أراء حرة: فيلم - أنا حرة - 1959


رسالة لكل امرأة تبحث عن الحرية

(أنا حرة) نموذج للمرأة القوية التي تؤمن بحريتها، التي تصمد أمام المجتمع لتطرح أفكارها بكل جراءة وثقة دون أن تهاب أحد، في إعادة لحرية المرأة المصرية التي سلبت منها على مر العصور، وبمجموعة من الإشارات والدلالات القوية والواضحة على تطور فكر المجتمع والناس. تدور أحداث الفيلم خلال فترة الأربعينات في مناقشة لما يجول بخاطر أمينة (لبنى عبدالعزيز) تلك الفتاة البسيطة التي تسكن مع عمتها رافضة كل القيود التي تفرض عليها لكونها أنثى، فتتمرد على حياتها حتى تقابل عباس (شكري سرحان) ذلك الكاتب السياسي الذي ترتبط...اقرأ المزيد به وتتعلم منه المعنى الحقيقي للحرية التي تطالب بها. قصة اجتماعية شيقة كتبها الكاتب الكبير (إحسان عبدالقدوس) راسمًا بشخصية أمينة شكل المرأة الرومانسية والهادئة كما تناولها في جميع مؤلفاته، ومؤكدا بها على المعنى الحقيقي للمرأة التي تتحدى كل العواقب والظروف فتفهم معنى الحرية وتطبقها بحذافيرها ، وكأنه أرد أن يستكمل بشخصيتها مشوار بدؤه قاسم أمين عندما طالب بتحرير المرأة وتشريع قوانين تكفل حقوقها التعليمية والسياسية، ومتظاهرا مع هدى شعراوي لرفع مستوها، فبطلة قصة تلك المرة شخصية متمردة على حالها، لديها رغبة فالإنطلاق ع الرغم من كم القيود التي تحد من هذه الرغبة، مرددة دائما جملة (أنا حرة) في دلالة للتجربة الحقيقة والرسالة القوية لكل نساء العالم للتأكيد على عدم اليأس، ومن خلال حوار عميق بما تحمل الكلمة من معنى وبشكل فني مصري بحت كتبه نجيب محفوظ، والسيد بدير جعلا من القصة قضية عامة تتناول حتى الآن، وتناقش فكرة الأجيال عنها ولم يقتصر الفيلم على طرح معنى الحرية فقط بل شمل أيضا وجهات نظر مختلفة، وبعضا من الدروس والأفكار الجديدة التي نتعلم منها أشياء عديدة أولهم أن الحرية الفردية تقف عند حرية الأخرين، وأن الحرية ليست في الخروج مع الأصدقاء والعودة للمنزل في أوقات متأخرة من الليل وإنما الحرية هي هدف عام ومصلحة جماعية، الحرية هي تحمل المسئولية كاملة دون التقاسع عن ادائها، أيضا تناول فكرة الأهل عن معنى الحرية ورفضهم الشديد لتلك الكلمة دون النظر إلى مبغها ، وكيف أن الأخلاق هي المحفز والمحرك الأول للحرية. كذلك أشار من بعيد للمقارنة بين الرجل والمرأة من خلال شخصية علي (حسن يوسف) ابن عمة أمينة وذلك بقوتها في التمسك برأيها والدفاع عنه، في حين يظل علي جبان خائف لا يستطيع أن يعرض وجهة نظره فقط. ولا يسعنا في ذلك التحدث عن رؤية المخرج الواقعي صلاح أبو سيف وكيف استطاع تقديم عمل ناجح مثل (أنا حرة) محاولا تقديم رؤية فنية عن الحياة الاجتماعية الخاصة بالمرأة وكيف ينظر لها المجتمع وكيف تجد هي نفسها مختارا مجموعة من الفنانين الذين استطاعوا تحت إدارته تقديم فن يظهر معه لافتة قوية للمعنى ذاته وفي مقدمتهم الفنانة (لبنى عبدالعزيز) التي قدمت دور من أجمل أدوارها بشخصية جرئية ومغامرة، وبحضور مدهش قوي، وبصور داخلية تعرض كيف يعيش أفرادها، عاكسا تفكيرهم على ما يرتدون من ملابس، وما ينطلقون لتعلمه في حياتهم؟ تاركا للمشاهد أن يطرق بتفكيره أبواب مختلفة حول الحرية ماهي؟ وماهدفها؟ وهل للمرأة حقا في حريتها بما أنها جزء من المجتمع، أو لكونها نصف المجتمع؟ وغيرها من الأسئلة التي ظلت شائكة حتى يومنا هذا فيلم (أناحرة) ضمن قائمة (أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية)، وقد أحتوت المشاهد على حوار ذا أفكار جرئية، تحتاج للشرح إذا ما شاهده الأطفال دون سن 13 عام، لذا يفضل ان يتم مشاهدته بمباشرة شخص بالغ.