لا عيب مطلقا في أن يتأثر مؤلف ما برواية آخرى أو سابقة في الكتابة أو أن يتأثر بأربعة روايات لكن المطلوب في أن تبقى الرواية الجديدة جسدا كاملا مستقلا بذاته عن سائر الروايات الأربعة يمكن أن تأكل وتشرب وتنام أيضا وأنت تعاملها في هذا الإطار وحده...... ولا مشكلة أيضا في أن يقتنع المؤلف وهو يكتب أنه لا يصنع شيئا أكثر من معالجة لروايات أخرى، ذلك إن أراد الحقيقة أنفع له على المستوى النفسي والعقلي خاصة أنه في تلك الحالة سيكتب بأريحية أكثر واقتناع تام لكن هروبه من تلك الحقيقة قد يجعله يتوه في...اقرأ المزيد محاولات الهروب من شبح التقليد المسيطر عليه ومعه تتوه القصة والأحداث ويتوه المشاهد معه في إطار متعدد يبدأ من القصة الفلانية ويتوسط في القصة العلانية ثم ينتهي به في القصة الترتانية وهكذا دواليك......... عزبة آدم من الروايات التي نستطيع وصفها بالرواية التائهة أو الحائرة بين الجزيرة وإبراهيم الأبيض وربما فيلم الإمبراطور إضافة إلى أن الشخصية التي لعب دورها أحمد عزمي ليست بعيدة عن الشخصية التي أداها هو نفسه في مسلسل حمادة عزو فالشخصيتان تبدآن من الفقر المدقع والتركيز على الدراسة مع فارق بسيط هو أن أحمد عزمي في عزبة آدم يبدأ مع اثنين من المارقين بينما يبدأ أحمد عزمي حمادة عزو مع شباب المظاهرات الرافض لما يحدث والشخصيتان تتعرضان لظلم شديد يجعلهما يتبدلان كثيرا طوال أحداث العمل بل إنهما بالفعل وصلا إلى حالة واحدة إذ أن محمود عزو تدين وأطلق لحيته وكذلك فعل مصطفى رجب في عزبة آدم أي أن المؤلف كان واقعا تحت ذلك التأثير ولا أعرف إن كان ذلك التأثير نابعا من اختيار مسبق (قبل العمل) لأحمد عزمي أم أن تشابه الدور أتى بعزمي إلى الدور لا أعرف لكن تلك الحيرة في دور مصطفى رجب لم تكن الوحيدة........... فعزبة آدم كمحتو مكاني للرواية مع طريقة العرض الأولي للفيلم اتفق كثيرا مع فيلم الجزيرة لم يختلف سوى في أن العارض للجزيرة كان الممثل القدير سعيد الصالح بينما كان العارض هنا ليس سوى (دنيا سمير غانم)....... لاحظوا معي في أن المخرج أراد الهرب هو الآخر فكانت العارضة فتاة لم يشأ في أن يجعله ضياء المرغني مثلا أقرب الأدوار إلى دور سعيد الصالح في الجزيرة مما يؤكد أن حالة الهروب كانت واحدة........ أيضا كان في علاقة خليل وحامد أو فلنقل سليمان عيد وفتحي عبد الوهاب تقاربا كبيرا في علاقة عشري وإبراهيم الأبيض في فيلم إبراهيم الأبيض بين عمرو واكد وأحمد السقا وحتى منظرهما وهما يجريان هربا من رجل الشرطة يبدوا متأثرا بسباقات العدو التي شارك فيها كل من السقا وواكد في الفيلم الأخير لكن توهان المؤلف جعله يختار سقوط خليل ميتا بالرصاص هربا من مقصلة ناقد قد يدعي عليه التشابه....... نفس الأمر في اتفاق ضابط الشرطة سعد أو ماجد الكدواني مع حامد يشبه إلى حد بعيد تلك الاتفاقات التي كنا نراها في فيلم الجزيرة لكنك لا تستطيع أن تدعي الاقتباس أيها الناقد فالأمر مختلف تماما بين ضابط يصنع نضورجيا على اللصوص ونضورجي جاهز للعمل (من الأول) بحكم مواريثه القديمة...... (((استمرار آخر لحالة الهروب))) الفيلم مر بتلك الحالات المتكررة ولا أريد أن أذكر أن علاقة حامد بمريم ليست بعيدة عن علاقة إبراهيم بحورية في السياق العام طبعا ولا داعي لذكر أن المؤلف أراد التحوير من أجل الهروب كعادته من فكرة التقليد التي ظلت مسيطرة عليه فجعل مريم كارهة لحامد بالمطلق بينما لم تكن حورية كارهة لابراهيم في الأساس..........على كل.... تستطيع أن تحلل عزيزي القارئ كما غير متناهٍ من تلك الأمثلة التي ستتوقف أمامها بل لعلك أيضا تتحدث عن أفلام أخرى لا أعرفها أنا أو لم أرها في هذا الفيلم......... بالنسبة للمخرج محمود كامل فلقد عانى من توهان القصة وتوهان نفسه أيضا فهو لم يستطع أن يوفر مساحة استقلال لروايته لكن الأسوأ أنه لم يستطع أن يوفر أي درجة من الروعة في مشاهده التي تكررت بشكل أفقي (أكثر من مرة) بنفس الإطار والحيز.......... فماجد الكدواني وهو يخرج من عشة فتحي عبد الوهاب ويسير عبر الجسر لم يختلف مطلقا عن مشهد رحيل أحمد عزمي من أمام فتحي ليسير عبر الجسر....... تماما كانت المشاهد التي قتل فيها فتحي الحاج طلبة و النونو وحتى المرشدي متشابهة والأسوأ أن الكدواني قبل الإستراحة عندما قال لحامد (يلا يا حامد) ذكرني بمشهد الكدواني في فيلم طير إنت وهو يقول لبهيج (بهيج...