بعد سنوات طوال قضاها داخل اﻹصلاحية بعد قتله ﻷمين شرطة، يعمل (تيتو) في عمليات قذرة لحساب ضابط الشرطة الفاسد (رفعت السكري)، لكن سرعان ما يدرك (تيتو) أن أمامه فرصة جديدة للبدء من جديد حين يقابل رجل...اقرأ المزيد اﻷعمال (فارس) الذي يقرر مشاركته في مجال اﻷعمال، و(نور) التي يقع في حبها.
بعد سنوات طوال قضاها داخل اﻹصلاحية بعد قتله ﻷمين شرطة، يعمل (تيتو) في عمليات قذرة لحساب ضابط الشرطة الفاسد (رفعت السكري)، لكن سرعان ما يدرك (تيتو) أن أمامه فرصة جديدة للبدء من جديد...اقرأ المزيد حين يقابل رجل اﻷعمال (فارس) الذي يقرر مشاركته في مجال اﻷعمال، و(نور) التي يقع في حبها.
المزيدطاهر عبدالحى سليمان، الشهير بتيتو (سليمان ابراهيم)، طفل شوارع يخطف حقائب السيدات، وعندما قبض أمين الشرطة، على زميله، طعن الأمين بمطواة، ودخل الإصلاحية، وفيها قتل طفل أكبر منه، حاول...اقرأ المزيد الإعتداء الجنسى عليه، وبعد سنوات قضاها فى الإصلاحية والسجن، خرج تيتو شابأ يافعاً (أحمد السقا)، ولم يجد أحداً من أهله، وعلم أن والده بالسجن، فلجأ لزميل السجن صبحى (ضياء عبدالخالق)، والذى أشركه فى عملية سرقة أموال، تاجر آثار، ونجحت السرقة، ولكن لقى صبحى مصرعه، وعلم تيتو أن صاحب العملية، رمزى (خالد صالح) والذى سلمه نصيبه، وأشركه معه فى عمليات أخرى قذرة، حتى إقتنى مسكنا وكون ثروة متواضعة، تغنيه عن سؤال اللئيم. كان رمزى، هو العقيد شرطة رفعت السكرى، والذى يستغل المعلومات الشرطية عن تجار المخدرات والسلاح والآثار، وقبل مداهمة الشرطة لأوكارهم، يطلب من تيتو الهجوم قبل البوليس بساعة، والإستيلاء على الأموال، ومعظم البضاعة، وتكمل قوات البوليس الباقى، وتصبح الغنيمة ملكاً لعقيد الشرطة الفاسد. إصطدم تيتو بطفل الشوارع رضا (عصام محمد)، وإراد إن يثبت لنفسه، أنه لو وجد، من يساعده، لكان الآن فى وضع أفضل، فساعد رضا، وأمد والدته (عفاف مصطفى) بالمال، حتى ينتظم رضا فى المدرسة، وكان يمر عليه من وقت لآخر، ليطمئن عليه، ويلبى له إحتياجاته. وحينما توجه تيتو لمعرض السيارات، لإقتناء سيارة خاصة، تعرف على رجل الأعمال الشاب فارس (عمرو واكد)، الذى إكتسب صداقته، ولم يكن فارس، يأبه للفروق الإجتماعية بين الطبقات، وقدم تيتو لأسرته الأرستقراطية، ولفت نظر تيتو، قريبة فارس، الآنسة نور (حنان ترك)، خبيرة التخاطب، والتى ترى أن أطفال الشوارع، لا ذنب لهم، ويجب مساعدتهم، قبل أن يصبحوا مجرمين، وشعر تيتو بحلاوة أن يكون نظيفاً، وسعى لها، حتى يكون أقرب الى نور، وتطرف فى حلمه، وحلم بالإقتران بها، وصارح رمزى برغبته، والذى حاول إفاقته من حلمه، للفروق الاجتماعية بينهما، لأن المال، ليس هو الحائل الوحيد لتحقيق حلمه. طلب تيتو من صديقه فارس، أن يشركه فى المطعم السياحى، الذى ينتوى إقامته، وبالفعل أشركه معه، وتم إفتتاح المطعم، وإستقام تيتو، وإجتهد فى العمل، وحسن علاقته مع نور، التى علمت بقصة تيتو مع رضا، فزاد إعجابها به، وشاركته العناية بالطفل، وعندما إنحرف رضا مرة أخرى، ولم تستطع والدته رعايته، ساعدته نور، بإيجاد أسرة، يعيش بينها وترعاه. صارح تيتو حبيبته نور، بمكنون قلبه، وإستجابت لحبه. وعندما بدأ الرائد محمد (أشرف مصيلحى)، يكتشف إنحراف العقيد رفعت السكرى، بدأ فى إحكام الدائرة حوله، ولكن رفعت السكرى، بعد أن كشف حقيقته لتيتو، طلب منه قتل الرائد محمد، كآخر طلب يطلبه منه، ولكن تيتو رفض، فقام السكرى بإستخراج أمر إزالة للمطعم، وأرسل ملف تيتو إلى نور، لتعرف أنه خريج الإصلاحية. كتب تيتو إعتراف تفصيلي بكل عملياته مع العقيدالفاسد رفعت السكرى، وسلمه لفارس، لتقديمه للبوليس، إذا حدث له مكروه، وحول أمواله إلى وديعة بإسم نور، وطلب منها الإنفاق على الطفل رضا، وحينما شعر السكرى بقرب وقوعه فى شر أعماله، إستصدر أمراً بإعتقال تيتو، وقبل الهجوم، أرسل الى تيتو من يخبره، بأن رفعت السكرى سيرسل إليه رجاله للتخلص منه، وذلك حتى يقاوم تيتو قوات البوليس، التى ستذهب لإعتقاله، وبذلك يضمن قتل تيتو، ويتجنب إعترافاته، ونجحت الخطة، وتم قتل تيتو، ولكن إعترافاته التى سلمها فارس، كانت السبب الأكبر فى إعتقال السكرى، وأقام فارس مطعماً فاخراً أسماه "مطعم تيتو" Tito's Restaurant.
