تدور أحداث الفيلم في قالب درامي حول طفلة صغيرة تحلم باقتناء سمكة ذهبية و تحصل على النقود اللازمة لهذا من جدتها، وبعد طول انتظار تفقد المال، فتتوالى الأحداث.
بمُناسبة فوز الفيلم الجديد للمخرج الإيراني (جعفر بناهي) بجايزة أفضل سيناريو في "كان"، حابب أنوّه على فيلمه الروائي الطويل الأول اللي يخرجه عام ۱۹۹٥، واللي شفته مؤخراً فيلم (البالون الأبيض) أو (The White Balloon) من تأليف أيقونة السينما الإيرانية "عباس كيارستامي" اللي قام بوضع حبكة للفيلم في غاية البساطة، ومع ذلك في غاية البراعة والإتقان، الفيلم كلّه بيدور حول فتاة عندها سبع سنوات عايزة تشتري سمكة زينة، وبعد ما أخيراً تقنع أُمّها إنها تديلها فلوس السمكة.. في طريقها للمحل بتقابل كذا موقف،...اقرأ المزيد وفي النهاية الورقة النقدية بتُقَع منها.. وباقي الفيلم، بتحاول -هيّا وأخوها الأكبر- إنها تلاقي الورقة لشراء السمكة أولاً، ولأن أمّها ستعاقبها و عرفت بالأمر ثانياً، وسط معاناة متتالية ومواقف بتتشاف بعين شديدة البراءة، هيّا عين فتاة بتكتشف العالَم من حولها للمرة الأولى ... من أجمل الأفلام اللي أشوفها للسينما الإيرانية الحقيقة.. فيلم متقدّم بحس فني عالي جداً، وإخراج عظيم من جعفر، وقدرة رهيبة منه إنه يستخلص كمّ مذهل من المشاعر والمصداقيّة عند ممثليه الأطفال، وأولهم بطلة الفيلم اللي على البوستر الدعائي، اللي شايلة الفيلم كاملاً على عاتقها. هنا انتا بتتسِحب قسرياً ورا عالَم الطفلة، وورا قصتها، لأنك مش بس ممكن تشوف نفسك وتستدعي ذكريات ماضية عن عالم الطفولة البرئ اللي شايف إن كل شئ ممكن وسهل، لكن كمان لأن القصة ذاتها بكل تفاصيلها وشخصياتها بتجبرك إنّك "تتورط" في الموضوع.. كمان فيه استخدام عبقري للقطة الطويلة، ولفكرة ربط قصص كتيرة ببعضها اللي قدّمها جعفر بشكل منفصل في فيلمه الآخر (دايرة) اللي يُعتبر من أشهر أفلامه.. هنا الربط بيحصل تحت سقف شيئين: المكان، البلدة الإيرانيّة.. وكون الأحداث كلها بتدور في قرابة الأربع أو الخمس ساعات من ليلة رأس السنة الفارسيّة في إيران. فيلم "البالون الأبيض" كسب سنة صدوره الـ Golden Camera من مهرجان كان السينمائي.