أراء حرة: فيلم - الأرض - 1970


ايجابيات ثورة 23 يوليو

مع ايجابيات ثورة 25 يناير وما يحدث بعدها نتذكر ثورة 23 يوليو وما اثمرت عنه من ايجابيات بغض النظر عن السلبيات التي خلفتها وقتذا ...وفيلم الارض للمبدع (يوسف شاهين) كان اكبر دليل على تلك الايجابيات التي قضت ع الظلم الذي كان يلاقيه الفلاح بفترة الاقطاعيين ، ففيلم الارض يعتبر من افضل الافلام السينمائية المصرية ع الاطلاق والتي تحدثت عن الفلاح والارض وعن المعتقدات السامية السلمية التي ناشد بها الشخصيات بالفيلم امثال (محمد ابو سويلم)الذي برع الفنان محمود المليجي في تأدية دوره بنجاح ليصل لك معأناة...اقرأ المزيد الفلاح المصري حينذاك وخاصة عندما روى بدمه ارضه التي دفاع عنها كانها شرفه وعرضه الذي استحياه الانجليزي ، تلك المشاهد التي ادائها محمود المليجي وتممهتها سلاسة عزت العلايلي في إلقاء الضوء ع افكار قد تكون بعيدة كل البعد عن افكارنا جعلت منها مشاهد محفورة في ذاكرتنا قبل حفرها ف تاريخ السينما المصرية حتى الآن، إن فيلم الارض لم يضع اسقاطات سياسية أبان فترة الثلاثينات وإنما برع السيناريست حسن فؤاد إنذاك مستوحيا من قصة الكاتب العبقري (عبد الرحمن الشرقاوي) ان يضع سيناريو وحوار شيق يجعلك تشعر معه عند مشاهدته انه يعاصر كل الازمان ويناقش كل ما يحدث فيها ...فيستحق الفيلم ان يكون ضمن افضل 100 فيلم في السينما المصرية وعلامة في تاريخها


عبد الهادي: أنت متقدرش تفهم الي عملو الشيخ حسونة يا علواني ..... أنت معندكش أرض

- الأرض 1970 ليوسف شاهين يبحث الفيلم في مجموعة من العلاقات بإستخدام منصة واحدة، بعض العلاقات العاطفية بين الرجال والنساء وعلاقات البندر والريف علاقة القطن بالماء والعلاقة الأهم التي ركز عليها يوسف شاهين علاقة محمد أبو سويلم بالأرض، تنتج هذه الثنائيات شخصيات الفلم الفريدة ثم تُقَدم على شكل نمط يمكن إعادة إستخدامه في أعمال فنيه أخرى، من بين الوجوة العديدة التي تظهر في الفلم يبرز وجه محمد أبو سويلم المميز ذو الأخاديد النبيلة والشاربين المائلين بكبرياء الى الأعلى على طريقة سعد زغلول، وتظهر من بين ...اقرأ المزيد النساء وصيفة ابنة أبو سويلم مراهقة مفرطة االأنوثة رغم بعدها عن جو المدينة الوثير، تغامر بالمسير ليلا رغم مخالفات العرف القروي والخوف من ظلام الطرقات المشجرة للحصول على زجاجة عطر قادم من البندر، رغم غرابة هذا العشق يقدم شاهين القُرَوية بجهاز أنثوي قوي الإستشعار ينجذب بشهوة الى رائحة زكية، ويبقيها طوال الفلم بقامة فارعة كشتلة قطن بيضاء وعينين سوداوين وبشرة مشرقة ومستعدة على الدوام لتلقي الإطراء من عبد الهادي. تتساقط بعض هذه العلاقات وينحسر بعضها لصالح جدلية أساسية تدور بين الأرض والماء حيث يبرز العطش كقانون مفروض على القرية التي تعيش على ضفاف النيل بعد أن تتقلصت حصتها في الماء الى خمسة أيام فقط بدلا من عشرة، تتململ نباتات القطن الشره الى الماء من الظمأ،يراقبها الفلاحين بحزن وعجز أمام سطوة "البيه" الذي يسكن بالجوار، يستغل جهل أهل القرية ويستغل الشاب الوحيد نصف المتعلم محمد أفندي في توصيل رسالة الى المركز لإقامة طريق زراعي على أراضي الفلاحين، يتواطىء مترفي القرية العمدة والشيخ ويلوذ البعض بالصمت ولا يفيد أعتراض محمد أبو سويلم وكتيبته الصغيرة الرافضة، لتزداد أخاديد وجه الرجل عمقا، تستمر الهزائم فيما ابو سويلم باق على مقربه من الأرض حتى لحظته الأخيره، لا تظهر الفيلم نتيجة معركة ابو سويلم على الأرض ولكن الفلم ينتهي وهو ممسك بنباتاته حتى أخر لحظات الفلم. يظهر البندر في فيلم الأرض مرتين أو ثلاثة على شكل مجموعة من الأفندية بطرابيش حمراء في حالة ثورة دائمة ،بينما بدا أفندية القرية أنذالا، ولم يظهر أدنى ثقة برجال الدين فالشيخ الذي لا يتورع عن تكفير الجميع أقرب الى مهرج أما الشيخ حسونة صاحب الوجه النوراني الجميل ذو التاريخ النضالي المجيد فتصرف كالسفلة عندما أختار أن يحافظ على مصالحة الشخصية، وضع الفيلم ثقته بالفلاح البسيط وممثلهم محمد أبو سويلم الذي لا يعتز إلا بشاربية وقوة ساعده، لم يبدو أن صراع الأرض والماء بحاجة الى نظرية ثورية يكتبها مثقف أهتم يوسف شاهين بعصا عبد الهادي وجهل دياب لكسب الصراع وأبعد كل من يعرف أن "يفك الخط" جانبا في إتهام جماعي. يغامر يوسف شاهين بإقحام علاقه ذات طبيعة سايكيولوجيه بين طفل وشابه لا تكاد طبيعة الفلم تحتمل علاقة من هذا النوع ولكنه يقحمها بدون أن يبذل جهدا ليضعها في مكان لائق فبدت كالنشاز في بداية الشريط، تجاوز يوسف شاهين في هذا الفيلم الكثير من السطحية التي ظهرت في فيلم باب الحديد، وعبر يصورة دقيقة عن الأرض التي نجح برسم حدودها العاطفية ولم يبرر بشكل كاف أسباب التمسك بها بل ترك كل ذلك لمعتقدات وتقاليد جيل السبعينات، يمكن لهذا الفيلم أن يجد له مكانة شعبية فيمكن أن يرى كثيرين أنفسهم من بين شخصياته، وقد يرضي عددا كبيرا من النقاد المتذمرين وتستيطع شخصياته أن تعيش طويلا أو أن يتم تطويرها في نسخ جديدة وهو الأمر الذي لم يفعله شاهين فقد اصابته "لوثة" المهرجانات و أصبح يركض خلف أفلام يقحم فيها كل أنواع الرموز التي يحفظها فتبدو مثقلة ومترهله و أحيانا غير مفهومة.