تعود (فاطمة) من (الولايات المتحدة الأمريكية) للعمل في إحدى مراكز البحوث بعد حصولها على الدكتوراه من هناك، تقابل (جلال) الذي يخبرها بأنه خبير سياحي، ولكن تراه في حجرتها، وبعد فترة يخبرها أنه من الجن،...اقرأ المزيد وأنه يحبها بشدة، ويحذرها من أن تتزوج من (أسامة)، تحاول أن تجد حلا للمشكلة التي وقعت فيها، وأن تجنب خطيبها أي أذى قد يقوم به (جلال)، فتتصاعد الأحداث.
تعود (فاطمة) من (الولايات المتحدة الأمريكية) للعمل في إحدى مراكز البحوث بعد حصولها على الدكتوراه من هناك، تقابل (جلال) الذي يخبرها بأنه خبير سياحي، ولكن تراه في حجرتها، وبعد فترة...اقرأ المزيد يخبرها أنه من الجن، وأنه يحبها بشدة، ويحذرها من أن تتزوج من (أسامة)، تحاول أن تجد حلا للمشكلة التي وقعت فيها، وأن تجنب خطيبها أي أذى قد يقوم به (جلال)، فتتصاعد الأحداث.
المزيدفي البداية، تخيلت أن يكون فيلم الأنس والجن مجرد خدعة سينمائية جديدة، أو إضافة عابرة إلى قائمة الأفلام غير الهادفة التي أغرقت بها السينما المصرية في ثمانينيات القرن الماضي، لا سيما وأنه يصنف ضمن أفلام الرعب والعفاريت. لكن ما قدمه المخرج محمد راضي عام 1985 من خلال هذا العمل، كان مفاجأة حقيقية، إذ يُعد من أفضل الأفلام الممتعة والمحترمة التي قدمها ذلك المخرج العبقري. فقد استطاع أن يصنع فيلماً ضمن إطار "سينما العفاريت والشعوذة"، لكنه حمل عمقاً درامياً وإنسانياً نادراً. قصة الفيلم، التي كتبها محمد...اقرأ المزيد عثمان، تدور حول طبيبة شابة تُدعى فاطمة (يسرا)، تعود إلى مصر بعد إنهاء دراستها بالخارج. وأثناء عودتها على متن الطائرة، تتعرف على أحد العلماء ويدعى جلال (عادل إمام)، يترك حقيبته سهواً معها، فيكون هذا الموقف بداية تعارفهما. يبدأ جلال في التقرب منها، ويطلب الزواج، ثم يفاجئها باعتراف صادم: إنه ليس إنساناً، بل جني سفلي أحبها وتعلق بها. تحاول فاطمة في البداية التعامل مع الأمر بعقلانية، رافضة الارتباط به، فيغضب جلال ويحذرها من الزواج بزميلها الطبيب أسامة (عزت العلايلي)، ويُظهر لها جانباً من غضبه وقدرته الخارقة. تدور القصة في إطار مثير، وتتناول عالماً غامضاً من الأشباح والأرواح، وعلاقة الجن بالإنس، وسؤالاً فلسفياً حول الصراع بين العلم والمعتقدات، وواقع الشعوذة والخرافة في حياتنا. اعتمد نجاح الفيلم بشكل كبير على أداء النجم عادل إمام، الذي قدم واحدة من أصعب شخصياته. برع في استخدام أدواته التمثيلية كافة، كاشفاً عن وجه شيطاني قبيح، ومسخ مرعب، أظهر من خلاله شجاعة فنية مضاعفة، وابتعد تماماً عن الكوميديا المعتادة. كذلك، تألقت الفنانة يسرا في تجسيد دور الطبيبة المغلوبة على أمرها، والتي تجد نفسها فجأة محط اهتمام "كائن" غير بشري. أداؤها كان مُبهرًا، ولا يمكن إنكاره، حتى أن هذه التجربة دفعتها لاحقاً إلى تقديم أعمال مشابهة، مثل فيلم التعويذة مع النجم محمود ياسين. أما المخرج محمد راضي، فقد تجلت براعته في استخدام الكاميرا والإضاءة لخلق جو درامي مرعب، خاصة الإضاءة الحمراء، وحركة الكاميرا بين المشاهد والشخصيات. لم يكتفِ بالإخراج فقط، بل شارك أيضاً في التمثيل، مقدماً شخصية الدجال بطريقة مرعبة بفضل ملامحه التي ساهمت في تعميق الإحساس بالفزع لدى المشاهدين. في الختام، أرى أن فيلم الأنس والجن يستحق النجاح فنياً وتجارياً، لأنه قدم تجربة جريئة وناضجة في إطار أفلام الرعب المصرية. هو عمل يستحق المشاهدة، ليس فقط كفيلم رعب، بل كتجربة سينمائية متكاملة جمعت بين الإبداع والجرأة والتقنية العالية.
| عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
|---|---|---|---|
| الجن والإنس حكاية تعلُّق.. |
|
0/0 | 2 يوليو 2024 |