أراء حرة: مسلسل - عابد كرمان - 2011


عابد كرمان: دراما استخباراتية افتقرت للعمق والإثارة

بعد عام كامل من انتهاء تصويره، أُتيح أخيرًا عرض مسلسل "عابد كرمان"، الذي سبق أن مُنع من العرض خلال عهد النظام المصري السابق، بسبب تضمنه مشاهد تتناول شخصية موشيه ديان، وهي شخصية رفض النظام آنذاك المساس بها. ورغم الجدل الذي صاحب منعه، وبعيدًا عن كواليس وأسباب التأجيل، فإننا أمام عمل لم يحظ بنفس الزخم الجماهيري أو النقدي الذي لاقته أعمال درامية سابقة تناولت المخابرات المصرية، مثل: "رأفت الهجان"، و**"جمعة الشوان"، و"حرب الجواسيس"**. المسلسل مقتبس من قصة كتبها ماهر عبدالحميد، الذي يُعد من أوائل كتاب...اقرأ المزيد أدب الجاسوسية في مصر، قبل حتى الكاتب المعروف صالح مرسي. إلا أن العمل جاء دون المستوى المتوقع، سواء من حيث الحبكة أو الحوار، إذ غلب عليه الملل، وافتقر إلى عنصر التشويق الضروري لمثل هذه النوعية من المسلسلات. أحداث المسلسل بدت متشابهة ومكررة، حيث اقتصرت على عمليات استخبارية تفتقر للغموض أو التصعيد الدرامي، ولم يُمنح البطل أي أبعاد إنسانية تجعل منه شخصية مثيرة للاهتمام أو تستحق التفاعل العاطفي. كما افتقد العمل إلى الموازنة بين القصة الواقعية والخيال الدرامي، وهو ما يفقد أي عمل مخابراتي مذاقه الخاص وتميزه. أما على مستوى الكتابة، فقد بدا السيناريست بشير الديك بعيدًا عن أدوات جذب انتباه الجمهور، وظهر ذلك في تكرار الجمل الحوارية، وتأكيد الوطنية بشكل مباشر ومسطح، دون عمق أو ابتكار. ويُلاحظ أيضًا استخدام الشخصيات الإسرائيلية لألفاظ عامية مصرية دارجة، وهو ما أضعف مصداقية العمل وواقعيته. ولو تم اختزال المسلسل في 15 حلقة فقط، لربما كانت الحبكة أكثر إحكامًا، والسرد أكثر تركيزًا. كما أن اقتصار علاقات "عابد كرمان" على ثلاث شخصيات فقط من الجانب الإسرائيلي، في مقابل توسيع مساحة مشاهده الأسرية والعاطفية، أضر بالسرد، لأن المسلسل لا يهدف لتقديم سيرة ذاتية أو حياة شخصية، بل لتسليط الضوء على مساهمته الاستخباراتية ومهامه الميدانية. خلاصة القول: "عابد كرمان" كان أمامه فرصة ليحجز لنفسه مكانًا بارزًا في دراما الجاسوسية، لكنه فشل في أن يرقى إلى طموح الجمهور أو مستوى القصص التي يتناولها.