والتى تعالج المرضى جميعهم بأساليب الدجل والشعوذة ، كما يواجه ذلك الطبيب بغضب الأهالى المنقادين من تلك العناصر السابقة ، ويستمر الصراع بين أفراد القرية ومستغليهم من طبقة الوجهاء أمثال عادل وأمه الذين يريدونهم أن يعملوا لديهم بأقل أجر حتى يزداد الأغنياء غنى والفقراء فقراً . ويقوم صراع أخر بين المدرسة عفاف التى تسقط فى حب زائف ويحاول حبيبها أن يخدعها بالكلام المعسول رغم زوجه من أخرى . فعناصر الصراع تحتاج إلى كاتب مميز ينقلها للمشاهدين بصورة تجعلهم يقتنعون بها ويعايشون حوادثها . واحتاجت القصة إلى لون ثالث من الخطوط الدرامية التى تنقل الحوادث المتعلقة بالأمراض حيث أن بطل الفيلم طبيب شاب يهبط إلى القرية ليعالجها من أمراضها المتواطنه والمزمنة حتى يفاجأ بوباء الكوليرا يضرب القرية كلها فهذه الحوادث تحتاج لكاتب يفهم فى المصطلحات الطبيبة وأنواع الأمراض ويضعها بطريقة فنية بحيث لا تثقل على المشاهدين فيشعروا بأنهم قد أنتقلوا إلى مستشفى عام يسمعون فيه النصائح والإرشادات الصحية ويتعرفون على تشخيص بعض الأمراض وطرق علاجها بالمصطلحات الطبية المتخصصة .