سيدي أحمد أو كما يحلو لأهل القرية منادته بابا أحمد هو رجل كهل قدى سنين عمره في الاعتناء بالأرض التي ورثها عن أجداده، تمر به الأيام سريعا ويؤثر العمر على طاقته الجسدية ما يجعله غير قادر على الاعتناء بالأرض كسابق عهده. لسيدي أحمد ثلاث أبناء هم شعيبة والمهيدي وبنته الوحيدة فنينو، يقرر سيدي أحمد تفويت أرضه لأولاده ليعتنوا بها بدلا عنه، فحبه الشديد لإرث الأجداد يجعله غير قادر على متابعة أرضه التي تعب عليها في شبابه تموت وتتبخر كأنها لم تكون يوما. رضي كل من شعيبة وفنينو بالقسمة التي أقرها والدهم، لكن المهيدي وكان أصغرهم أحس بالظلم واعترض على القسمة وهجر بيت العائلة احتجاجا على الأمر، تزوج من بنت عمه التي كان يقيم معها علاقة واستحوذ على الأرض التي ورثتها، بيد أن غروره وقسوته دفعاه لملاحقة قريبته التايكة طمعا في مالها، لكنها فضلت عليه علال ذلك الشاب الطيب والشهم الغريب عن القرية والذي يشتغل في ضيعة مجاورة، ليجن جنون المهيدي ويبدأ مع زوجته السعدية بالتعدي على التايكة على أمل أن تستسلم لهم، يقف علال مكتوف الأيدي أمام ما تعانيه التايكة، فرغم حبه لها ورغبته في الزواج منها إلا أنه يبقى غريبا عن القرية ولا يحق له التدخل في أمور العائلة. من جهة أخرى يجد بابا أحمد نفسه بين نارين فالنار الأولى هي نار المهيدي الذي جعل سيرة العائلة على لسان جميع سكان القرية بسبب أفعاله السيئة، والنار الثانية هي نار شعيبة، الذي باع ما وهبه والده من أرض ليستمر في إدمانه على شرب الخمر ولعب القمار. تعصف الحياة بسيدي أحمد ويجد نفسه بلا منزل أو أرض أو أولاد، يبكي حاله ويبكي وجعه ويبكي وجع التراب.
يقرر أحمد توريث أراضيه لأولاده الثلاثة، لكن ابنه المهيدي أبى إلا أن يهجر بيت عائلته. فتزوج قريبته السعدية الوارثة إرث كبير، بيد أن ذلك لم يمنعه من ملاحقة قريبته الأخرى التايكة التي فضلت عليه علال العامل بضيعة مجاورة.