طير إنت) وكأن حالة التقليد لا تزال موجودة في يقين المخرج أيضا...... المخرج حاول أن يصنع حالة إبهار متكررة لا تختلف عن حالة الإبهار في إبراهيم الأبيض لكنها ظلت متكررة أي فاقدة لشخصيتها المستقلة البعيدة عن سابق الأفلام لكن الفشل في كل ذلك كان مدويا......... علامة الاستفهام الكبرى كانت في قبول محمود يس المشاركة في فيلم كهذا الذي لابد وأن يسقط من حسابه تماما في التاريخ ليس لأن الدور كان سلبيا فقط بل لأنه افتقر لمساحة التأثير المطلوبة من فنان بحجم يس والأسوأ أن المخرج قتله تماما عندما أخرجه من العزبة دون أن يستفيد به استفادة كاملة.......... الكارثة الأشنع كانت في علاقة الممثلين ببعضهم فجميعهم كانوا يمثلون بشكل جيد ولكن (مع نفسهم) أي أن الانسجام لم يكن موجودا فيما بينهم، لا توجد حرارة ولا يوجد مخرج قادر على استشفاف ذلك من واقع الأداء الجماعي فكان الأداء باردا جدا جدا جدا........... ماجد الكدواني قدم أفضل أداء لمجموع الممثلين بينما كان فتحي جيدا في معظم الأوقات لكنه كان كرتونيا في بعض انفعالاته المغالى فيها بينما كانت دنيا سمير أقل من فيلم الفرح وإن كان الهبوط ليس مدويا....... أحمد عزمي قدم أداءا معقولا يمكن أن يكون محطة لتقدم أروع........ محمود يس لم يمثل بحماس بينما كانت هالة فاخر صادمة أيضا للكثيرين......... أحمد راتب قدم في مشهد واحد درسا للجميع بما فيهم يس الذي لم يستفد من دوره المحدود ولم يكن إضافة واقعية للفيلم لأسباب لها علاقة بالمخرج والمؤلف لكن يس يحمل جزءا عظيما من الوزر لأنه قبل المشاركة اصلا في عمل كهذا......... لكن كل ذلك لا يشفع للفيلم إذ أن الأداء الجماعي للممثلين كان صفري الإيحاء..... وكل عزبة وإنتوا طيبين........ أحمد فرحات المنياوي
الفيلم بعد رجوعى اليوم من السينما ومشاهدته وجدت انى لم اكف عن الضحك فى الفيلم ككل الا سوى ل20 دقيقة وهم اول دقائق الفيلم .. لكن من بعد هذا الفيلم اصبح كوميديا جداً والقسة اخذت الى (الهجص) بمعنى اصح اصبحت الاحداث متوقعة والاحداث غير متماشية فليس من المعقول ان تظل تنتظر الفيلم كله شخص عجوز لكى يموت بل وفى لحظة موته !!! تنفجر من الضحك وتنفجر معك السينما بمشاهديها من الضحك وليس من المعقول ان تجلس آخر 20 دقيقة والمفترض انهم اهم اجزاء الفيلم انت ومن معك فى السينما سواء تعرفهم او لم...اقرأ المزيد تعرفهم تضحكون ضحك متواصل .. ناهيك عن كونك ستحس انك تشاهد فيلم الإمبراطور للراحل احمد ذكى ووصل الامر حتى فى التشابه الكبير بين اللبس فمن المعروف فى هذا الفيلم لبس الفنان احمد ذكى لتى شيرت برقبة (هاي كول) سادة اسود لكن الأختلاف انه لم يكن (هاى كول) واضطر البطل كى يموت ان يضرب بالرصاص ثم يحرق ثم يرمى من الدور الثانى !!! وعندما تاتى الكاميرا عليه تجده يرتعش !! المشاهد الوحيدة التى كانت القاعة تسكت فيها هى عند ظهور ايناس النجار (وهى عارفة ليه) يبدو ان دورها كعاهرة ترتب عليه انتباه الموجدين لها كلما ظهرت مرة تستحم بملابسها فى النهر فيلتصق الملابس بها ومرة والمشهد المشهور فى كل افلامنا هو (العاهرة فى الملاءة) او الملاية كما نقولها بالعامية فسكتت القاعة لتركز فى اى تفاصيل قد تظهر بدون ان ياخذ باله منها المخرج وتعم بالمرح على القاعة !! غير ان الفيلم فى سياقه كله هو مجموعة من (التهجيص) ومحاولة للخلط بين فيلم الجزيرة وفيلم الإمبراطور وفيلم واحد من الناس الجزيرة فى الفكرة العامة بوجود جزيرة بها فساد مع اختلاف نوع الفسام وفيلم الإمبراطور من طريقة الإتجار بالحشيش والبودرة وظهور فتحى عبد الوهاب فى آخر الفيلم وفيلم واحد من الناس لبيان الفرق بين الناس الاغنياء والفقراء الذى يدفعهم الفقر لعمل اشياء يندموا عليها ولكن هناك منهم واحد فقط هو الذى يحاول ان يساعد كل الناس حتى لو مش معاه !! عموماً فى النهاية لقد قضيت ساعة ونصف من الضحك المتواصل وبالفعل الفيلم ادخل البهجة علي لكن بطريقة غير مقصودة !!