فيلم تسجيلي، يأخذنا الي عالم فتيات تعشن في شوارع القاهرة، عالم مليء بالعنف والقسوة إلي جانب الحرية الكاملة، والعلاقة التي تربط العديد من الشخصيات النسائية في هذا العالم.
امبارح شفت فيلم تسجيلي مصري أنُتِج عام ۲۰۰٦ اسمه (البنات دُول) من إخراج ست اسمها "تهاني راشد"، وأنا اكتشفت بعد مُشاهدة الفيلم إنه موجود على اليوتيوب، وجايب قُرابة الـ٧۰ ألف مُشاهدة. الفيلم تجربة مختلفة جداً على أي حد هيشوفه متهيألي، لأنه فيلم من صميم الواقع المصري المُعاش، وفي فترة حساسة جداً هي قبل اندلاع الثورة بخمس سنوات. الفيلم بيحكي في خلال ٦۸ دقيقة قصة (فتيات الشارع المصري) وفلسفاتهم الخاصة، وليه اختاروا الحياة دي، وبيعرض بشكل قوي للغاية أسلوب حياتهم ويومياتهم ومواقف...اقرأ المزيد كتيرة بيتعرَّضوا ليها، ومشاكلهم، وهمومهم، وطريقة عيشهم.. إلخ. أنا أُعجَبت جداً بالفيلم لأسباب لا حصر لها يعني!، بس أهم نقاط تميُّزه فعلاً كفيلم تسجيلي هوّا إنه مش عامل فوكَس على قصة محددة أو خط سير مُعيّن.. انتا بتشوف أجواء حياة الفتيات دي وقصص كتير فرعية بين كل واحدة والتانية، مونتاج الفيلم كان ليه دور هام في إنه يتنقّل بين القصص المختلفة وبين المواقف المختلفة بحيث يعمل كوكتيل متجانس بأكتر قدر من المَشَاهد عشان ينقلَّك صورة حيّة جداً اللي بتشوفه عينك. الكاميرا يمكن أهم عنصر في الفيلم؛ لأن ديناميكيتها وسلاستها في رصد الأحداث والمواقف كان ليه التأثير الأكبر على شكل وموود الفيلم، هنا مافيش أي احساس بأن فيه كاميرا بتصوّر، الكاميرا هيّا جزء من المحيط، المصداقيّة شديدة للي بيتشاف. لكن كموضوع، الفيلم فيه أفكار كتيرة بيطرحها عن النزاع الأزلي بين الرجل والمرأة، والأهم: شكل المرأة في مجتمع زي مجتمعنا هذا (المتشدد، والذكوري..)، يعني في ظني ده فيلم بمثابة جوهرة عن ماضينا، وفي إعطاء المُشاهد فكرة ليه احنا اتحوّلنا لمجتمع سئ وهَمَجي بهذا الشكل اللي عارفينه، هتلاقي بقى أفكار كتير زي العنف ضد المرأة، معاملة المرأة بالقهر، الاغتصاب.. الفيلم معمول عن المرأة، وبواسطة المرأة. وطبعاً، وحاجة من الحاجات الحلوة، إنك هتشوف نماذج كتير لفتيات "صايعين" جداً!، ومعاها كمّ محترم من الشتايم المصرية اللي كانت بتتقال زمان، وما زالَت ! الفيلم بيبدأ بشعور بالهيبَة كده لما تشوف في مشهده الإفتتاحي بنت راكبة حصان كأنها أحد المُحاربين وبتتجول في شارع جامعة الدول.. حاجة تخطَفَك. يُنصَح بيه جداً من العبد لله.. *** ملحوظتان : - الفيلم أُختير للعرض في دورة "كان" في عام صدوره، لكنه اتعرض خارج المسابقة الرسمية. - الفيلم غير مُناسب لمن هم أقل من الـ۱۸ سنة. لينك الفيلم عالـ يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=hhJZeVvSNUo