تعود مخرجة الأفلام الوثائقية ياسمين من فرنسا إلى لبنان، حيث تستشرف جوانب عديدة وعصور مديدة من التاريخ اللبناني، والتي يقدمها الفيلم من خلال قالب وثائقي.
تصل المخرجة التسجيلية ياسمين التى بلغت العشرين من عمرها لأول مرة من فرنسا إلى بيروت، فقد ولدت أثناء الحرب الأهلية وقررت العودة لمسقط رأسها وموطنها فى رحلة استشراق لعظمة الماضى وتصطحب صديقتها الشابة ليلى اللبنانية أيضًا. يبدو العجوز فاروق، وهو ليس مؤرخًا، بل راصدًا جيدًا لتلك الأمجاد اللبنانية، فهو عاشق وطنى أصيل، وكان يمتلك دور العرض، ثم تدهور إلى أوبوريتور أو عامل تشغيل الأفلام، ويحتفظ فى مخزنه بدار العرض بعدد كبير من الأفلام التى تحرص الفتاتان على رؤية مشاهد منها لاستكمال بحثهما الشيق فى التاريخ السينمائى. يستعرض الفيلم من خلال المونتاج أفلامًا تسجيلية وروائية من زمن الاحتلال العثمانى للبنان حتى الغزو الإسرائيلى للجنوب، مرورا بأحداث عربية كبرى كتأميم قناة السويس، وبناء السد العالى وقيام الثورة العراقية، وهزيمة 1967، ليعبر الفيلم عبر التاريخ السينمائى حدود التاريخ السياسى والعسكرى للبنان.. ويتحول كل من ياسمين وليلى وفاروق من شهود على العصر الذهبى للسينما اللبنانية إلى ممثلين فى بعض اللقطات، ليدخلوا بالتوازى فى مشاهد من أفلام قديمة للربط بين الواقع الحى والأفلام المختارة ولتأكيد فاعلية التعايش معها.