سيد سليمان (طارق كامل)، العامل بشركة البترول بالسويس، تزوج في عام 1951 من الست هدى (ميرفت أمين) التي كانت تفقد مولودها عند مولده دون سبب واضح، واقترح عليها الدرويش (سيد رجب) إذا أنجبت بنتًا أو ولدًا، أسمته غريب حتى يحفظه سيدى الغريب، وبالفعل فى عام 1954، أنجبت ولدًا أسمته غريب، وفي عام 1956، تطوع سيد فى المقاومة الشعبية لرد العدوان الثلاثي فى بور سعيد واستشهد، وعملت هدى خياطة حتى تستطيع أن تربى ابنها غريب، وعندما بلغ ثمان سنوات أخرجته من المدرسة، وألحقته بالعمل فى مطبعة عم صلاح (سيف عبد الرحمن) صاحب البيت، والذى كان يعامل غريب بقسوة شديدة بدعوى تعليمه الصنعة. وفى عام 1967 شاهد غريب (تامر أشرف)زبونًا يراه لأول مرة، ولكنه شعر أنه قد رآه كثيراً من قبل، وقد جاء لطبع بعض المنشورات السياسية في المطبعة، وتذكر غريب أنه شاهد الرجل فى صورة له مع والده أثناء المقاومة فى بور سعيد، وسأل أمه هدى عنه، فأخبرته أنه زميل والده، وأن اسمه محمود (صلاح السعدني). أوصل غريب المنشورات إلى محمود فى منزله، وتقابل مع أفراد المقاومة الجدد وتعرف عليهم وهم يعدون للحرب القادمة على الأبواب مع العدو الاسرائيلى. كان صلاح يرغب فى الزواج من هدى، وهى ترفض من أجل غريب، ويلح عليها في الطلب كثيراً، ولما رفض صلاح طبع المشورات لمحمود إلا إذا دفع ثمنها، قام غريب بطبعها من وراء صلاح الذى ضربه وهدد أمه بدفع الإيجار المتأخر، وعندما عاتبته بثها حبه فرضخت له وحملت سفاحًا ورآهما غريب. احتفظ غريب بصورة لعبد الناصر مع ولده عبد الحكيم، وتخيل غريب أن جمال عبد الناصر والده وأمله فى الحياة وأحبه كما يحبه كل أهل السويس. أعلن عبد الناصر غلق خليج العقبة فى وجه السفن الإسرائيلية، ورحب أهل السويس بالقرار، وبدأوا فى الاستعداد للحرب بالمظاهرات المؤيدة وبناء السواتر ودهان مصابيح السيارات وزجاج النوافذ باللون الأزرق ،وبدأ الحمل يظهر على هدى. قامت الحرب وقرر صلاح الهجرة الى القاهرة وعلم من هدى أنها حامل فتزوجها، ورفض غريب السفر الى القاهرة، وهرب من المنزل ولجأ الى محمود الذى ضمه للمقاومة الشعبية، حيث كان يخلى الجرحى وينبه الأهالى للغارات وإطفاء الأنوار، وزاد القصف على السويس وكانت الهزيمة، واعلن عبد الناصر مسؤليته وتنحى عن الحكم، وخرجت المظاهرات تطالبه بالعودة، وسقط غريب تحت عجلات إحدى سيارات المتظاهرين، ومات ودفن بجوار والده. عادت هدى وصلاح بعد هدوء الأوضاع وأنجبت ابنًا أسمته غريب، وفي عام 1969 حدثت غارة على السويس، ونزلت قذيفة على منزلهم، ولم تكن هدى وغريب موجودين، ومات صلاح، وهاجرت هدى وابنها الصغير غريب إلى القاهرة.
فى مدينة السويس عام 1967، يموت الصبى غريب مع هزيمة 5 يونيو 1967، لينبعث صوت غريب وكأنه آت من العالم الآخر ليحكى قصة حياته القصيرة من خلال حكاية بلد ومعاناة شعب السويس كله. بطريقة الفلاش باك، نعود لحفل زواج أمه بأبيه وسب إطلاق اسم غريب عليه حتى يعيش لأن كل أبناء أمه السابقين ماتوا، ليعيش الابن غريبًا، ثم تطوع والده للمقاومة الشعبية عام 1956 ليصد العدوان الثلاثى على مصر، لكنه يستشهد وتموت الجدة حزنًا على ابنها، ولا يترك الأب شيئًا للأم، فتعمل خياطة كما يضطر الابن غريب لترك الدراسة وعمره ثمانى سنوات ليعمل فى مطبعة الأسطى صلاح صاحب المنزل الذى يقيم به والذى يعامله بقسوة ويوالى ضربه، كما يطمع صلاح فى الزواج من أمه هدى بعد وفاة الأب ويعيش الطفل على ذكرى والده، ولكن صلاح يقيم علاقة غير شرعية بهدى يسفر عن حملها سفاحًا. يلتقى غريب فى المطبعة بمحمود زميل والده فى المقاومة الشعبية والذى يلحقه بالمقاومة الجديدة، ليواصل غريب مشوار والده بطبع المنشورات ضد إسرائيل، كما يعجب غريب بالزعيم جمال عبدالناصر ويتخذه أباً له وحامى بيته وبلاده من عدوان اليهود. تتزوج "هدى" من صلاح الذى كان يسيء معاملة غريب ويمنعه من طبع المنشورات الوطنية، يرفض الصغير الهجرة معها للقاهرة غير عابيء بالعدوان الإسرائيلى الشرس على السويس وتدميرها مع إنسحاب الجيش المصرى من سيناء وسقوط الآلاف فى الميدان، وعندما يشاهد الصبي في التليفزيون الرئيس جمال عبدالناصر يعلن تنحيته عن الحكم، ينهار غريب ويندفع للانطلاق فى المظاهرات الشعبية الصاخبة التى خرجت لتطالب عبدالناصر بالعدول عن التنحي، ولكنه يسقط تحت عجلات إحدى سيارات الجماهير ليلقى حتفه.
يسترجع (غريب) مسيرة حياته بالكامل، والتي تتقاطع مع ما قاسته مدينة السويس على مدار قرنين من الزمان من خلال العدوان الثلاثي وهزيمة 1967، حيث نتذكر معه الظروف التي التقى فيها والداه، وموت والده حينما كان عضوًا في المقاومة الشعبية وقت العدوان الثلاثي، وترك غريب للدراسة وعمله في المطبعة مع الأسطى (صلاح) صاحب المنزل الذي يعيش فيه غريب مع والدته، وتعرف غريب على (محمود) الذي زامل والده في المقاومة الشعبية، والذي يشارك معه في نشاطات المقاومة.
يسترجع الصبي غريب حياته التي تقاطعت بشكل كبير مع الأحداث التي مرت على مدينة السويس منذ عام 1956 وحتى عام 1967