أعتقد أنه من الضروري أولًا تقديم الاعتذار لكل من المخرج أحمد البدري والمؤلف أحمد عبدالله، إذا كانا يستحقان ذلك، عن تقديم عمل لا يرقى لمستوى تاريخهما الفني. وقبل الخوض في تفاصيل فيلم يفتقر إلى الترابط الدرامي والفهم العام، لابد من التأكيد على أنه يُعد رؤيةً مشوشة لشخص قرر أن يكتب ويُخرج مجموعة من الصور الهلوسية الهابطة لا أكثر. وإذا كانت النية من إنتاج هذا الفيلم هي تحقيق أرباح تجارية وبيعه في السوق، فإن من الضروري الإشارة إلى أن الفيلم لم يصل حتى إلى مستوى ما يُعرف بـ"أفلام المقاولات"، تلك التي...اقرأ المزيد تُنتج بغرض الربح بغض النظر عن القيمة الفنية أو الرسالة التي تحملها. فما شاهدناه لم يكن أكثر من مجموعة من الاستعراضات والأغاني التي قدمها المطربون الثلاثة أبطال الفيلم، بمشاركة الراقصة دينا، وتخللتها مشاهد وحوارات أُدرجت بشكل عشوائي في السيناريو، فقط لإكمال مدة الفيلم التي بلغت نحو ساعة ونصف من الابتذال والإسفاف. وبعيدًا عن فقر رسم الشخصيات والاستخفاف بتقديم أدوار لا تحمل أي معنى، فإن الانتقال بين مشاهد الفيلم يذكرنا بلعبة "نط الحبل"، حيث يتم الانتقال من مشهد إلى آخر دون أي مبرر درامي أو رابط منطقي. فعلى سبيل المثال، نُفاجأ بأن الزوجين محمد عطية وريهام عبدالغفور في شجار دائم طوال الفيلم، ويغادر محمد المنزل غاضبًا دون سبب واضح، وكأن السبب الوحيد هو حاجة المخرج للانتقال إلى مشهد آخر فقط. وما يدفعني للتعبير عن أسفي الحقيقي تجاه هذا العمل هو أداء الفنانة ريهام عبدالغفور، التي يبدو أنها اختارت طريقًا منحدرًا في اختياراتها الفنية، لتضيف بهذا الدور سقطة كبيرة إلى مسيرتها، تجعل من أدائها تجسيدًا لتدني الذوق السينمائي. وفي النهاية، يبدو أن المخرج والمؤلف قررا أن يستقبلا عزاء كل من شاهد هذا العمل، فقدموا حزمة من المشاهد، والأغاني، والاستعراضات الهابطة، تحت ما يُسمى "فيلمًا سينمائيًا".