قد تبدو فكرة الفيلم ومحوره من اول وهلة مستهلكة سينمائيا فالكيثر من الافلام قدمت فكرة زواج احدى السيدات باكثر من رجل سواء جمعت بينهم في وقت واحد او بدلت بينهم ، لكن تلك المرة بفيلم (خلطة فوزية) كان الامر مختلفا،كان خلطة بالفعل من الحزن والبكاء والضحك والفرح فبطلته الهام شاهين خرجت علينا بتوليفة جديدة عليها لتؤكد انها مازالت تتمتع بالابداع وقدمت دورا مميزا استحقت عليه جائزة التمثيل في مهرجان الشرق الاوسط الدولي بابو ظبي...يبدو للجميع ان خلطة فوزية في طعام تطهيه مثلا او شراب تقدمه إلى كل ما ترغب...اقرأ المزيد في الزواج منه لكن خلطتها اجتمعت في الحنان والامان والعطف والطيبة وتضع نفسها دائما لمساعدة ازواجها السابقين وجيرانها واهل منطقتها فتساعد نوسة في الزواج وتقدم يد العون لصديقتها الراقصة التي لم تجد اكثر من لذة الاستعداد للموت وتحضير قبرها ، مخلتف الشخصيات حول فوزية تحتاج الى الاخرين بشكل كبير فكلها تعاني الوحدة مكتشفين بذلك ان كل منهم يحتاج للأخر وهنا لمست فوزية تلك الحاجة وجمعت بينهم بحبها وعطفها رغم طلاقها للازواج الاربعة ...تلك الخلطة ارى اننا كلنا نحتاج الى تعلمها حتى تجمع القلوب وتصفى النفوس لذا انصحك بمشاهدة الفيلم لتتقنها وستجد فيها لذة الحياة
اهم ما فى الفيلم هى فكرته وهى اسم الفيلم : فوزية لديها خلطة سحرية تعينها على مواجهة الحياة . يبدأ الفيلم بداية سريعة جدا مثيرة وساخرة تستعرض خلطة فوزية ثم فجأة يقع الايقاع ، تقريبا لا احداث وانما متابعة لحياة فوزية. ماذا بعد ان وصلتنا الفكرة ؟ لاشىء . اعتقد ان المشكلة فى السيناريو الذى لم يتمكن من اعطاء الفكرة عمقها الحقيقى واظهار ابعاد الشخصيات حيث لا حوار تقريبا فى معظم الاوقات ،فيما عدا الحوار الجميل بين فوزية وصديقتها حول مشاركتها فى زوجها. الفيلم كما لو كان فانتازيا فى قلب العشوائيات،...اقرأ المزيد هناك كم من الرومانسية والرقة والحب يصعب تواجدها فى مثل هذه الظروف . هذا لا يعنى ان العشوائيات تخلو من الحب و لكن هذه الرقة والرقى فى التعامل مع ازواج سابقين من الصعب تواجدها فى هذا الواقع بل يمكننا ان نتوقع العنف و الحدة و ضيق الخلق . اى كان فان الحلم جميل . و الفيلم به نعومة و رقة بعدت عننا منذ فترة .التصوير جميل وناعم برغم القبح المحيط . مجموعة الممثلين كانوا مقنعين برغم ان فوزية وصديقتيها لم يكن محجبات! ومعجبات بشعرهن الطويل بالاضافة الى استخدام كم كبير من الماكياج برغم محاولة تبريره بالنسبة للراقصة العجوز . هناك لقطات جميلة و لكنها لاتنتمى للمكان مثل لقطات اعداد المربى والخلطة المشبعة بالروح والر وائح والدفء مع الفواكه . كان من الممكن الغاء دور نجوى فؤاد بالكامل دون ان تتأثر القصة او كان من الممكن الاستعانة بأى فنانة اخرى لم تكن بالفعل راقصة مشهورة فقد اثارت مشاعرنا تجاه نجوى فؤاد شخصيا و ليس تجاه شخصية الفيلم . برغم كل شىء فالفيلم به عذوبة ورقة مريحة ويبعث على الامل فى قلب هذا كل الضيق المحيط بنا والقبح .ولعل هذه هى خلطة مجدى احمد على .