أراء حرة: فيلم - رجل لا ينام - 1948


سينما هادفه.... ولكن ؟

لاشك أن الفنان يوسف وهبي قد ترك في السينما بصمات قوية لا تنسي . وكانت معظم افلامه التي قام ببطولتها تهدف الي التمسك بالفضيلة و الاخلاق الحميدة . فأفلامه كانت هادفة و مباشرة لان السينما كانت في بدايتها و كان لابد أن يقدم المخرجين الهدف و الغاية بدون غموض او اسقاطات حتي يسهل علي المتفرج العادي والتي كانت نسبة الامية كبيرة وقتها أن يستوعبها و يدرك المقصود من قصة الفيلم و يخرج منه و قد استفاد و فهم الحكمة من موضوعه. وهذا الفيلم من ضمن سلسلة كان لها نفس الهدف . و هنا في هذا الفيلم يحكي عن طبيب مثالي...اقرأ المزيد و منظبط في حياته ولكنه يزل بسبب سذاجته و يقع في غرام غانية لعوب تستنزف امواله و تخدعه و تعطيها لعشيقها البلطجي فيضطر الي قتلها حتي ينتقم منها . وهنا يستيقظ ضميره ويدرك بشاعة ما قام به خاصة عندما يعلم ان بريئا اتهم بدلا منه رغم انه القاتل الحقيقي فهوالبلطجي عشيق الغانية. ويعترف البلطجي قبل اعدامه انه هو الذي قتلها اعتقادا منه انها قد وشت به للشرطة . وهنا يتم تبرئة الطبيب و يرتاح ضميره بعد ان كان لاينام . ولكن ورغم أن الافلام القديمة كانت تفضل النهايات السعيدة و انتشال البطل من كل كارثة مهما فعل الا أن هذا الفيلم يترك علامات استفهام قوية لا يمكن تبريرها. فمحاولات الطبيب لانقاذ البرئ كانت كلها تدينه و تعرضه للسجن . فأين كان ضميره عندما ألقي يصندوق الخطابات في النيل و التي كان يريد تدمره لان من بينها خطاب منه للنائب العمومي يعترف فيها بجريمته وتراجع بعد ان القاه في الصندوق . ألم يفكر انه قد يكون من بينها خطابات هامة يمكن بعدم وصولها أن يسبب كوارث .واين كان ضميره عندما سرق بندقية من خفير ليهدد بها سائق القطار الذي خطفة ليلحق بالبلطجي لانقاذة . فضلا في الشروع في قتل الغانية.. أليست تلك جرائم كبيرة كان لابد أن يحاسب عليها . لكن كما قلت أن هدف القصة واضح و هو تبرئة البطل مهما كانت جرائمه بغض النظر عن معقولية ذلك او واقعيته المهم أن تصل فكرة الفيلم للمتفرج بأن البطل قد يخطئ و لكنه دائما برئ و مظلوم !!!! فكم من الافلام كانت ترتكب بحسن نية دون الاهتمام بالواقعية او المعقولية . وللبطل نفس القصة بابطال اخرين و هو فيلم الطريق المستقيم و الذي كان اكثر تماسكا و واقعية.