المزيدمشوار طويل وسط ليل مافيهوش قمر و قلبى تايه إحساس بغربة بين البشر ، هكذا وصفت إحدى أغانى الفيلم حال بطل العمل طاهر عبد الحى سليم او تيتو هكذا لـُقب . قد يعتبر الكثيرون الفيلم تجارى و قد تعتبرونى أحمل الفيلم فوق طاقته و لكنى بصدق أرى الفيلم واقعى ، فطفل الشوارع الذى نراه منذ فيلم " ياسمين " سنة 1950 مرورا ً بـ " العفاريت " سنة 1990 أصبح رجلا ً يريد الإندماج فى المجتمع باديا ً حياة جديدة و لكنه يدخل فى شراكة قذرة مع النظام ممثلا ً فى ضابط الشرطة ، الفيلم يريك رجل الشوارع و الأطراف تتجاذبه النظام و...اقرأ المزيد هو يستخدمه و المجتمع و هو يتعامل معه بحذر حانيا ً مع أمثاله دون الشروع فى إدماجه . قصة العريان تبدو بسيطة و لكن سيناريو و حوار محمد حفظى أضاف لها عمق غير عادى و كلاسيكية شديدة النعومة فالسيناريو خلى تقريبا ً من الثغرات و الحوار بدا واقعى لأبعد حد استطاع بحساسية مفرطة استخدام لغة الشارع دون ابتذال و لغة الأثرياء و الطبقة الراقية دون تكلف و ينقلك بينهما بسلاسة تامة و بلغ السيناريو مبلغ الإبداع فى مشاهد مثل مشهد مواجهة نور لتيتو و إبلاغ تيتو لرفعت باشا عدم إنجازه المهمة المكلف بها . طارق العريان بحق هو أحد أهم المخرجين السينمائين الذين ظهروا من التسعينيات و حتى الآن فهو متمكن من أدواته و يعد مؤسس أفلام الحركة الحديثة بشكل يضاهى لحد كبير السينما العالمية و لا ينقصه سوى الإنتاج الضخم ، فى هذا الفيلم لا يؤخذ عليه سوى تكراره لمشهد موت البطل فى فيلمه الأول "الإمبراطور". استطاع العريان إعادة تقديم خالد صالح و بزوغه كنجم كبير على يديه ليقدم واحد من أهم أدواره فى مشواره الفنى مضيفا ً للدور تاريخ و بعد نفسى كبير . حتى السقا نفسه ظهر بطريقة مختلفة تماما ً لم يستطع حتى شريف عرفة فى "مافيا" أن يقدمه بها فظهر أكثر رصانة و أكثر تحكما ً فى إنفعالاته و كانت ثالث تقديمات العريان فى هذا الفيلم عمرو واكد لينطلق بعدها للعالمية . حنان ترك فقط هى التى ظهرت باهتة و عادية انفعلاتها زائدة كعادتها ففى الحزن جزينة جدا ً و فى التوتر تبدو أقرب للجنون و فى الفرحة محلقة ، ليقتصر التمثيل على المثلثل السقا - واكد - صالح . اما موسيقى هشام نزيه فصنعت حال غير عادية من التوحد مع الفيلم تجعل المشاهد يشارك بكل وجدانه فى الأحداث بكل ما فى الموسيقى من حياة او توتر او حزن و شجن . و جاء مونتاج خالد مرعى شديد النعومة ينقلك من مشهد لآخر بمنتهى الهدوء محافظا ً على دقة الإيقاع . و ديكور محمود بركة جمع بين الحسنيين فخامة بيوت الأثرياء و الفقر المدقع فى العشوائيات و الإصلاحية . كما استطاع العريان أن يستغل عنصر الإضاءة بشكل جيد جدا ً و يقدم أعلى إبهار بصرى من خلال كاميرا القدير سامح سليم . فيلم تيتو يعد بحق من أهم أفلام الألفية الجديدة راصدا ً بصدق جزء من واقع المصريين .