أراء حرة: فيلم - القطار - 1986


افلام الحركة وامكانيات الثمانينات

إذا كان هناك الكثير ليقال عن المخرج أحمد فؤاد، فإن أبرز ما يميز هذا العقل المبدع هو أفلام الحركة والإثارة التي تفرد بها، مثل فيلمي "الأوباش" و**"الحدق يفهم"**، وغيرها من الأعمال التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية. ورغم صعوبة التنفيذ وقلة الإمكانيات في السينما المصرية آنذاك، وبساطة الأجهزة المستخدمة، استطاع أحمد فؤاد أن يبدع في تقديم أعمال متميزة. فيلم "القطار" الذي أخرجه بجدية ومهارة عالية، يعتبر من أفضل أفلام الحركة في تلك الفترة، رغم اعتماده على الكروما الأبيض والأسود لخلفيات...اقرأ المزيد الفيلم. الذي تدور أحداثه أغلبها داخل قطار، حيث يكتشف السائق خيانة مساعده وعلاقته بزوجته، فيقرر قتله. يكتشف الجريمة راكب واحد فقط، وهو سكير مخمور طوال الرحلة، فلا يصدق أحد أن القطار يسير بدون سائق أو مساعد. وبعد فوات الأوان، تُكتشف الكارثة ويبدأ الجميع بمحاولة إيقاف القطار وإنقاذ الركاب. بعيدًا عن براعة أحمد فؤاد في توظيف أدواته المحدودة، يأتي دور الكاتب محمد سعيد مرزوق في وضع قصة مثيرة وحبكة درامية قوية، نجح من خلالها في بناء أساس لفيلم مليء بالإثارة والحركة والمغامرات. فالفيلم لا يقتصر على محور واحد، بل يبدأ بسلسلة قصص غريبة تفتح له عدة محاور، منها أم تحث ابنها على الانتقام، وشخص محكوم عليه بالإعدام، وحكايات أخرى تعكس نماذج اجتماعية بسيطة تدور داخل أي عربة قطار، ليتمدد الفيلم في سرد حكاية أكثر تشويقًا وإثارة. ويبرز في العمل دور الفنان الكبير أمين هنيدي، الذي جسد شخصية السكير الذي حاول إبلاغ الجميع بالكارثة قبل وقوعها وإنقاذهم، مما أضاف بعدًا إنسانيًا وحيويًا للعمل. في النهاية، يُعد فيلم "القطار" عملًا يستحق المشاهدة، حيث يجمع بين مهارة الإخراج، قوة القصة، وأداء تمثيلي مميز، ما جعله علامة بارزة في تاريخ أفلام الحركة المصرية.