يعلن فيلم "قراقوش" عن توجهه الوطني والسياسي منذ لقطته الأولى، وقبل بدء أي مشاهد، حيث يؤكد على الصراع الدائم بين الحاكم الطاغية وأفراد الشعب المقهور، وتحول صبرهم على الظلم والقهر إلى تمرد وثورة ضد ذلك النظام. تدور قصة الفيلم حول الحاكم قراقوش (زكي رستم)، الذي يتعلق بقلب الفتاة نور الهدى، وهي فتاة من عامة الشعب. يقرر قراقوش تعيين والدها، سراج منير، رئيسًا للوزراء لكي يتمكن من الزواج منها. يستغل سراج منير منصبه وحب الشعب له في رد المظالم ورفع الطغيان عن الناس. في الوقت ذاته، تقع نور الهدى في حب شاب...اقرأ المزيد من الشعب، يقرر الثورة على النظام ويجد التشجيع من باقي أفراد الشعب. يبدأ الفيلم بعرض مشاهد للتعذيب، وتوضيح حالة القهر التي يعيشها الشعب، وهو الإطار العام الذي تدور داخله جميع الصراعات الأخرى التي قد نراها، مثل طغيان البائع أو المستأجر، والتي تم تصويرها عبر مشاهد وأحداث متعددة داخل الفيلم. يتجاوز الفيلم رسم الشخصيات الفردية ليؤكد على أهمية الأبطال الحقيقيين في حياتنا، وأن هناك الكثير منهم قادرون على استرجاع الحقوق المغتصبة. كما يحتوي الفيلم على تلميحات سياسية متعددة نسجت ضمن البناء الدرامي، منها استغلال مجموعة من أهالي البلدة لإثبات أحكام السيطرة، ويتجلى ذلك من خلال دفع هدايا إجبارية للحاكم. يتميز الفيلم بقيم فنية عالية وجماهيرية واسعة، ويُعد من أفضل الأفلام التي تناولت قضية طغاة الحكم. وقد اهتم بأداء تمثيلي يميل بشكل كبير إلى الواقعية، دون مبالغة، مما زاد من تأثيره وأصالته.