لن أخوض فى وصف أو تحليل النص فهو غنى عن ذلك فالقصةمعروفة ولكن الحديث هنا هن الرؤيةالإخراجيةللعمل, والتى جاءت فى كثير من المشاهد تقليدية, ولكن كانت هناك بعض المشاهد التى إستطاع المخرج أن يوضح فيها رؤيته المعاصرةللنص, وإن كانت قليلة, أما عن الموسيقى والألحان فإنى أرى أنها خطوةعلى طريق إحياء المسرح الغنائى, فلم أشعر طوال المسرحية سوى برغبة فى سماع الكثير من هذه النوعية من الألحان المسرحية, وهذا دلالة أن واضع الموسيقى والألحان يفهم مايريده العمل وأيضارؤيةمخرجه فهما جيداومما ساعد مصمم الإستعراضات على...اقرأ المزيد تصميم هذه اللوحات الإستعراضيةالمختلفةعما نراه فى مسرحنا الآن. تحية لهذان المبدعان وأيضا للمخرج على إختياره لهما.
بينما نتابع السخف اللذى يحيط بنا فى الواقع المسرحى بين نصوص غربية كثيرة بشكل يدعو للتساؤل ( أين المؤلف المصرى ) ولماذا يصر المسرح على تهميش الكاتب المصرى وإغراق المسارح بمسرحيات لا تصلح إلا أن تقدم داخل قاعات المحاضرات فى معهد الفنون المسرحية كنوع من التدريب وخلافه ولكن كل هذا الكم من الكتاب المصريين أصبحوا مهمشين بفعل فاعل وبعد هذا كله نرى ذلك العمل الرائع المأخوذ من ملحمة عربية صميمة وهى ملحمة عنترة ونظرة جديدة إحتاج إليها النص لكى يعبر عن حاضرنا وواقعنا فجاء حلمى فودة بكل مخزون الخبرة وأحسست...اقرأ المزيد وأنا أشاهده فى معظم أوقات العرض بأنه فى مكانه ممثل يملك أدواته أحس بالشخصية فأحسسنا به وبها وتفاعلنا معه رغم معرفتنا المسبقة بكل أحداث النص ولكن ر}ية مخرجه حسن سعد المتطورة لم تأخذنا للماضى بل جعلتنا ننظر لحاضرنا نظرة أخرى بل وسافرت بنا فى المستقبل متسائلين إلى متى الضعف العربى وأسضا هيمنة بلد واحد على كل شئون العالم . أيضا أسعدتنى الموسيقى والألحان للملحن الشاب باسم عبد العزيز واللذى إستطاع أن يمزج بين الفلكلور وشكل الحكى الشعبى وبين مفهوم الملحمة الرئيسى مما يجعله من فئة الملحنين والأساتذة العظام حقا فلم أمل من جملة لحنية بل على العكس كل الجمل الموسيقية مبتكرة ومن صميم حالة النص والحدوتة الدرامية كما جاءت موسيقاه متماسة ورؤية مخرج العمل فتحية تقدير لهذا الفنان الواعد على ما أمتعنا به وهذا ما سهل لمصمم الإستعراضات عماد سعيد أن يجعلنا نشاهد هذا الكم من الإختلاف فى مفهوم الإستعراض اللذى كثيرا ما يكون مقحما على العمل المسرحى وهذا ما لم يتحقق فى اللعب مع السادة وأنا أختلف كل الإختلاف مع من إترضوا على وجود إستعراضات بالمسرحية وأدعوهم لمشاهدة العمل مرة أخرى فالإستعراضات بأغانيها كانت موفقة للغاية ومن أبرز جماليات العمل أما أن الأغانى كانت مابين عامية وفصحى فهذا لا يقلل من جمالها ولا يتعارض مع مورال أو الهدف من العمل فاللغة مجرد أداة توصيل للمعنى أما اللهجة العامية فهى إحدى هذه الأدوات ليس أكثر وهناك إستعراض واحد فى ختام الفصل الأول بعد أن دخلنا فى صلب حدوتة العمل جاء بالعامية ولكن جمال الموسيقى وعمق اللحن وروعة أداء الراقصين والراقصات لم يجعلنا نقف عند ما إذا كانت اللهجة أو اللغة عامية أم فصحى . أعجبنى عمارة أة وائل أبو السعود أيضا الحبشى أو عبد الله سعد أيضا الفنانة الكبيرة ليلى جمال وأيضا أغنيتها " يا ولدى " فى لوحة بديعة قدمها المخرج وحسده عليها كثيرين وأيضا عودة الفنانة ليلى جمال للغناء بعد فترة ليست قليلة وبعد أن غنت لعظماء الموسيقى إستطاع الملحن أن يضع لها تيمة لحنية على غرار ( العديد ) ولكنها منغمة بشكل جميل جعل لها بداية ووسط ونهاية أيضا داخل تلك الرؤية البديعة لخرج العمل فى هذه الأغنية وأيضا فى إستعراض سادة عبس فى أحد الحانات كان جميلا جدا على كل المستويات . ختاما تحيى لهذا العمل الفنى ولمن شارك فيه. وأدعو المسئولين عن مسرح الدولة إلى ضرورة عرضه فى كل مسارح الجمهورية لما فيه من قيم وجماليات غابت عن مسرح الدولة.